وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بدأ، الأحد، زيارة إلى العراق لمناقشة ملفات الاقتصاد والمياه والأمن
تابعنا

بدأ وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الأحد، زيارة تستغرق يومين إلى العراق لمناقشة عدداً من القضايا والملفات، أبرزها العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعزيز التعاون في ملف المياه ومكافحة التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى الملف السوري.

وتأتي زيارة جاوش أوغلو في ظل تزايد التعاون بين البلدين على نحو غير مسبوق في الملفات المذكورة، الأمر الذي يؤكده تصريح الوزير التركي بأن الرئيس رجب طيب أردوغان يعتزم إجراء زيارة إلى العراق نهاية العام الجاري.

على الناحية الأخرى، يقول مستشار رئيس البرلمان العراقي السابق أحمد رشدي إن "زيارة جاوش أوغلو تأتي في مرحلة انفتح فيها العراق على جيرانه بشكل كبير، وهو ما يظهر بوضوح في علاقات بغداد اليوم مع كل من السعودية والأردن ومصر وإيران".

ويضيف رشدي في حديث لـTRT عربي أن هذه الزيارة تفتح الباب "لعلاقة متميزة بين العراق وتركيا"، قد تتفوق، في رأيه، على علاقات بغداد بالدول الأخرى.

رفع حجم التبادل التجاري

كان الملف الاقتصادي على رأس أولويات الزيارة التي يجريها وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إلى ثلاثة مدن عراقية هي بغداد وأربيل والبصرة، ويلتقي خلالها مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى.

جاوش أوغلو كتب على تويتر بعد لقاء جمعه برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ونظيره العراقي محمد علي الحكيم "سنرفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 20 مليار دولار، وسنكافح سوياً لاجتثاث تنظيم PKK (الإرهابي) من العراق".

في هذا الصدد، قال أحمد رشدي إن حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يقدّر حالياً بـ16 مليار دولار، قد يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، في إشارة إلى تصريح سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إن هناك نية لإيصال الرقم إلى 100 مليار دولار.

وأضاف رشدي في حديث لـTRT عربي أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين على هذا النحو سينعكس إيجابياً على الملف السوري باعتبار أن العراق "سيكون منفذاً اقتصادياً لسوريا".

في السياق نفسه، أجرى جاوش أوغلو زيارة إلى البصرة، جنوبي العراق، حيث التقى محافظها أسعد العيداني، وتحدث الوزير التركي في مؤتمر صحفي جمعهما عن رغبة تركيا في لعب دور هام في إعادة إعمار البصرة.

جاوش أوغلو قال أيضاً إن البصرة، التي تتمتع بموقع إستراتيجي متميز وتعد عاصمة العراق الاقتصادية، بمقدورها "أن تصبح مركزاً تجارياً محورياً بين الدول الخليجية وأوروبا".

وكتب وزير الخارجية التركي على تويتر أن بلاده عازمة على العمل مع العراق من أجل "إنشاء ممر تجاري يربط تركيا بالبصرة".

ملف المياه

لفت جاوش أوغلو إلى أن بلاده تلقت انتقادات جراء نقص المياه في العراق العام الماضي، لكنه أكّد أن تركيا ليست المسؤولة عن ذلك.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده مع محافظ البصرة أسعد العيداني، أن "تركيا فعلت ما بوسعها من أجل التخفيف ولو بشيء بسيط من ضائقة المياه عن العراق الشقيق"، كما أشار الوزير التركي إلى أن أنقرة قررت تأجيل ملء سد إلسو (على نهر دجلة)، الذي لم تُغلق أبوابه منذ العام الماضي.

وفي وقت سابق من الأحد، التقى جاوش أوغلو رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الذي قال، في بيان حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، إن"اللقاء تطرَّق إلى ملف تشكيل لجانٍ مشتركةٍ لحلِّ مشكلة المياه وتبادل الخبرات في هذا المجال".

بدوره قال جاوش أوغلو "مستعدون لتبادل خبراتنا في موضوع إدارة المياه مع العراق، وعلاقتنا ستزداد متانة بفضل برلمانينا".

مكافحة التنظيمات الإرهابية

أعرب كل من جاوش أوغلو والمسؤولين العراقيين عن توافق الرؤى بين تركيا والعراق في ما يتعلق بضرورة العمل المشترك من أجل محاربة تنظيم PKK الإرهابي والمنظمات التابعة له.

وبينما أكّد جاوش أوغلو ضرورة التعاون مع بغداد من أجل "اجتثاث PKK الإرهابي بالكامل من العراق"، شدد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي على موقف العراق الرافض لوجود أي جماعة على أرضه "تهدد السلام لدولة مجاورة".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده جاوش أوغلو مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم، هنأ الوزير التركي العراق على نجاحه في الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وشدد على ضرورة توخي الحذر دائماً حيال المنظمات الإرهابية، وأهمية تعاون الدول المتجاورة في هذا الصدد.

وأردف "ليس فقط ضد داعش، إننا مستعدون للكفاح المشترك ضد بقية المنظمات الإرهابية أيضا مثل PKK الإرهابي، حيث يتوجب تطهير الأراضي العراقية من جميع التنظيمات الإرهابية".

في السياق نفسه، أوضح مستشار رئيس البرلمان العراقي السابق أحمد رشدي لـTRT عربي أن "تنظيم PKK الإرهابي أصبح بقرار من البرلمان منظمة إرهابية في العراق، وبالتالي فإن بقاءه لم يعد يحمل صفة رسمية وفقاً لالتزامات الحكومة والبرلمان العراقيين".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً