واقتحم مئات المتظاهرين الإسرائيليين، مساء الأربعاء، حواجز شرطية قرب منزل نتنياهو، في القدس الغربية، للمطالبة بإبرام صفقة لإعادة الأسرى من قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن المحتجين "اخترقوا الحواجز في ساحة باريس قرب منزل نتنياهو، قبل أن يتجهوا إلى شارع يافا ويعتلوا قضبان القطار الخفيف، وسط مواجهات مع الشرطة".
وأضافت أن الشرطة بدأت تفريق المتظاهرين باستخدام سلاح الفرسان، فيما أضرم محتجون النار في إطارات سيارات وحاويات قمامة على مقربة من منزل نتنياهو، ما أدى إلى اندلاع نيران في عدد من السيارات.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 13 شخصاً خلال الاحتجاجات، فيما أكدت عائلات الأسرى أنها ستواصل فعالياتها للضغط على الحكومة من أجل القبول بمقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
"ميليشيات فاشية"
وقال نتنياهو في كلمة مصوَّرة إن "التظاهر حق مشروع في الديمقراطية، لكن ما يحدث الآن يتجاوز كل الحدود"، زاعماً أن المحتجين "يُخربون الممتلكات، ويغلقون الطرق، ويلاحقون المسؤولين المنتخبين وعائلاتهم".
وادّعى أن المتظاهرين "يهددونه يومياً بالقتل، ويخططون لإحراق منزله"، معتبراً أن ما يجري يعكس "غياب تطبيق القانون"، وطالب الشرطة بالتحرك.
وزعم نتنياهو أن المتظاهرين "بدؤوا بالفعل باقتحام الحواجز، ثم محاولة اقتحام الأسوار، وبعدها أطلقوا قنابل إنارة كادت تحرق حارسة أمن حتى الموت قرب بيتي".
ووصف المتظاهرين قرب منزله بـ"الميليشيات الفاشية"، زاعماً أنهم يهددون بقتله هو وأفراد أسرته.
وفي 18 أغسطس/آب المنصرم، وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم تردّ على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق وافقت عليه تل أبيب. وبدل ذلك، دفع نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس.
والأربعاء، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، رسمياً، إطلاق عملية "عربات جدعون 2"، التي تستهدف احتلال كامل مدينة غزة بعد تطويقها وتهجير الفلسطينيين منها.
وتقدر إسرائيل وجود 48 أسيراً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، واستُشهد عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 63 ألفاً و746 شهيداً، و161 ألفاً و245 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 367 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً، حتى الأربعاء.