العلاقات التركية العراقية تشهد حالة متقدمة من التنسيق والتعاون بين البلدين (AA)
تابعنا

تشهد العلاقات التركية العراقية حالة متقدمة من التنسيق والتعاون بين البلدين، فلم تكد تنقضي 4 أشهر على زيارة الرئيس العراقي برهم صالح مطلع العام الجاري إلى تركيا، حتى وصل رئيس وزرائها عادل عبد الهادي، الأربعاء، إلى أنقرة، تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

حراك دبلوماسي غير مسبوق بين بغداد وأنقرة، عززته مصالح اقتصادية وحجم تبادل تجاري من المقرر أن يصل إلى 20 مليار دولار، وزادت من أهميته ضرورات أمنية وجهد مشترك لمكافحة الإرهاب على 331 كلم من الحدود بين البلدين.

رأس الدبلوماسية التركية مولود جاوش أوغلو زار العراق على رأس وفد رفيع المستوى، في 28 أبريل/نيسان الماضي، لعدة أيام. زيارة الوزير تجاوزت البعد السياسي الرسمي، ليلتقي أطيافاً متعددة من المكونات السياسية العراقية، ولتأخذ الزيارة بعداً اجتماعياً إضافياً بلقائه وجهاء العشائر في البصرة.

جاوش أوغلو كشف خلال زيارته عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية العام الجاري، بهدف المشاركة في الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ليتوّج بذلك زيارات دبلوماسية متبادلة على مدار الأشهر الماضية.

الاقتصاد والمياه

تتربع قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري، ومسألة المياه على رأس جدول أعمال الزيارات بين مسؤولي البلدين. ففي 2018 بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا 16 مليار دولار، وخلال 2017 بلغت حصة السوق العراقية 5.8% من مجموع الصادرات التركية، وحلت في المرتبة الرابعة في استيراد المنتجات التركية.

ومع تشديد العقوبات الأمريكية على إيران وصعوبة التبادل التجاري بين طهران وبغداد، يبدو أن الأبواب التركية باتت الأكثر قرباً إلى الجارة العراقية.

جاوش أوغلو كتب على تويتر بعد لقاء جمعه برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ونظيره العراقي محمد علي الحكيم، نهاية أبريل/نيسان الماضي "سنرفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 20 مليار دولار، وسنكافح سوياً لاجتثاث تنظيم PKK الإرهابي من العراق".

وزير الخارجية التركي لفت في زيارته أيضاً إلى أن بلاده تلقّت انتقادات جراء نقص المياه في العراق العام الماضي، لكنه أكّد أن تركيا ليست المسؤولة عن ذلك.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده مع محافظ البصرة "تركيا فعلت ما في وسعها من أجل التخفيف ولو بشيء بسيط من ضائقة المياه عن العراق الشقيق"، كما أشار جاوش أوغلو إلى أن أنقرة قررت تأجيل ملء سد إلسو (على نهر دجلة)، الذي لم تُغلق أبوابه منذ العام الماضي.

السفير التركي في بغداد فاتح يلدز أعلن في 7 يونيو/حزيران الماضي، أن بلاده أرجأت ملء سد إلسو جنوب شرقي تركيا، وذلك بعد سبعة أيام فقط من بدء عملية التخزين. وكانت تلك هي المرة الثانية التي ترجئ فيها أنقرة تخزين المياه في السد بهدف الحفاظ على إمدادات المياه للعراق، بعد أن كان مقرراً بدء العملية في مارس/آذار الماضي.

جدير بالذكر، أن 70% من موارد المياه العراقية تتدفق من دول مجاورة، بخاصة من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا.

من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الثلاثاء، إنه سيبحث خلال زيارته إلى تركيا ملفات اقتصادية وأمنية وأخرى تتعلق بملف المياه.

وأضاف عبد المهدي خلال مؤتمر صحفي، في بغداد عقب اجتماع وزاري، أن "موضوع الماء يحتل أهمية ضمن زيارة تركيا وكلانا جادان في حل هذا الملف، كما سنبحث ملفات أمنية واقتصادية".

تركيا تملأ الفراغ

رئيس مجلس العمل التركي العراقي، التابع لهيئة العلاقات التجارية الخارجية (DEİK) أمين طه، قال إن "تجار العراق سيملؤون الفراغ الناجم عن غياب المنتجات الإيرانية بفعل العقوبات، من خلال استيرادها من تركيا".

وأكد أمين طه ضرورة تحسين العلاقات التجارية بين البلدين، وزيادة الصادرات إلى العراق، مشيراً إلى أن مساعي الحكومتين التي تأسست مؤخراً في كلا البلدين بخصوص التعاون في هذا الشأن، تحمل أهمية كبيرة.

وفي هذا الصدد، قال مستشار رئيس البرلمان العراقي السابق أحمد رشدي إن هذه الزيارات تفتح الباب "لعلاقة متميزة بين العراق وتركيا"، قد تتفوق، في رأيه، على علاقات بغداد بالدول الأخرى.

وأوضح رشدي، في حديث لـTRTعربي، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يقدّر حالياً بـ16 مليار دولار، قد يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.

تعزيز واسع للعلاقات

تَحدَّث جاوش أوغلو على هامش زيارته عن تطابق وجهات النظر بين تركيا والعراق حول القضايا الإقليمية، معلناً رغبة بلاده في فتح قنصليتين في النجف وكركوك، مشيراً إلى حصول بلاده على التصاريح اللازمة من أجل إعادة فتح قنصليتي تركيا في البصرة والموصل واللتين أُغلِقَتا عقب بروز تنظيم داعش الإرهابي في العراق.

وشهِدَت الأشهر الأخيرة مباحثات تركية عراقية مكثفة من أجل فتح معبر تجاري برّي جديد بين البلدين من أجل إتاحة المجال أمام تشجيع الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 20 مليار دولار.

وفي مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عُقد في الكويت فبراير/شباط من العام الماضي تعهدت تركيا بدعم برنامج إعادة إعمار العراق بـ5 مليارات دولار، لتكون بذلك أكثر دولة في العالم قدَّمَت تعهُّدات بمساعدة العراق عقب تغلبه على تنظيم داعش الإرهابي.

جاوش أوغلو قال إن أنقرة قررت تأجيل ملء سد إلسو على نهر دجلة (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً