فلسطينيون يودعون شهداءهم في مستشفى الشفاء / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

يحل سادس أيام شهر رمضان المبارك على الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط استمرار المجازر الإسرائيلية وتفاقم أزمة الجوع لا سيما في شمال القطاع.

ووفقاً لآخر إحصائية محدثة لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 31 ألفاً و553 شهيداً، إضافة إلى 73 ألفاً و546 جريحاً.

وفجر السبت، شن جيش الاحتلال سلسلة غارات جوية على عدة مناطق في القطاع، تركزت أساساً في مخيم النصيرات (وسط)، وخلفت عشرات الشهداء معظمهم من النساء والأطفال.

قصف منازل المدنيين

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة باستشهاد 36 فلسطينياً معظمهم أطفال ونساء، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً غرب المخيم الجديد بالنصيرات.

وفي حي الرمال وسط مدينة غزة، قٌصفت بناية من 7 طوابق تؤوي نازحين بالقرب من مستشفى الشفاء، وتتضمن عين ماء هي الوحيدة التي تزود سكان المنطقة بالمياه.

وأكدت مصادر محلية، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وقوع 3 شهداء وإصابة العشرات، لا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض.

وقالت "وفا" إن الاحتلال قصف أيضاً منزلاً مأهولاً في شارع الجلاء بمدينة غزة، وأبلغتها مصادر محلية بوجود مفقودين.

كما أسفر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، عن وقوع عدة إصابات بينهم أطفال.

واستشهد 5 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون، في استهداف قوات الاحتلال منزلا في حي التفاح بمدينة غزة. إلى جانب ارتقاء عدد من الشهداء الآخرين في قصف لمنزل في حي النصر بالمدينة.

كما قصفت مدفعية الاحتلال عدة مواقع في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وأطلقت قنابل الإنارة في سماء البلدة.

واستشهد 3 أشخاص وأصيب آخرون إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة خربة العدس شمال مدينة رفح جنوبي القطاع.

استهداف مراكز توزيع المساعدات

في غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ48 الماضية، 5 مجازر ضد مراكز توزيع المساعدات على المدنيين وأفراد يعملون فيها.

وقدَر المكتب عدد الشهداء فيها بـ56، إضافة إلى إصابة أكثر من 300 شخص.

وأضاف المكتب أن جيش الاحتلال ما زال يمنع الوصول إلى جثامين أكثر من 10 شهداء ممن استهدفوا الليلة قبل الماضية بينما كانوا ينتظرون وصول المساعدات على دوار الكويت بمدينة غزة.

وطالب المكتب كل دول العالم بفتح المعابر البرية، و"إدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة بشكل فوري إلى شعبنا الفلسطيني الكريم في قطاع غزة، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وفي مواجهة المجاعة".

واستشهد 20 شخصاً وأصيب 161 آخرون كانوا ضمن آلاف الفلسطينيين المتجمعين قرب منطقة دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة بانتظار مساعدات قادمة من جنوب القطاع، وفق وزارة الصحة في غزة.

وضع إنساني كارثي

في السياق ذاته، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في منشور على حسابه عبر منصة إكس الجمعة: "يجب توزيع المساعدات في غزة بطريقة آمنة وكريمة ويمكن التنبؤ بها، وأي شيء أقل من ذلك أمر غير معقول".

وأعرب المسؤول الأممي عن صدمته إزاء التقارير التي أفادت باستشهاد 20 شخصاً وإصابة 161 آخرين بين منتظري المساعدة في غزة، قائلاً: "لا يمكن السماح باستمرار هذه الحوادث".

وشدد غريفيث كذلك على ضرورة "إنهاء الحرب"، مرسلاً رسالة واضحة بشأن ضرورة وقف "الأعمال العدائية".

من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة: "يعاني 31%، أو 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية، في شمال قطاع غزة من سوء التغذية الحاد، وهو ارتفاع مهول مقارنة بـ 15.6% في يناير/كانون الثاني".

جاء ذلك في بيان، حول فحوصات التغذية التي أجرتها مع شركائها في غزة خلال فبراير/شباط الماضي.

وأوضحت أن سوء التغذية بين الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات مدمرة وغير مسبوقة في قطاع غزة بسبب الآثار واسعة النطاق للحرب والقيود المستمرة على توصيل المساعدات.

وحسب المنظمة، ارتفع معدل انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في الشمال من 13% إلى 25%.

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، إن "السرعة التي تطورت بها أزمة سوء التغذية الكارثية هذه في غزة صادمة، خاصة عندما تكون المساعدة التي تشتد الحاجة إليها جاهزة على بعد أميال قليلة".

وأضافت راسل، في البيان: "حاولنا مراراً وتكراراً تقديم مساعدات إضافية ودعونا مراراً وتكراراً إلى معالجة تحديات الوصول التي واجهناها لأشهر".

وأردفت "بدلاً من ذلك، فإن وضع الأطفال يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

وتابعت راسل، "إن جهودنا في تقديم المساعدات المنقذة للحياة تتعرقل بسبب القيود غير الضرورية، التي تكلف الأطفال حياتهم".

وذكرت المنظمة أن الفحوصات التي أجريت لأول مرة في خان يونس، في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، أظهرت أن 28% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 10% منهم يعانون من الهزال الشديد.

وأكدت أنه "حتى في رفح، المنطقة الجنوبية التي تتمتع بأكبر قدر من الوصول إلى المساعدات، تضاعفت نتائج الفحوصات بين الأطفال دون سن الثانية من 5% ممن كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد في يناير إلى حوالي 10% بحلول نهاية فبراير/شباط".

وأشارت المنظمة إلى "ارتفاع الهزال الشديد بمقدار أربعة أضعاف من 1% إلى أكثر من 4% خلال الشهر".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً