إسرائيل حوّلت غزة إلى مختبر تروّج من خلاله سلاحها حول العالم (AA)
تابعنا

تترقب تل أبيب التوتر الحاصل في مياه الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، محاوِلةً استغلال الموقف لصالحها عبر تشجيع التدخُّل العسكري الأمريكي ضد إيران من جهة، ومحاولة الترويج للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، بالتالي ضخ المزيد من الأموال في مشاريع السلاح الإسرائيلي من جهة أخرى.

في ذروة التصعيد قررت إسرائيل بيع الولايات المتحدة الأمريكية بطارية ثانية من منظومة القبة الحديدة الدفاعية التي عملت على تطويرها شركة "رفائيل" للصناعات الدفاعية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن "بيع القبة الحديدة للولايات المتحدة يثبت مرّة أخرى عمق العلاقات بين وزاراتَي الدفاع في البلدين إضافة إلى قناعة واشنطن بقدرة المنظومة على صد التهديدات المختلفة، والقدرة التكنولوجية للصناعات الدفاعية الإسرائيلية".

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن غانتس قوله: "متأكد أن المنظومة ستساعد جيش الولايات المتحدة على الدفاع عن الجنود في وجه التهديدات البلاستية والجوية وفي وجه التهديدات المستمرة والآخذة بالتطور في أماكن مختلفة تنشر فيها أمريكا جنودها".

وعلى الرغم من أن غانتس تجنب في تصريحات ذِكر إيران بشكل رسمي، واكتفى بالإشارة إلى "التهديدات في مناطق يتنشر بها الجيش الأمريكي"، التي تأتي في ظل الاتهامات الأمريكية المتواصلة لإيران باستهداف قواتها وسفارتها في بغداد، فإن مصادر إسرائيلية ترى أن بيع المنظومات لواشنطن يأتي ضمن مساعي إقناعها بضرورة امتلاك منظومات دفاعية تقيها "شر إيران".

رسائل إلى أمريكا

وأعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية الأربعاء، إجراء تجارب وصفتها بـ"الناجحة" لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية الخاصة بصد الصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، من ضمنها منظومة "القبة الحديدة" و"العصا السحرية".

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن التجارب أجريت حول قدرة المنظومات على صد تهديدات الصواريخ البلاستية بعيدة المدى والصواريخ الموجهة والطائرات المسيّرة.

يقول الصحفي الإسرائيلي يعكوف نيجل إن "نجاح التجارب التي أجريت على المنظومات الدفاعية يحمل رسائل إلى إيران وحزب الله بأن إسرائيل استطاعت إثبات قدرتها على صد الصواريخ المختلفة".

ويضيف في مقال: "توجد رسائل وجَّهتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة أيضاً من خلال تلك الجارب، إذ تريد تل أبيب تأكيد أنها قادرة على مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في صد الصواريخ البلاستية والصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد التي تستخدمها إيران وحلفاؤها لضرب القوات الأمريكية في الخليج في الوقت الذي اتضح فيه ضَعف القدرات الأمريكية أمام هذه التهديدات".

منظومة فاشلة

دخلت منظومة القبة الحديدة الخدمة بشكل رسمي في إسرائيل منتصف عام 2011، وجُرّبت رسمياً في الحرب على غزة عام 2012، وبدا منذ ذلك الحين أن إسرائيل تسعى بكل ما أوتيت من تأثير إعلامي وسياسي للترويج لهذه المنظومة، وذهب البعض بالقول إنها أحالت قطاع غزة إلى حقل تجارب لاختبار المنظومة والترويج لها، كي تعود عليها بمردود مادي يكفل استمرار صناعاتها الدفاعية.

وحتى اليوم لا تخلو نشرات الأخبار في إسرائيل من ذكر القبة الحديدة لدى كل تصعيد، ذلك على الرغم من فشل المنظومة في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية خلال حرب 2012 وكذلك العدوان على غزة عام 2014، إذ سقطت مئات الصواريخ على مناطق إسرائيلية، بل وأصابت مدينة تل أبيب في عمق إسرائيل على الرغم من تغليفها بالمنظومات، ما اعتُبر في حينه فشلاً ذريعاً.

وفشلت إسرائيل بالترويج لقبتها وبيعها خلال السنوات الماضية، ويظهر ذلك في تقارير اقتصادية كثيرة أثبتت الفشل في بيع المنظومة وإقناع العالم بها.

تقول مجلة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية إن "تل أبيب فشلت في بيع منظومة القبة الحديدة حتى لدولة واحدة عدا الولايات المتحدة".

منظومة فاشلة

دخلت منظومة القبة الحديدة الخدمة بشكل رسمي في إسرائيل منتصف عام 2011، وجُرّبت رسمياً في الحرب على غزة عام 2012، وبدا منذ ذلك الحين أن إسرائيل تسعى بكل ما أوتيت من تأثير إعلامي وسياسي إلى الترويج لهذه المنظومة، وذهب البعض بالقول إنها أحالت قطاع غزة إلى حقل تجارب لاختبار المنظومة والترويج لها، كي تعود عليها بمردود مادي يكفل استمرار صناعاتها الدفاعية.

وحتى اليوم، لا تخلو نشرات الأخبار في إسرائيل من ذكر القبة الحديدة لدى كل تصعيد، ذلك على الرغم من فشل المنظومة في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية خلال حرب 2012 وكذلك العدوان على غزة عام 2014، إذ سقطت مئات الصواريخ على مناطق إسرائيلية، بل وأصابت مدينة تل أبيب في عمق إسرائيل رغم تغليفها بالمنظومات، ما اعتبر فيه حينه فشلاً ذريعاً.

وفشلت إسرائيل في الترويج لقبتها وبيعها خلال السنوات الماضية، ويظهر ذلك بتقارير اقتصادية كثيرة أثبتت الفشل في بيع المنظومة وإقناع العالم بها.

تقول مجلة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية إن "تل أبيب فشلت في بيع منظومة القبة الحديدة حتى لدولة واحدة عدا الولايات المتحدة".

وتضيف: "وزارة الدفاع الإسرائيلية تبرر هذا الفشل بالقول إن الحالة التي تحيط بإسرائيل استثنائية ولا توجد أي دولة بالعالم مثلها تتعرض لصواريخ من جهات مختلفة بوتيرة عالية".

من جانبه يقول المحلل العسكري يورام يوفال في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل باتت أمام واقع لا يمكن تفاديه، فمنظومة القبة الحديدية وغيرها لا يمكن أن توفر لنا الأمن المطلق الذي نبحث عنه".

ويضيف: "بلا شك استطاعت القبة الحديدة صد الكثير من الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزة لكن بالتأكيد ليس كلها، هذا يعني أن الحديث عن الأمن المطلق هو مجرد كذبة كبيرة".

غزة.. حقل التجارب

حوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى حقل تجارب لتأكيد نجاعة منظوماتها الدفاعية، وخلال الحروب الثلاث التي شنّتها على القطاع سعت لترويج القبة في كل أنحاء العالم من خلال التباهي بقدرتها على صد صواريخ المقاومة، وهو ما أثبتت الصواريخ القادمة من غزة عدم مصداقيته ما زاد الشكوك إسرائيلياً ودولياً بهذه المنظومة.

وعمل المخرج الإسرائيلي وتام فيلدمان على إخراج فيلم وثائقي تحت عنوان "مختبر غزة" يشير من خلاله إلى مساعي إسرائيل لتحويل القطاع إلى مختبر كبير لصناعاتها الدفاعية والترويج لها.

ويكشف الفيلم أن الإعلام الإسرائيلي انشغل خلال الحرب على غزة عام 2012 في تغطية فاعلية أسلحة جديدة من إنتاج الصناعات الدفاعية المحلية أهمها منظومة القبة الحديدة، مؤكداً أن الغرض من ذلك هو استعراض هذه المنظومات والترويج لها لدى الدول المختلفة بغية بيعها.

ويوضح الفيلم أن شركة "رفائيل" للصناعات الدفاعية الإسرائيلية حصلت على تمويل قدره مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير منظوماتها الدفاعية، كما حصلت الصناعات الدفاعية على دعم دولي ومحلي كبير خلال الحرب عقب تجريب القبة الحديدية.

وينقل الفيلم عن مسؤول إسرائيلي قوله "بعد كل حرب نشنها على غزة نرى كيف تتسع دائرة زبائننا من الخارج".

TRT عربي
الأكثر تداولاً