فتح.. قوائم متعددة وخلافات تعصف بالحركة على عتبة الانتخابات الفلسطينية
أجّج تشكيل الأسير مروان البرغوثي قائمة منفصلة عن حركة فتح الرسمية، على رأسها زوجته وبالتحالف مع ناصر القدوة، الخلافات في الحركة التي انقسمت إلى 3 قوائم على الأقلّ، الأمر الذي قد يشتّت أصوات ناخبيها ويقلّل حظوظها في الفوز.
انقسامات تهدّد الانتخابات الفلسطينية بعد تشكيل الأسير مروان البرغوثي وناصر القدوة قائمة مقابل قائمة "فتح الرسمية" (Reuters)

قبل أقل من ساعتين على إغلاق أبواب الترشح لانتخابات المجلس التشريعي، في31مارس/آذار، قدمت حركة فتح، قائمتها الانتخابية للتسجيل لدى لجنة الانتخابات المركزية في مقرَّي اللجنة برام الله وقطاع غزة، لتكون القائمة الأخيرة من بين 36 أخرى سجّلت لخوض الانتخابات، حسب ما أعلنت عنه لجنة الانتخابات المركزية التي قبلت 13منها فيما تستمر بدراسة باقي الطلبات خلال الأيام المقبلة.

هذا التأخير بالتسجيل كشف مدى التفكك داخل حركة فتح، الذي بدأ بالخلاف مع عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة، وفصله من الحركة بعد إعلانه نيته تشكيل قائمة منفصلة، تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي". وجاء الفصل بقرار من اللجنة المركزية للحركة في بيان لها حمل توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متهمين إياه "بتجاوز النظام الداخلي للحركة وقراراتها والمسّ بوحدتها".

على الجانب الآخر كانت معركة أخرى تخوضها الحركة مع مروان البرغوثي، القيادي المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات في السجون الإسرائيلية، والذي كانت تسربت أخبار عن نيته تشكيل قائمة لخوض الانتخابات، وذهب حينها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ للقائه داخل السجن وإقناعه بعدم تشكيل قائمة خارج قائمة حركة فتح الأساسية.

وحتى اللحظة الأخيرة، بذل أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح جهوداً كبيرة لثني عضو المجلس الثوري للحركة وزوجة مروان، فدوى البرغوثي، عن الترشح للانتخابات التشريعية، وذلك قُبيل اتخاذ قرار بفصلها نهائياً من الحركة.

النتيجة النهائية لم تكن مرضية لحركة فتح، إذ توحدت كتلة الأسير مروان البرغوثي مع كتلة ناصر القدوة لتشكيل كتلة موحدة باسم"الحرية"، يقودها القدوة وفدوى، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول فرصة حركة فتح بالفوز بالانتخابات المقرر عقدها في 22 مايو/أيار المقبل، مع كل هذه الخلافات والتفتت الداخلي وفي ظل تسجيل عدد كبير من القوائم.

سنعلن الكشف الأولي بأسماء القوائم والمرشحين يوم السادس من أبريل/نيسان المقبل، ليتاح للمواطنين الاطلاع عليها وتقديم الاعتراضات أمام اللجنة على أسماء القوائم والمرشحين

لجنة الانتخابات المركزية

حالة ارتباك وفوضى داخلية

رأى عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، أن "تأخير الإعلان عن قائمة حركة فتح يعكس حالة الإرباك التي تعيشها الحركة"، قائلاً لوسائل إعلام فلسطينية، إن تحالف القدوة مع مروان البرغوثي سيؤثّر في عدد المقاعد التي ستحصل عليها الحركة.

وعلى الرغم من اعتذار عبد القادر عن عدم المشاركة في قائمة مروان البرغوثي وناصر القدوة لأسباب خاصة، فإنه أكد دعمه البرغوثي.

ونوّه عبد القادر بأن"اللجنة المركزية لحركة فتح عبرَ حسين الشيخ حاولت فتح باب للحوار خلال الـ48 ساعة الماضية من خلال زوجة البرغوثي من أجل تذليل الصعوبات وإعادة اللُّحمة لحركة فتح، لكن القرار كان لدى الأخ مروان البرغوثي".

ويمكن أن يؤثر تحالف البرغوثي والقدوة في حركة فتح من حيث "عدد المقاعد"، حسب عبد القادر الذي استدرك قائلاً: "برأيي أن مروان البرغوثي مهتمّ بحركة فتح ولا يبحث عن مقاعد، وهو لم يرشّح نفسه للمجلس التشريعي".

اقرأ المزيد..

وأضاف: "مروان وجد أن قائمة حركة فتح وما تضمنته من اختلالات قد أوجدت تداعيات خطيرة في الميدان على المستوى الفتحاوي من حيث الاعتراضات التي برزت في كثير من المناطق التنظيمية في جنين وقباطية، لعدم وجود معايير ثابتة ودقيقة، وهنا وجد أنه يجب أن يوجد قارب نجاة بتشكيل قائمة يعيدها لحركة فتح داخل قبة البرلمان".

ويسعى البرغوثي لتثبيت كتلة انتخابية مؤيدة له في المجلس التشريعي دون أن يرأسها أو أن يكون عضواً فيها، لكنها ستكون الداعم لترشحه في انتخابات الرئاسة.

من جانب آخر، بدأت الفوضى تعمّ قوائم فتح، إذ أطلق مجهولون النار على مرشح فتح زياد إبراهيم الحموز رقم 129على القائمة، في مدينة الخليل، ولاذوا بالفرار.

مجهولون يطلقون النار على مرشح فتح زياد إبراهيم الحموز ويلوذون بالفرار (وسائل إعلام فلسطينية)

وأشارت مصادر محلية، إلى أنّ 9 رصاصات اخترقت جدران ونوافذ منزل الحموز، وذلك عقب تسجيل القائمة رسمياً في لجنة الانتخابات.

ووسط إطلاق النار، قررت 11 منطقة تنظيمية لفتح غربي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، تجميد نشاطها مع فتح في الانتخابات بسبب "تغيير رقم مرشحيها في القائمة نتيجة ضغوط، لتصبح دون ممثل بالمنطقة".

وسط إطلاق نار.. 11 منطقة تنظيمية لفتح غرب جنين: قررنا تجميد نشاطنا مع فتح في الانتخابات بسبب تغيير رقم مرشحنا في القائمة نتيجة ضغوط فأصبحنا دون ممثل بالمنطقة

Posted by ‎شبكة قدس الإخبارية‎ on Wednesday, March 31, 2021

وتوالت الانسحابات من قوائم حركة فتح، ومن قبل أعضاء معروفين بالحركة، وكان رياض الأشطل، آخرهم، أحد المرشحين في قطاع غزة، الذي أعلن انسحابه من حركة فتح بشكل كامل "احتجاجاً على الاختيار اللا مسؤول الذي تجاهل حجم الناخبين في محافظة خانيونس"، حسب ما جاء في منشور له على صفحته في فيسبوك.

هل تقود الخلافات إلى تأجيل الانتخابات؟

ما زال سيناريو تأجيل الانتخابات يُطرح بقوة، بخاصة بعد خروج البرغوثي من مباحثات تشكيل قائمة فتح الرسمية، إلا أن الأمر يبدو مستبعَداً لدى قادة الفصائل الأخرى كحماس، إذ عبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على صفحته بتويتر، عن رفض الحركة "تأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة"، في إشارة إلى سيناريو منع إسرائيل إجراءها في القدس.

وقال: "نحن نريد تجسيد الإرادة الحرة للناخبين الفلسطينيين، ولا لاستثناء المقدسيين من التصويت، نريد مرشحين ذوي مصداقية ونزاهة وانتماء، ولا نريد من السلطة أن تستخدم أدواتها لدعم مرشحين بأعيانهم".

من جهته قال عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، لتليفزيون فلسطين، إنه "لا انتخابات دون القدس، وهي شريك رئيسي في العملية الديمقراطية".

إجراء الانتخابات في القدس يُعتبر مقاومة لقرارات إسرائيل والإدارة الأمريكية السابقة تجاه العاصمة المحتلة

عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد

أما نبيل عمرو، مستشار الرئيس الفلسطيني، فقد كتب مقالاً في جريدة القدس الفلسطينية، بعنوان "تأجيل الانتخابات في ميزان الربح والخسارة"، قال فيه: "حتى الآن لم تصدر عن الجهة الأساسية صاحبة القرار، أي الرئيس الفلسطيني، قرار بالتأجيل، وهذا ما يجعل الحديث حول هذا الموضوع مجرد رغبات أو اجتهادات لم تتخذ بعد صفة القرار العملي".

وأضاف: "إذا كان الشعار المفضَّل للتأجيل هو مسألة الانتخاب في القدس فإن الوقت لا يزال أمامنا كي نخوض معركتين، أولاهما طلب دعم دولي للضغط على إسرائيل كي تقبل أن تنتخب القدس، والثاني أنه إذا ما أغلقت الأبواب من قبل إسرائيل واتخذت قراراً بتعطيل الانتخابات في القدس، فإن إمام الفلسطينيين خيار إيجاد البدائل التي تكرّس القدس عاصمةً منشودةً للفلسطينيين وتكرّس المقدسيين كجزء لا يتجزأ من الشعب".

من جانبه، أبدى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، مساء الأربعاء، تفاؤلاً بشأن إجراء الانتخابات، قائلاً: "حركته قوية متماسكة وموحدة بلجنتها المركزية لخوض انتخابات المجلس التشريعي".

ودعا الرجوب قُبيل تسجيل قائمة فتح لانتخابات المجلس التشريعي بمقر لجنة الانتخابات "الفتحاويين إلى أن لا يتطلعوا إلى كل مرتدّ هنا وهناك"، مشدداً على استنهاض أطر الحركة للفوز في الانتخابات، قائلاً: "نحن سنمارس هذه العملية وسنحترم نتائجها".

TRT عربي