وقالت هيئة مقاومة الجدار في بيان، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت اليوم استيلاءها على مساحة 455.6 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي جيت وفرعتا شرقي محافظة قلقيلية، وتل غربي محافظة نابلس".
وأوضحت أن الإعلان جاء تحت عنوان "أراضي الدولة”، وهو مسمى “تتخذه دولة الاحتلال للسيطرة ومصادرة مزيد من الأراضي ويستهدف المساحة التي تتموضع عليها بؤرة حفات جلعاد الاستعمارية التي أُقيمت عام 2003 على أراضي قرى جيت وفرعتا وتل".
وأضافت أن "سلطات الاحتلال تهدف من هذا الاستيلاء إلى تسوية (شرعنة) أوضاع بؤرة استعمارية مقامة في المنطقة، وهي حفات جلعاد، البؤرة ذاتها التي جرى إعلان نية حكومة الاحتلال تسوية أوضاعها قبل سنوات".
وبذلك، تقول هيئة مقاومة الجدار إن المساحة المصادَرة بحجة أنها "أراضي دولة" ارتفعت "منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف (برئاسة نتنياهو) مطلع عام 2023 إلى أكثر من 26 ألف دونم من خلال 13 إعلاناً تحت هذا المسمى".
من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أنه على خلفية النقاشات التي يُجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراؤه بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية، "تواصل الحكومة في هذه الأثناء الاعتراف بالأراضي هناك".
وأبانت أن "إدارة التنظيم التي أنشأها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اعترفت بـ445 دونماً بوصفها أراضي دولة؛ على جزء من هذه الأراضي تقع البؤرة الاستيطانية حفات جلعاد (في نابلس)، التي ناضلت سنوات من أجل الاعتراف بها". وتابعت أن "الخطوة ستسمح بتوسيع مساحة مستوطنة حفات جلعاد ثلاثة أضعاف، وتحويلها من بؤرة غير قانونية إلى مستوطنة مُعترف بها رسمياً".
في سياق متصل، وجَّه نتنياهو وزراءه بعدم الحديث عن سعي تل أبيب لفرض السيادة على الضفة الغربية، و"التكتم" على الأمر، خوفاً من تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن دعم الخطوة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة معاريف، مساء الثلاثاء: "من المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً سياسياً-أمنياً، يجري فيه بحث إمكانية فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وكذلك خطوات ردّ ضد السلطة الفلسطينية والدول الداعمة لهذه الخطوة".
كان من المقرر في البداية عقد الاجتماع في مكتب نتنياهو مساء اليوم، على خلفية اعتزام عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، لكن لاحقًا تقرر تأجيله، وفق المصدر ذاته، دون إبداء أسباب أو إعلان موعد جديد. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن موضوع فرض السيادة على الضفة الغربية "يُدار بهدوء تام، من دون تصريحات علنية".
وقالت إن نتنياهو "وجّه الوزراء بالتقليل من الحديث قدر الإمكان" عن فرض السيادة على الضفة الغربية. وأوضحت: "يرجع السبب وراء هذا التكتم إلى أن إسرائيل تخشى أن يتراجع ترمب، رغم اعتباره صديقاً لإسرائيل، عن دعمه الصامت الذي قدمته إدارته مؤخراً للبناء في المنطقة إي 1، بل يعارض أي خطوة لفرض السيادة الإسرائيلية".
وتابعت: "في إسرائيل يدركون أن ترتيب الأولويات مع الإدارة الأمريكية يضع موضوع فرض السيادة في الخلف، وليس في المقدمة بالتأكيد".
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1016 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافةً إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 63 ألفاً و633 شهيداً، و160 ألفاً و914 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينياً بينهم 130 طفلاً.