مسؤولون أمريكيون أكدوا أن ترمب يعتزم سحب كامل القوات الموجودة في سوريا بنهاية أبريل/نيسان (AP)
تابعنا

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس، عن مسؤولين سابقين وحاليّين في الولايات المتحدة أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تُحضر لسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا بحلول نهاية أبريل/نيسان المقبل.

ما المهم: إعلان الصحيفة الأمريكية عن موعد الانسحاب جاء بعد أشهر من التصريحات والمواقف الأمريكية المتضاربة، التي أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه سحب قوات بلاده من سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

المسؤولون الأمريكيون قالوا إنه "في الوقت الذي تستعد فيه القوات المدعومة أمريكياً لشن هجمات على آخر معاقل داعش في سوريا، ينصبّ تركيز الجيش الأمريكي على سحب القوات خلال الأسابيع المقبلة" بحسب وول ستريت جورنال.

في السياق ذاته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن قرار نظيره الأمريكي، المتعلق بسحب قوات بلاده من سوريا، أفشل خطط تقويض العلاقات التركية الأمريكية.

وأكد أردوغان استعداد تركيا لتولي مسؤولية مكافحة الإرهاب في المناطق السورية التي ستنسحب منها الولايات المتحدة.

وقال أردوغان، "إن تركيا تمتلك كافة الإمكانات لإنشاء منطقة آمنة عبر تلقي الدعم اللوجيستي فقط من حلفائنا، وإدارتها على ضوء المصالح المشتركة."

المشهد: أكد مسؤول أمريكي لرويترز أن ترمب يعتزم سحب قوات بلاده في أبريل/نيسان المقبل، موضحاً أن ذلك يشمل الانسحاب من قاعدة التنف قرب ملتقى الحدود بين سوريا والعراق والأردن.

وأشار التقرير المنشور على وول ستريت جورنال إلى أن خطة الأمريكيين العسكرية حالياً توجب سحب جزء كبير من القوات بحلول منتصف مارس/آذار المقبل، منوّهاً إلى أن "الخطة العسكرية لم يصاحبها أي إعلان من الخارجية الأمريكية يوضح الجدول الزمني لانسحاب القوات".

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة حاولت التوصل إلى اتفاق سياسي مع تركيا، بهدف حماية المليشيات المدعومة من واشنطن وتعتبرها أنقرة إرهابية، وأوضح أن المحادثات بين الطرفين لم تحرز تقدماً ملموساً، "وهذا يعني أن الخطة العسكرية للانسحاب تسير بخطى أسرع من السياسة".

من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، تشكيل قوة مهام مشتركة بين أنقرة وواشنطن، بهدف تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.

وأوضح تشاوش أوغلو أنه سيتم تقييم المقترحات المتبادلة للطرفين، من أجل إتمام مرحلة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا دون حدوث مشاكل.

الدوافع والخلفيات: كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي أنه قرر سحب كافة القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، مبرراً قراره بأن المعركة مع داعش قد حُسمت بعد تكبد التنظيم الإرهابي هزائم كبيرة في سوريا والعراق.

وفاجأ قرار ترامب الكثيرين في حكومته فضلاً عن شركاء بلاده في التحالف الدولي من أجل محاربة داعش.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة للقوات المسلحة في يناير/كانون الثاني الماضي "لا ينبغي أن يحوّلنا الانسحاب المعلن لحليفنا الأمريكي عن هدفنا الإستراتيجي للقضاء على داعش".

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، إن داعش لم يُهزم بعد وإنما يتحول إلى قوة قتالية غير منظمة، بعد ما خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا، مضيفة أن "الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق السلام في سوريا".

وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، مؤخراً، أن الجماعات الإرهابية شنت العديد من الهجمات في العراق وسوريا خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2018.

وأضاف التقرير أن تنظيم داعش الإرهابي "مستمر في تشكيل الخطر الإرهابي الدولي الرئيس، وأنه لم يُهزم بعد في سوريا"، على خلاف ما يقوله ترمب.

ما التالي: قال نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، إن خارطة طريق منبج السورية نموذج من أجل إنهاء الولايات المتحدة الأمريكية علاقتها بتنظيم YPG الإرهابي.

وأوضح أونال، في كلمة له في العاصمة الأمريكية واشنطن الخميس، أن العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي تشكل أهمية بالغة بسبب الوضع المعقد في المنطقة.

وأكد أن الولايات المتحدة وتركيا على مسار واحد بخصوص إيجاد حل سياسي موثوق للأزمة في سوريا، وإنهائها بوقف إطلاق نار يشمل كامل البلاد.

وأوضح أونال "أن اختيار واشنطن لحلفائها في وقت تتم فيه مكافحة داعش والسعي لبسط الهدوء، هو نقطة الخلاف بين البلدين".

وأشار إلى وجود بعض التأخيرات بخصوص إتمام خارطة طريق منبج، مستدركاً بأن العملية تم تسريعها حالياً، وأن العمل حول تحديد العناصر المحلية التي ستكون ضمن وحدات الأمن والإدارة في منبج قد بدأ.

وتصر تركيا على ضرورة تطبيق خارطة الطريق، قبل انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، واستعادة واشنطن أسلحتها الموجودة بيد تنظيم PKK\YPG الإرهابي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً