تابعنا
تواجه الأقلية المسلمة بالهند مذابح وتهجيراً واضطهاداً ممنهجاً استمر لعقود. وتعتبر موجة التهجير القسري الأخيرة التي تنفذها السلطات الهندية بحق ما يزيد على 800 عائلة مسلمة بولاية أسام حلقة بسلسلة طويلة من الجرائم البشعة بحق مسلمي الهند.

منذ استقلال شبه الجزيرة الهندية عن بريطانيا عام 1947 وتقسيمها إلى باكستان ذات الغالبية المسلمة، ثم سيطرة الهندوس على الهند واعتبار مسلميها أقلية، بدأ المتطرفون الهندوس هجمات ومذابح متتالية بحق المسلمين.

وتعتبر موجة التهجير القسري الأخيرة وما صاحبها من جرائم وقتل وتشريد للمسلمين، التي تنفذها السلطات الهندية بحق ما يزيد على 800 عائلة مسلمة في ولاية أسام، حلقةً في سلسلة طويلة من الجرائم البشعة التي دامت لعقود بحق مسلمي الهند، وسط تعامٍ وتواطؤ وأحياناً تحريض من السلطات الهندية.

فما أبرز الأحداث التي شكّلت جحيماً في ذاكرة مسلمي الهند؟

إبادة جماعية في كشمير 1947

نفذت الهند إبادة جماعية بحق نحو 250 ألف مسلم في كشمير عام 1947، وذلك إبّان ضمّها إلى الهند عقب استقلال الأخيرة من الاحتلال البريطاني.

ووفقاً لما ذكره سردار مسعود خان رئيس ولاية جامو وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية في حديثه لوكالة الأناضول فإن ما يقرب من نصف مليون كشميري قُتِلوا وشُوِهوا وأُعموا وعُذِبوا واختفوا قسراً على أيدي القوات الهندية على مدى الـ75 عاماً الماضية.

هجمات كالكوتا 1964

لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في أعقاب هجمات متطرفين هندوس على أحياء المسلمين في مدينة كالكوتا الهندية عام 1964، إضافة إلى اعتقال أكثر من 7 آلاف شخص، وإصابة 438 آخرين في الاشتباكات التي امتدت إلى المناطق المحيطة.

وأضرم الهندوس النيران في مصنعين للمطاط وعدد من المحلات والمساكن، وتخلّل ذلك هجمات إحراق ونهب ضد المسلمين وممتلكاتهم، وهُجِّر إثر الهجمات ما يزيد على 70 ألف مسلم من منازلهم.

مذبحة نيلي 1983

قُتِل ما يقرب من 1800 مسلم من أصل بنغالي على يد قبائل لالونغ (المعروفة أيضاً باسم تيوا) في قرية تُسمّى نيلي، بولاية آسام الهندية عام 1983.

وتُعتبر المذبحة واحدة من أفظع المذابح منذ الحرب العالمية الثانية، إذ كان غالبية الضحايا من النساء والأطفال.

وتُشير أصابع الاتهام إلى "حركة آسام" في تنفيذها الهجمات الشنيعة بحق المسلمين، إذ أصرّت الحركة على شطب أسماء المهاجرين المسلمين من السجل الانتخابي وإجبارهم على التهجير من الولاية.

وعلى الرغم من إصدار لجنة رسمية تُدعى "تواري" تقريراً مكوناً من 600 صفحة عن مذبحة نيلي، غير أن التقرير لم يُنشر قط، ويُعامَل حتى اليوم باعتباره أسراراً عسكرية.

وعلى الرغم من محاولات جبهة آسام الديمقراطية المتحدة نشره وتعويض الضحايا وأسرهم فإن الحكومات المتعاقبة على الولاية ترفض ذلك.

هجمات غوجارات بين أعوام 1969 و1989

نفّذ متطرفون هندوس هجمات على المسلمين بولاية غوجارات الهندية، وتشير التقديرات إلى أن 630 شخصاً لقوا حتفهم جرّاء الهجمات عام 1969.

