القره داغي: غزة أثبتت أن الغرب بلا مبادئ، ولندعم جنوب إفريقيا / صورة: AA (AA)
تابعنا

قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، إن حرب "الإبادة" الإسرائيلية على قطاع غزة أثبتت أن الغرب اليوم بلا مبادئ ولا قيم، داعياً "الحكومات الإسلامية والإنسانية" إلى دعم جنوب إفريقيا في ملاحقتها تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية.

ولفت القره داغي الاثنين في مقابلة صحفية إلى أن "المقاومة في غزة لم ولن تُهزم إن شاء الله، إلا أن الوضع الإنساني مؤلم جدّاً جدّاً"، موضحاً أن "الموقف الصهيوني في مرحلة الضعف من ناحية القوة المعنوية والجوانب الأخلاقية".

إبادة جماعية

وأضاف أنه "لم يشهد التاريخ لا أيام المغول ولا التتار مثل هذه المأساة من إبادة وقتل وتدمير وتجويع".

وطالب القره داغي المسلمين "بأن يجودوا بما يمكن أن يجودوا به وأن يحسوا بما عليه إخواننا بغزة من جوع ومرض".

وأفتى القره داغي بجواز أن يتبرع من يريد أداء العمرة بأموالها لسكان غزة، وقال: "إنني أفتي بأنه ينبغي للشخص الذي يريد أن يعمل عمرة مستحَبَّة في رمضان، أن يعطي قيمة العمرة المستحبة لإخواننا في غزة، فيكون أجره عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك".

وعما إذا كان هنالك مخاطر إسرائيلية على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى خلال رمضان، بيّن أن "هذه الحكومة اليمينية النازية المتطرفة (في إسرائيل) تفعل كل ما في وسعها، لو استطاعت أن تهدم الأقصى لفعلت".

وأضاف: "ما طوفان الأقصى (هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول) إلا حماية للأقصى، هم أتوا بخمس بقرات حمراء لذبحها على أساس أن يُهدَم المسجد الأقصى بأي وسيلة، ثم حسب ترانيمهم وطقوسهم تُذبَح هذه البقرات، فلذلك كل شيء ممكن".

دعم جنوب إفريقيا

وبخصوص محاكمة الاحتلال الإسرائيلي حاليّاً أمام محكمة العدل الدولية، قال القره داغي: "نحن في البداية، دعَونا في أحد البيانات إلى محاكمة هذه الحكومة المجرمة العنصرية، التي تتوافر فيها لا جريمة واحدة، بل مئات الجرائم التي تستحقّ أو يجب أن تكون سبباً لمحاكمة مَن تسبب بها".

وأكمل: "عشرات الجرائم، هدم المستشفيات والمساجد، قتل المدنيين والنساء والأطفال، منع الغذاء، كل ذلك جرائم. والآن طلبنا مقابلة رئيس جنوب إفريقيا (سيريل رامافوزا)، ووافق على مقابلتنا وأرسل إلينا سفيره في قطر. وندعو جميع الحكومات الإسلامية، بل الحكومات الإنسانية، إلى دعم هذا الموقف حتى لا تقف حكومة جنوب إفريقيا وحيدة في الساحة".

وأوضح: "كلّمنا السفير فقال إن دولة جنوب إفريقيا تتضرَّر (من ملاحقتها إسرائيل)، لكن في سبيل المبادئ مستعدون (للاستمرار). وأنا أطلب من دولنا الإسلامية أن تعوّض هذا الضرر بالتأييد والدعم والاستثمارات، لأن الاستثمارات العالمية مع الأسف الشديد معظمها بأيدي اليهود والأمريكان والدول الغربية".

موقف الغرب

وعن موقف الدول الغربية مما تتعرض له غزة قال: "في الغرب كل شيء لم يعُد له قيمة، أصبحت المبادئ بلا قيمة، لا مبادئ قانونية وإنسانية كما نشاهد في غزة. لا قانون دولياً ولا قانون إنسانياً ولا رحمة إنسانية. المبادئ الإنسانية والقوانين الإنسانية وُضعت تحت أرجُل الصهاينة".

وشدّد على أنه "إذا انهارت القيم فالملجأ الوحيد الذي يستطيع أن يعيد هذه المبادئ والثوابت الحقيقية إلى الإنسانية جمعاء هو الإسلام فقط. لذلك على الأمة أن تعتزّ بالإسلام، وأن تُعيد إليه اعتباره وتلتزمه الالتزام المطلوب".

وختم بأنه "على هذه الأمة أن تعود إلى توازنها، فالعالَم اليوم كله محتاج إلى القيم الإسلامية، إلى المبادئ الإسلامية، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم نكن ملتزمين هذه العبادات، لم نكن ملتزمين أخلاقنا الإسلامية، فلا نستطيع أن نؤثر في الآخر".​​​​​​​

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشنّ إسرائيل حرباً مدمّرة على قطاع غزة خلّفَت عشرات آلاف الشهداء والمصابين المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدّى إلى مثول تل أ بيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً