تابعنا
أنجبت ميغان ماركل، دوقة ساكس، طفلها الأول، الأمر الذي حظي بتغطية إعلامية ضخمة، أثارت جدلاً واسعاً، وأدّت إلى غضبٍ عارم على الشبكات الاجتماعية.

حظيت ولادة الطفل الملكي البريطاني الجديد بتغطيةٍ ضخمة من جانب وسائل الإعلام الغربية، وهي التغطية التي وصفها الكثيرون بأنها أوشكت على بلوغ حالةٍ من الهستيريا.

وفي حال ألقيتَ نظرةً على واحدةٍ من القنوات أو مواقع الأخبار الغربية؛ فلا شك أنَّك صادفت خبر إنجاب ميغان ماركل، دوقة ساسكس، لطفلها الأول.

ويتَّفق الكثيرون أنَّ ولادة أول طفلٍ ملكي من أصولٍ أفريقية-أمريكية هو حدثٌ يستحق النشر، ويُمثِّل علامةً فارقة في تاريخ بريطانيا، الدولة التي ما تزال تُحاول التصالح مع دورها في نشر تجارة العبيد والاستعمار داخل أفريقيا.

لكن هذا التحليل كان غائباً بصورةٍ كبيرة عن التغطية الإعلامية لميلاد أول أبناء الأمير هاري.

وأشار المنتقدون على الشبكات الاجتماعية إلى أنَّ القنوات الإخبارية اكتظَّت بتغطيةٍ ضخمة عن غرباء يُهنئون الزوجين الملكيين. إلى جانب التعليقات، التي يجوز وصفها بأنَّها تافهة، حول ولادة الطفل.

وكتب شخصٌ، يُدعى محمد أول هنوا، تغريدةً على موقع تويتر يقول فيها: "يتعرَّض الكثير من الأطفال في غزة للقصف، في نفس وقت الاحتفاء بميلاد الطفل الملكي الجديد. هل أرحام غزة لا قيمة لها؟".

وجاء مولد الطفل الملكي في أعقاب قتل إسرائيل لـ25 شخصاً في غزة، وبينهم سيدتان من الحوامل وطفل رضيع، وإبان تحذير 145 عالماً من الخطورة الناجمة عن احتمالية حدوث انقراضٍ جماعي لمليون فصيلة.

وبهذا؛ أثارت التغطية الضخمة لميلاد الطفل الملكي -مع تجاهل الأحداث المُهلِكة والكئيبة كافة- ردود فعلٍ حادة ضد المنافذ الإعلامية. إذ توجَّه الكثيرون إلى الشبكات الاجتماعية من أجل التعبير عن هذا الغضب.

وكتبت بانديرا روسا، تغريدةً تقول فيها: "حقيقة أنَّ مولد الطفل الملكي أصبح يمثل خبراً مُهماً، فهو تحوُّلٌ يَدُلُّ على تراجع قيمة المحتوى الخبري. وبهذا نُدرِكُ أنَّنا نعيش في عالمٍ يُسيطر عليه الأثرياء ويُحرِّكونه لصالحهم بالتأكيد. وفي الوقت ذاته، يندر التطرُّق إلى مقتل الأطفال على يد حلفاء بريطانيا في أماكن مثل غزة واليمن".

في حين كتب فيليب كراوفورد تغريدةً يقول فيها: "من الواضح أنَّ محطة BBC Radio 4 لن تُذيع المزيد من الأخبار اليوم. أتفهَّم أنَّ مولد الطفل الملكي يُعَدُّ خبراً يستحق النشر؛ لكن هذه التغطية سخيفة".

وتفشَّى هذا الشعور على نطاق واسع. إذ كتب مُغرِّدٌ آخر، يحمل حسابه اسم Humanity Strong: "الأطفال يموتون جوعاً في اليمن، ولا يستطيعون الحصول على التعليم الأساسي في العراق، ويتعرَّضون للقصف في غزة وسوريا. وفي الوقت ذاته، تُوجد مليون فصيلة مُهدَّدة بالانقراض. لكن تركيزنا اليوم ينصَبُّ على #الطفل الملكي، و#ميغان، و#الأمير هاري. ربما كان #ثانوس محقّاً في النهاية؛ هذا عالمٌ قبيح".

لكن بعض وسائل الإعلام غرَّدت خارج السرب. إذ أشاد الكثيرون بصحيفة فاينانشل تايمز البريطانية لأنَّها خصَّصت فقرةً واحدةً فقط للحدث بأكمله. وجاء نص المقال كالتالي: "ميغان ماركل، دوقة ساسكس، أنجبت صبياً. ما دفع والده، الأمير هاري، إلى أن يقول بحماس: "أنا مُستعدٌ للموت في سبيل هذا الكائن الصغير".

وعلَّقت كلوي كورنيش على خبر الصحيفة البريطانية، قائلةً في تغريدتها: "سيداتي سادتي، أُقدِّم لكم التغطية الكاملة التي نشرتها صحيفة فاينانشل تايمز عن ميلاد الطفل الملكي. إنَّها الصحافة البريطانية في أبهى صورها".

TRT عربي