تعبئة الموارد.. جهود تركيا لمواجهة الدمار الذي خلّفته الزلازل
من عشرات المروحيات والسفن إلى آلاف المهنيين المدرَّبين، حشدت تركيا كل مواردها لمواجهة آثار الزلزال المزدوج الذي وقع الأسبوع الماضي.
منقذ يبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ولاية هطاي التركية / صورة: AFP (AFP)

من عشرات المروحيات والسفن إلى آلاف المهنيين المدرَّبين، حشدت تركيا كل مواردها لمواجهة آثار الزلزال المزدوج الذي وقع الأسبوع الماضي.

هزّ زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجة جنوب شرقيّ تركيا في 6 فبراير/شباط، تلاهما أكثر من 2700 هزة ارتدادية.

واعتباراً من يوم الثلاثاء 14 فبراير، تجاوز عدد القتلى 35,418 في تركيا، مع إصابة أكثر من 105,505 شخص وإجلاء 86,754 شخصاً من المناطق المتضررة من الزلازل.

وقد قال رئيس تركيا رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء، إن تركيا اتخذت الإجراءات كافَّةً عبر مؤسساتها ومواردها منذ اللحظة الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعاتها الجنوبية يوم الاثنين.

وأكّد الرئيس أردوغان خلال تَفقُّد جهود الإغاثة في محافظة قهرمان مرعش مصدر الزلزال المدمر الذي أثّر في حياة أكثر من 13 مليون إنسان: "لقد حشدنا كل مواردنا، فالدولة تعمل مع البلديات، بخاصة رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، بكل إمكانياتها".

في ما يلي عرض موجز سريع للموارد الرئيسية التي حُشدَت للمناطق المنكوبة بالزلزال.

فرق الإنقاذ على الأرض

نُشر ما مجموعه 159,146 من عُمَّال البحث والإنقاذ من إدارة الكوارث والطوارئ ووحدات الأمن القومي وفرق الدعم المحلية والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين في مناطق الزلازل.

بعد الزلازل تدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم للتعبير عن التضامن مع تركيا، فأرسل عديد من الدول فرق الإنقاذ والمساعدات.

اتصل ما مجموعه 7,716 فريقاً من دول أجنبية بوزارة الخارجية لتقديم المساعدة، ونُشروا في مناطق الزلازل.

المركبات والمعدات الثقيلة

كما نُشر في المناطق المتضررة ما مجموعه 12,026 مركبة، بما في ذلك معدات البناء الثقيلة، ومنها حفارات وجرارات ورافعات وشاحنات وصهاريج مياه وجرافات وشاحنات تفريغ.

المركبات الجوية والسفن

أنشأت القوات الجوية والبرية والدرك وخفر السواحل جسراً جويّاً لنشر الأفراد والمعدات من خلال 166 طائرة.

وُظّف ما مجموعه 26 سفينة، 24 سفينة من القوات البحرية وسفينتان من قيادة خفر السواحل، لإيصال الأفراد والمساعدات إلى المنطقة المتضررة.

بناء مدن الملاجئ والحاويات

أُرسلَ إجماليّ 150,749,4 بطانية و170,902 خيمة طبية إلى المقاطعات العشر المنكوبة بالزلازل، من إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركي ووزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية ووزارة الشباب والرياضة والثقافة. كما ركّبَت إدارة الطوارئ والكوارث التركية (أفاد) 102,274 خيمة عائلية في المنطقة.

أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ على تويتر مؤخراً أنها "تواصل العمل على بناء مدينة حاويات تتسع لـ10,500 شخص".

الدعم الطبي والنفسي

في مقاطعات قهرمان مرعش وهاطاي وعثمانية وملاطية جُهّزَت أربعة مراكز خدمة اجتماعية. أُرسلَ 164 مركبة و1,644 متخصصاً إلى المنطقة. تَلقَّى ما مجموعه 64,331 شخصاً رعاية نفسية، بما في ذلك 7,015 خارج المناطق المتضررة من الزلازل و57,316 داخلها.

وحتى الثلاثاء 14 فبراير نُقل إجمالي 21,631 مصاباً إلى مقاطعات أخرى خارج مناطق الزلزال لتلقّي العلاج، 1,174 منهم بالطائرات و20,130 بسيارات الإسعاف و327 بالسفن.

وصرّح وزير الصحة فخر الدين قوجه لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الدفاع خلوصي أقار، بأن جميع المستشفيات الجامعية تقريباً في هاطاي تقدّم خدمات صحية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وأضاف أن "64 سريراً فقط من إجمالي 600 سرير قد شُغلت، في حين شُغل و28 سريراً في العناية المركزة من أصل 72".

وأكّد أن الخدمات الصحية تتوفر بالكامل في المقاطعات الأخرى، وقال: "الموظفون الذين كلّفناهم المنطقة يخدمون بإخلاص. أطلب على وجه التحديد من العاملين في مجال الصحة لدينا الذين يرغبون في المشاركة في الخدمات الصحية طواعية في منطقة الزلزال، البقاء في أماكنهم وإبلاغ مديريات الصحة الإقليمية عن أي انخفاض في عدد المرضى".

وأشار وزير الصحة كذلك إلى إرسال 80,516 لقاحاً ضد التيتانوس و3000 جرعة من مصل الكزاز على الفور إلى المناطق المتضررة. وأضاف أن "جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يخدمون في مناطق الزلازل مع أفراد أسرهم المتضررين سيحصلون على إجازة إدارية".

كما أنشأت دول أخرى مستشفيات ميدانية في المناطق المتضررة، لمساعدة آلاف المرضى الذين أُنقِذوا منذ الأيام الأولى للزلازل.

مساعدات طبية من جميع أنحاء العالم

أُنشئَ مستشفى ميداني عسكري إسرائيلي بالقرب من قهرمان مرعش، وقد عالج أكثر من 180 شخصاً، بينهم سوريون ولاجئون.

كما عالج مستشفى ميداني آخر أنشأه 90 طبيباً من القوات البرية الهندية في مقاطعة هاطاي التركية 1300 جريح من ضحايا الزلزال في 3 أيام.

من جانبها، ستنشئ بلجيكا أيضاً بنية تحتية مؤقتة لتوفير الرعاية الصحية لنحو 100 شخص يومياً، مع إمكانية بقاء 20 مريضاً إضافياً للمبيت طوال الليل للمراقبة. من المتوقع أن يبقى المستشفى عاملاً لعدة أسابيع.

ستنشر فرنسا، إلى جانب إرسال فرق إنقاذ إقليمية، وحدة التدخل الطبي السريع لخدمات الطوارئ (ESCRIM) التي ستتمركز في تركيا للمساعدة في علاج ضحايا الزلزال ودعم المستشفيات التي تعرضت لأضرار. في ESCRIM غرفتان للجراحة ومساحة أرضية تبلغ 1000 متر مربع، يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 100 مريض كل يوم. ومن المتوقع أن يشارك 87 موظفاً في نصب هيكل المستشفى المستقلّ هذا.

TRT عربي