تشييع جثمانَي فلسطينيَّين قتلهما الجيش الإسرائيلي في جنين / صورة: AA (AA)
تابعنا

على مدار أربع ساعات نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، خلّفَت 9 شهداء وعشرات الجرحى، ودماراً كبيراً في المباني والممتلكات.

وفي إفادات للأناضول قال سكان ومسؤولون إن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحيّ والقذائف وطائرات مسيرة، ومركبات مصفَّحة.

وخلّفَت العملية العسكرية الإسرائيلية دماراً في البنية التحتية للمخيم، ودُمّرت مبانٍ ومركبات.

ويبدو الدمار في كل مرافق المخيم، وشوهد فيه عدد كبير من المركبات المدمرة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين منذ صباح اليوم ترتفع إلى 9 شهداء بينهم سيدة مسنَّة، و20 مصاباً بينهم 4 بحالة خطرة".

من جانبه يقول عاصم مسلم، أحد سكان المخيم، للأناضول: "المشهد في المخيم يعيدنا إلى عام 2002، حين تَعرَّض المخيم لعملية عسكرية واسعة أسفرت عن هدم غالبية منازله".

ويضيف: "على مدار 4 ساعات لم تتوقف أصوات الرصاص والتفجيرات، المخيم شهد معركة حقيقة".

وفي أبريل/نيسان 2002 اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم جنين خلال عملية "الدرع الواقية"، وقتل 52 من سكانه، وفق تقرير للأمم المتحدة في حينه.

بدورها أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في جنين الإضراب العامّ والحداد في أنحاء المحافظة كافة على أرواح الشهداء التسعة.

وانطلقت في عدة محافظات بالضفة الغربية مسيرات منددة.

قصف عنيف

بدورها تقول زاهدة السولمي (شاهدة عيان) للأناضول: "في تمام الساعة السابعة استفقنا على وصول قوة خاصة إلى المخيم عبر مركبة ثلاجة نقل ألبان، وحاصرت منزلاً".

وأضافت: "القوة الإسرائيلية فتحت النار على المنزل وأطلقت عدة صواريخ تجاهه".

السيدة التي وقفت مصدومة أمام منزلها إثر تعرُّضه للدمار الكامل، تقول إن "الطواقم الطبية انتشلت 4 جثامين من داخله بعد انسحاب القوات الإسرائيلية".

وقال شهود عيان آخرون للأناضول إنهم شاهدوا جرافة عسكرية إسرائيلية تدهس بدم بارد مركبة فلسطينية بداخلها مصاب.

استهداف الطواقم الطبية

بدورها قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة في بيان، إن الجيش الإسرائيلي استهدف الطواقم الطبية ومنع مركبات الإسعاف من دخول المخيم خلال العملية.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت عمداً قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى إلى إصابة أطفال بحالات اختناق.

مجزرة

بدوره اتهم كمال أبو الرب، نائب محافظ جنين، السلطات الإسرائيلية بارتكاب مجزرة في مخيم جنين.

وقال للأناضول: "ما حدث في جنين مجزرة رسمية، واجتياح هو الأكبر منذ عام 2002".

وأضاف: "المشهد شبيه بالدمار الذي خلّفَته المجازر الإسرائيلية عام 1948 إبان النكبة".

ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى للقضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين ومخيمها، لم يسلم من هذا العدوان البشر والحجر والممتلكات، وحتى الأطفال".

وقال: "القوات تتعمد القتل، لا تريد أن تعتقل، فهي تطلق النار عشوائياً وتستخدم القنابل والقذائف".

الرئاسة الفلسطينية تندّد

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "إسرائيل ترتكب جرائمها بحق شعبنا في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي"، حسب تليفزيون فلسطين الرسمي.

وأضاف أن "العجز والصمت الدوليين هما ما يشجّع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد شعبنا على مرأى العالم، وما زال يستخف بحياة أبناء شعبنا، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلة سياسة التصعيد".

وأردف: "شعبنا صامد ولن يتنازل عن القدس والمقدسات، مهما ارتكبت قوات الاحتلال من جرائم ومجازر".

ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً