دعت المعارضة الشعب إلى التوجه للقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والالتحام بموقع الاعتصام المستمر منذ مساء السبت (AFP)
تابعنا

يشهد السودان استمرار الاحتجاجات، الأحد، مع دعوات للإضراب والاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، بعد يوم واحد من أكبر مظاهرات في العاصمة الخرطوم، السبت، منذ بداية الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشهدت مظاهرات السبت التي وصلت إلى حدود مقر إقامة الرئيس عمر حسن البشير، ومقر قيادة الجيش، مواجهات مع قوى الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، فيما قالت لجنة الأطباء السودانيين إنها استخدمت الرصاص الحي أيضاً ما أدى إلى سقوط 5 قتلى على الأقل.

وكان منظمو التظاهرات بقيادة تجمّع المهنيين السودانيين، أعلنوا في وقت سابق أن المحتجين خرجوا لمطالبة المؤسسة العسكرية باتخاذ موقف إما مع الشعب أو مع النظام.

إلى بيت الضيافة

واشتبك آلاف المحتجين السودانيين مع قوات الأمن أمام بيت الضيافة مقر إقامة الرئيس عمر حسن البشير وسط الخرطوم، السبت.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في أم درمان، وعلى آخرين رشقوها بالحجارة قرب مقر إقامة البشير. وتجمع المحتجون استجابة لدعوة وجهها نشطاء يحاولون تكثيف الضغط على البشير لدفعه إلى التنحي.

واقتحم مئات المتظاهرين بيت الضيافة مرددين هتافات "جيش واحد شعب واحد"، فيما تم تداول مقاطع مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر دخول مئات المتظاهرين إلى المبنى الرئاسي.

وخلال تظاهرات الأيّام السّابقة، حاول متظاهرون مراراً السير في اتجاه مقار رسمية، بينها القصر الرئاسي. لكنهم مُنعوا في غالبية الأحيان من الوصول، إذ استخدمت قوّات الأمن الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم.

وصولاً إلى مقرّ قيادة الجيش

لوّح المحتجون بالعلم السوداني، ورددوا شعارات تطالب بالحرية والسلام والعدالة أمام بوابات مجمع القيادة العامة للجيش السوداني، المجاور لبيت الضيافة، الذي يحرسه جنود من الجيش، ويضم وزارة الدفاع وقيادة الجيش ومقرات أمنية.

وفرّقت شرطة مكافحة الشغب بالغاز المسيّل للدّموع المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مقر القيادة العامة. وبحلول المساء هدأت حدة الاشتباكات مع ابتعاد قوات الأمن، مما أتاح للآلاف البقاء أمام المجمع.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن متظاهرين شباناً رددوا الأغاني الوطنية ورقصوا، فيما قال البعض إنهم سيظلون حتى تنحي البشير.

وعلى وقع هتافات "جيش واحد، شعب واحد"، خرج المحتجون في أنحاء شوارع العاصمة، استجابةً لدعوة منظّمي التظاهرات للتحرك نحو مقر القيادة العامة للجيش.

وردد المتظاهرون شعارهم المعتاد "سلام، عدالة، حرية" لدى سيرهم في أنحاء الخرطوم ووصولهم إلى المجمع، بحسب الشهود، وأفاد شاهد بأنهم "كانوا يدعون البشير للاستقالة".

وأفاد بيان للمنظمين بأنّ "هذه لحظة تاريخية عظيمة، وندعوكم لمواصلة الاعتصام في شارع القيادة العامة"، وأضاف "نُحيي القوات المسلحة التي لم تتعرض للمتظاهرين، ونأمل أن تنحاز إلى جانب الشعب".

وقال المحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح إن احتجاجات السبت استلهمت "ذكرى يوم 6 أبريل/نيسان 1985، الذي سقط فيه نظام جعفر النميري، حين توحدت الإرادة، وانحاز الجيش إلى خيار الشعب".

من جهتها، قالت نائبة رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي لـTRT عربي إن "هدف التوجه إلى مقر قيادة الجيش، كان رسالة له كي يصطف إلى جانب الشعب، تجاوباً مع مطالب المحتجين الذين يريدون إسقاط نظام البشير وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية".

سقوط 5 قتلى ودعوات للإضراب

وقالت وكالة السودان للأنباء نقلاً عن تقارير للشرطة إن مدنياً توفي متأثراً بجروح أصيب بها خلال "أعمال شغب"، كما أصيب مدنيون ورجال شرطة أيضاً في مدينة أم درمان، التي شهدت احتجاجات أخرى في المساء.

من جهتها، أعلنت لجنة أطباء السودان، في بيان الأحد، مقتل خمسة متظاهرين خلال احتجاجات السبت.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، الأحد، الإضراب العام في البلاد في كل القطاعات حتى سقوط النظام، بما فيها القطاع العام والخاص والكوادر الطبية والمركبات العامة.

وقال مراسل TRT عربي في الخرطوم إن هناك انتشاراً أمنياً كثيفاً، الأحد، في العاصمة، وإن معظم الطرق الرئيسة والجسور في الخرطوم مغلقة تماماً.

ودعت المعارضة الشعب إلى التوجه للقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والالتحام بموقع الاعتصام المستمر منذ مساء السبت. وذكر بيان من المعارضة أن "مئات الآلاف من الثوار حضروا من مختلف مدن السودان ومن خارجه في المواكب المهيبة، يحتشدون الآن أمام مقر الجيش ولن يتراجعوا إلا بعد سقوط النظام".

وأكّد مراسل TRT عربي استمرار توجه أعداد من المحتجين في اتجاه مقر قيادة الجيش، للمشاركة في الاعتصام.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً