وخلال اجتماع مغلق عقده كاتس مع قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق القناة 14 العبرية، "أصدر وزير الدفاع تعليماته للجيش الإسرائيلي، بإعداد خطة حاسمة في الضفة الغربية، في حال حدوث سيناريو متطرف في المنطقة"، على حد تعبيره.
ونقلت عن كاتس، قوله خلال الاجتماع: "هدفنا الحفاظ على الاستقرار، ولكن إذا انقلبت الأجهزة الأمنية للسلطة ووجّهت أسلحتها ضدنا، فسنخوض حرباً تنتهي بالحسم، ولن نسمح بانتفاضة جديدة".
وأضاف كاتس: "سيكون ردنا حازماً ومختلفاً تماماً، وما كان لن يكون"، في إشارة إلى الانتفاضة السابقة في الضفة الغربية، منها "انتفاضة الوحدة" في مايو/أيار 2021.
وقالت القناة 14 العبرية: "على خلفية الأحداث في غزة، يجري الاستعداد لسيناريوهات متطرفة في يهودا والسامرة". وتابعت: "في مثل هذه الحالة، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استخدام قوة هائلة لمنع تدهورٍ للوضع قد يؤدي إلى انخراط السلطة الفلسطينية في مواجهة مع إسرائيل".
في سياق متصل، دعت فلسطين، الأربعاء، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، إلى حماية المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من الانتهاكات الإسرائيلية "الممنهجة".
جاء ذلك في بيان لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتراث المادي وغير المادي علي زيدان أبو زهري، اطلعت عليه الأناضول، بعد مشاركة مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر عقد في ساحات المسجد.
ودعا أبو زهري، المجتمع الدولي وخاصة منظمة اليونيسكو، إلى "التحرك العاجل والفوري بخطوات عملية على الأرض لحماية الحرم الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
كما دعا إلى "وقف نزيف الانتهاكات" بحق المكونات الحضارية والتراثية للشعب الفلسطيني، وفرض إجراءات "رادعة بحق منظومة الاستعمار وقيادتها، بخاصة أن الحرم مسجل على لائحة التراث العالمي التابعة للمنظمة".
وقال المسؤول الفلسطيني إن عقد المؤتمر الاستيطاني داخل باحات الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، يشكل "تعدياً صارخاً على الموروث الحضاري والديني للشعب الفلسطيني، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم".
وشدد على أن "هذه الانتهاكات المتكررة والتي تأتي بمشاركة وزراء الاحتلال، تأتي في إطار سياسة ممنهجة لتهويد المقدسات وطمس الهوية التاريخية الفلسطينية".
وحمل أبو زهري، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد الخطير الذي يستهدف تحويل الصراع إلى طابع ديني مفتوح". وأضاف أن "التراث المادي وغير المادي الفلسطيني جزء أصيل من الهوية الإنسانية العالمية، ويستوجب حماية دولية جادة تضع حداً لمحاولات الاحتلال الرامية إلى تغييب التاريخ وتشويه الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني".
وفي وقت سابق الأربعاء، عقد مستوطنون بمشاركة وزراء بينهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، مؤتمراً لإحياء ذكرى تأسيس حركة غوش أمونيم الاستعمارية المتطرفة.
وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الحرم الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً. ويوجد المسجد في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
وفي 1994، قسّمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63% من مساحته لليهود تضم غرفة الأذان، و37% للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن استشهاد 29 مصلياً فلسطينياً.