بعد 20 يوماً من اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، أصدرت أول جهة رسمية سعودية روايتها عن ملابسات اختفاء خاشقجي في 2 أكتوبر تشرين الثاني الجاري. وصحب ذلك سلسلة أوامر ملكية بإعفاء عدد من المسؤولين الكبار من مناصبهم أبرزهم سعود القحطاني وأحمد عسيري.
كبش الفداء
واعتبر مدير المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي أن ما حصل لسعود القحطاني وأحمد عسيري هو "عبارة عن تقديم كبشي فداء سمينين" من السلطات السعودية.
وقال الدبيسي لـTRT عربي، إن ضعف الرواية السعودية وكثرة أدلة الإدانة، أوقع الدولة في الضغط مما أشعرها بالحاجة لتقديم رؤوس كبيرة ولايهام الناس بعدلها.
وأكد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يدرك حجم الضرر الذي لحق بصورته ويعرف بنسبة ما صعوبة إنقاذ نفسه، لذلك يتوهم أن "الكبش الغالي قد ينجيه".
وأضاف الدبيسي أن العارفين بتركيبة فريقه يعرفون أن عسيري والقحطاني من أبرز المقربين له والمنفذين لسياساته، مشدداً على أن التضحية برجل يشغل منصباً رفيعاً في الاستخبارات ليس بالأمر السهل.
وكان المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني قد أعرب مباشرة بعد إعفائه عن شكره للعاهل السعودي على منحه هذه الفرصة "لخدمة الوطن في السنوات الماضية".
وأكد القحطاني أنه "سيظل خادماً وفياً لبلاده طول الدهر، فيما شكر كل العاملين في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية وكافة إدارات الديوان الملكي السعودي".
تحت هذه التغريدة، تباينت ردود الأفعال حول إقالة سعود القحطاني بين مؤيد لها ومعترض عنها.
واعتبرت بعض الأصوات أن خدمات القحطاني لن تتوقف بإعفائه من منصبه، بل سيظل "شوكة في حلقة الأعداء" بأرائه وتغريداته.
في ذات السياق، اعتبر آخرون أن القحطاني "كان خط أحمر للوطن" وأنه كشف "الأعداء"، مؤكدين على أنه كان خير مغرد في المواقف الصعبة.
فيما ردّ الناشط السعودي منذر آل الشيخ مبارك الشكر بمثله على ما وصفه "خدمات كبيرة" قدمها القحطاني للوطن، معبراً له عن حبهم الدائم له.
الضفة الأخرى
في الجهة المقابلة، اعتبر ناشطون أن رحيل القحطاني هو بمثابة المكسب، معتبرين إياه أنه كان أحد عناصر الهدم في السعودية.
بين العدل والإدانة
وتحت وسم "مملكة العدل السعوديه"، أشاد عائض القرني، الداعية السعودي المعروف، ببلده التي وصفها "بأرض الإسلام، ودار السلام، ومملكة العدل".
وعلى ذات الوسم، قال تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، بأن المملكة ستظل أرض العدل وموطنها الثابت.
في المقابل، علق الناشط السعودي، عمر بن عبد العزيز على ذلك، بأن سعود القحطاني كان ينفذ أوامر ولي العهد محمد بن سلمان، مؤكداً على أنه سيقدم مزيدا من التسريبات للصحف الأميركية حول المخابرات السعودية والتقارير السرية.