وتبع ذلك بعام واحد أعمال حرق وتخريب ممنهجة لممتلكات المسلمين في بلدات هواندي وجالجون ومهاد، استمرت على مدار يومَي 7 و8 مايو/أيار 1970.

وفي عام 1980 قُتِل ما يقدّر بنحو 2500 مسلم بمدينة مراد آباد بولاية أتر برديش، وخلصت تحقيقات لمراقبين إلى أنّ الشرطة المحلية تورّطت بشكل مباشر في التخطيط لأعمال العنف ضد المسلمين.

وفي عام 1989 لقي ما يزيد على ألف مسلم مصرعهم بمدينة بهاجالبور الهندية التابعة لولاية بيهار، وجاء ذلك نتيجة عمليات استعراض قوة نفّذها متطرفون هندوس تابعون لحركة "VHP" التي تهدف إلى التهديد وإثارة الذعر وسط الأقلية المسلمة.

مذبحة هاشيم بورا 1987

اعتقلت الشرطة المسلحة الإقليمية في الهند 42 شاباً مسلماً من هاشيم بورا بولاية أوتار براديش في 22 مايو/أيار 1987 ونقلتهم في شاحنات إلى أطراف المدينة قرب منطقة غازي آباد، وأطلقت الشرطة النار عليهم وألقت جثثهم في قنوات المياه.

وبعد بضعة أيام عُثِر على جثث الضحايا طافية في القنوات لكن السلطات الهندية لم تكترث بالمذبحة ولم تحاسب الجناة حتى عام 2000 حين استسلم 16 فرداً من المتهمين الذي يصل مجموعهم إلى 19، ثم أطلقت السلطات سراحهم بكفالة.

هجوم مومباي 1992

قُتِل نحو 900 شخصاً في أعمال عنف وإطلاق نار من قبل القوميين الهندوس ضد المسلمين، وجُرِح ما يزيد على ألفَي شخص، فيما نزح الآلاف داخل البلاد، وذلك إثر حادثة الهجوم على المسلمين الذي تخلّله تدمير مسجد بابري التاريخي في مومباي، وهي إحدى أشهر حوادث الاضطهاد الديني ضد المسلمين في الهند.

ووصف حينئذ مراسل BBC تورال فاريا الهجوم بأنّه "مذبحة مخططة مسبقاً"، وأنها كانت في طور الإعداد لعامين كاملين.

يُذكر أن الهجوم استهدف المسجد التاريخي الذي شُيّد عام 1527 بتوجيه الإمبراطور المغولي ظهير الدين بابر، إضافة إلى تحطيم آلاف من ممتلكات المسلمين وحرقها.

ويُعتقد على نطاق واسع أن جماعة هندوسية متطرفة تُدعى "شيفسينا" نفّذت الهجمات بتواطؤ وغض للطرف من السلطات الهندية.

مذابح غوجارات 2002

اتهم متطرفون هندوس الأقلية المسلمة بإحراق قطار "جودهرا" بولاية غوجارات الهندية، واتخذ المتطرفون الحادث ذريعةً لارتكاب فظائع وجرائم ومذابح بحق المسلمين.

وتعرّضت قرية "شامانبورا" ذات الغالبية المسلمة لهجمات بشعة، إذ أحرق المهاجمون منازل المسلمين واعتدوا جنسياً على فتيات صغيرات ثم حرقوهن وهن على قيد الحياة.

ويشير مراقبون إلى تغاضي حزب "بهاراتيا" جاناتا الحاكم عن الهجمات، والذي كان يرأسه حينئذ رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي الذي شغل كذلك منصب حاكم الولاية خلال فترة المذبحة، وأدّى رفض مودي للتدخل إلى تشريد نحو 200 ألف من السكان المسلمين.

وانتشرت خلال الأعوام التالية تقارير خلصت إلى تورُّط حكومة الولاية في أعمال العنف، وحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن الهجمات كان مخططاً لها مسبقاً، وشاركت الشرطة وحكومة الولاية مباشرةً في أعمال العنف ضد المسلمين.

TRT عربي