القوات الهندية تشنّ حملة أمنية في كشمير (AP)
تابعنا

أسفرت الحملة العسكرية التي تشنها الهند على إقليم كشمير، عن مقتل عدد من الكشميريين، بالإضافة إلى قتلى في صفوف القوات الهندية.

الحملة تأتي ردّاً على الهجوم الانتحاري على قافلة أمنية في الشطر الهندي من كشمير يوم الخميس، الذي تسبّب في مقتل 40 على الأقلّ، في أعنف هجوم على القوات الهندية خلال نحو 30 عاماً من التمرد في كشمير.

حملة أمنيّة هندية في كشمير

قالت الشرطة الهندية، الإثنين، إنّ قوات الأمن قتلت اثنين يُشتبه في أنهما من مدبري تفجير انتحاري في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.

وأضافت الشرطة أنّ "المواجهة ما زالت قائمة، وقوات الأمن تواصل مهمتها"، وأشارت إلى أن 4 جنود هنود ومدنياً قُتلوا أيضاً خلال الاشتباك. وقال مصدر في الشرطة لوكالة رويترز، إن أحد القتيلَين هو عبد الرشيد غازي المشهور باسم كمران بهاي.

وتشنّ القوات الهندية حملة أمنية في الإقليم، وطوقت في وقت سابق قرية بنجلان في منطقة بولواما، حيث وقع هجوم يوم الخميس، وفرضت السلطات حظراً للتجوّل لأجل غير مسمى.

وقالت الشرطة، الأحد، إن القوات الهندية اعتقلت 23 رجلاً يشتبه في أن لهم صلات بالمتشددين الذين نفذوا تفجير الخميس.

بالموازاة مع ذلك تشهد الهند غضباً تجاه الكشميريين، وتهديدات طالت بعضهم خارج الإقليم وداخله. وفي هذا الصدد قال المدير التنفيذي للفرع الهندي لمنظمة العفو الدولية أكار باتيل "نحن في وقت حرج، وعلى السلطات أن تفعل كل ما في وسعها لاحترام حكم القانون".

وأضاف "لا يجب استهداف الكشميريين العاديين في أنحاء الهند، الذين لا يسعون إلا لتحسين حياتهم، لمجرد انتمائهم إلى الإقليم".

تصعيد دبلوماسي

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، الإثنين، إن بلاده استدعت سفيرها في الهند للتشاور، وأضاف المتحدث محمد فيصل على تويتر "استدعينا مفوَّضنا السامي في الهند للتشاور، وغادر نيودلهي هذا الصباح".

واستدعت الهند سفيرها في باكستان الأسبوع الماضي لمناقشة العلاقات مع إسلام آباد، وتقول نيودلهي إن باكستان ضالعة في الهجوم، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية، إن باكستان استدعت نائب رئيس البعثة الهندية في إسلام آباد، الجمعة، بعد أن اتهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باكستان بالتورط في الهجوم. وأضاف المسؤول لوكالة رويترز "نرفض بشدة مزاعم الهند التي لا أساس لها".

وأعلنت جماعة "جيش محمد"، ومقرها باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم، وتتهم الهند باكستان بإيواء الجماعة، فيما تنفي إسلام آباد ذلك.

ويتعرّض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يخوض انتخابات عامة يتعين أن تجرى بحلول مايو/أيار، لضغوط داخلية لاتخاذ إجراء حاسم ضد باكستان. وتَعهَّد مودي بردّ قوي على الهجوم، وقال إنه أذن للجيش بالتصرف بحرية في التعامل مع المتشددين الذين يتسللون عبر الحدود.

وسحبت الهند مزايا تجارية من باكستان بعد التفجير، وحذرت من أنها قد تتخذ مزيداً من الإجراءات.

وقالت نيودلهي، السبت، إنّ الولايات المتحدة أبلغتها بأنها تؤيد حقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات عبر الحدود، حسب ما نقلته وكالة رويترز.

صراع عمره أكثر من 70 عاماً

ظلّ إقليم كشمير محورَ عداء قائم منذ ما يقارب 70 عاماً بين الهند وباكستان، إذ تطالب كل منهما بسيادة كاملة على الإقليم الذي تتقاسمانه.

فبعد انتهاء الاحتلال البريطاني، قُسّمت الهند وقامت دولة باكستان عام 1947، وعلى أثرها قامت حربان بين البلدين حول منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة. وخلال عام 1949 قُسّمت كشمير بين البلدين، واتُّفق على وقف إطلاق النار في الإقليم.

وشهد الإقليم تصعيدات مختلفة، ومبادرات تهدئة عديدة، أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء الحرب الثانية بين البلدين عام 1965، ثمّ اتفاقية سيلما عام 1972 بعد حرب أخرى انفصلت فيها بنغلادش عن باكستان.

وفي السنوات اللاحقة، وحتى نهاية التسعينيات، شهد الإقليم ظهور مقاومة مسلحة ومواجهات عديدة راح ضحيتها آلاف.

وحمل عام 2008 بوادر انفراج للأزمة، بعد مفاوضات اتفقت فيها الهند وباكستان على فتح طريق تجاري يربطهما ويمرّ من كشمير، غير أنّ احتجاجات ضدّ الهند اندلعت في الإقليم بعد ذلك بسنتين، واجهتها نيودلهي بقمع راح ضحيته نحو 100 شخص.

وأوصلت انتخابات عام 2015 في الشطر الهندي من الإقليم، حزب "بهاراتيا جاناتا دال" القومي الهندوسي الحاكم لأول مرة إلى السلطة كقوة سياسية رئيسية في الإقليم، الأمر الذي أعاد تصعيد الأزمة، والاضطرابات.

فرضت السلطات الهندية حظراً للتجوّل إلى أجل غير مسمّى (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً