وقال بوتين خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس السلوفاكي روبرت فيكو عقب محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، إنّ "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تنصت إلى مبررات الكرملين بشأن قرار العملية العسكرية في أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ موسكو وواشنطن توصلتا إلى "تفاهم متبادل" بشأن هذا الصراع.
واشتكى الرئيس الروسي من نظيره الأمريكي السابق جو بايدن، معتبراً أنه لم يكن يهتم بمبررات موسكو، لكن "الآن يوجد تفاهم متبادل، وهو أمرٌ ملحوظ، ونحن سعداء للغاية بهذا، ونأمل أن يستمر هذا الحوار البناء"، وفق قول بوتين.
ولفت إلى أن موسكو لم تعارض مطلقاً انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي، معبراً عن اعتقاده بأن من الممكن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن ضمان أمن كل من روسيا وأوكرانيا.
ورفض بوتين الأنباء التي تحدثت عن استعدادات روسية لشن هجوم أوسع في أوروبا، قائلاً: "هذا الاحتمال هستيري وقصص رعب"، مشيراً إلى أن "روسيا اضطرت إلى الرد على ما وصفته بمحاولة الغرب ضم جميع مناطق الاتحاد السوفييتي السابق إلى نطاق نفوذه بمساعدة حلف شمال الأطلسي، نظراً لتداعيات ذلك الأمنية على موسكو".
وأبلغ بوتين رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو خلال اجتماع في الصين، قائلاً: "فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، فلم نعترض على ذلك مطلقاً (..)، لكن فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، فهذه قضية أخرى".
وذكر أنه ناقش أمن أوكرانيا خلال قمته التي عقدها في 15 أغسطس/آب في ألاسكا مع نظيره الأمريكي ترمب، وقال بوتين: "توجد خيارات لضمان أمن أوكرانيا إذا انتهى النزاع. ويبدو لي أن هناك فرصة للتوصل إلى توافق في الآراء بهذا الشأن".
وشدّد على أن أي تسوية للنزاع في أوكرانيا ينبغي ألا تقوض أمن روسيا، مستدركاً: "بطبيعة الحال، يعود لأوكرانيا أن تقرر كيف تصون أمنها، لكن هذا الأمن ينبغي ألا يُضمن على حساب أمن بلدان أخرى، ولا سيما روسيا الاتحادية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يستعد فيه زيلينسكي للقاء قادة أوروبييين في باريس الخميس المقبل، وفق ما أفاد به مصدر سياسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، ضمن جهود دبلوماسية لمحاولة التوصل إلى تسوية بين موسكو وكييف.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه "من المقرر عقد اجتماع بين زيلينسكي وقادة أوروبيين، لبحث الضمانات الأمنية لأوكرانيا في أي تسوية محتملة مع روسيا، والدفع بالدبلوماسية قدماً، لأن الروس يماطلون مجدداً، ومن غير المتوقع حتى الآن أن يشارك ترمب في هذا الاجتماع".
ويعمل حلفاء أوروبيون لأوكرانيا على إعداد مجموعة من الضمانات الأمنية التي قد تدرج ضمن تسوية سلام محتملة، تهدف إلى حماية كييف من أي هجوم روسي محتمل في المستقبل.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.