تبنّى الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية الإسرائيلية بشأن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة مساء الثلاثاء، والتي تتهم فيها حركة الجهاد الإسلامي بمسؤوليتها عن قصف المستشفى.
ووصل بايدن، الأربعاء، إلى إسرائيل في "زيارة دعم" في اليوم الثاني عشر من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتل أبيب إنه "بناءً على ما شاهده فإنّ انفجار المستشفى سببه الجانب الآخر"، وفق زعمه.
وأضاف بايدن: "أردت الحضور إلى إسرائيل حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره أننا نقف مع إسرائيل".
وتابع: "نريد أن نتأكد من امتلاك إسرائيل ما تحتاج إليه للردّ على هجمات حماس".
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي على دعمه "المطلق" لإسرائيل، وأشار إلى أن بايدن هو "أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل في وقت الحرب".
وقال نتنياهو: "لم يسبق لنا التعاون بهذا المستوى من قبل"، مضيفاً أن زيارة بايدن لإسرائيل في وقت الحرب "مؤثرة جداً جداً"، على حد تعبيره.
وتابع أن "العالم المتحضر يجب أن يتّحد لهزيمة حماس".
نفي المقاومة
في السياق نفت حركة الجهاد الإسلامي الأربعاء الاتهامات الإسرائيلية لها بالمسؤولية عن قصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة بـ"صاروخ فاشل".
ومساء الثلاثاء قال متحدث وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إنّ "ما يزيد على 500 شهيد سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي المعمداني في القطاع".
وجدد الجيش الإسرائيلي الأربعاء مزاعمه ضد حركة الجهاد الإسلامي بالمسؤولية عن الانفجار الذي وقع بالمستشفى، خلال مؤتمر صحفي لمتحدث الجيش دانييل هاغاري.
وقالت الحركة في بيان لها إنّ "توجيه المسؤولين الإسرائيليين أصابع الاتهام إليها في جريمة استهداف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة ما هي إلا اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة".
وأكدت أن الحركة "مثل باقي قوى المقاومة في غزة لا تستخدم دُور العبادة ولا المنشآت العامة، لا سيما المستشفيات، مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ".
واعتبرت أن الاتهامات الإسرائيلية "خطيرة ومن شأنها التنصّل من المسؤولية عن تلك الجريمة، واستهداف مستشفيات أخرى".
وأشارت الحركة إلى أن "تضارب الروايات التي يقدمها العدو تكشف كذبه، وتؤكد عدم اتفاق الكاذبين على رواية واحدة، بين إطلاق من داخل المستشفى أو تعرضه للصواريخ من خارجها"، وفقاً للبيان.
من جهتها حمّلت حركة حماس الأربعاء إسرائيل المسؤولية المباشرة عن مجزرة المستشفى المعمداني "المروّعة " التي جرت على الهواء مباشرة "بقوة نارية أمريكية".
وأفادت الحركة في بيان لها بأن "الاحتلال يحاول عبثاً التنصّل من ارتكابه مجزرة مستشفى المعمداني بتقديم رواية كاذبة وتسويقها بحديث لا يمس الواقع على الإطلاق".
وأضافت حماس في بيانها أن "الاحتلال الفاشي هو الذي هدّد المستشفى المعمداني بالقصف، وقصفوا 23 سيارة إسعاف وقتلوا أكثر من 25 طبيباً مع عائلاتهم، وهُم الذين قتلوا أكثر من 3 آلاف مدني فلسطيني، 70 في المئة منهم من الأطفال والنساء".
وزادت أن "الاحتلال هو المسؤول المباشر عن هذه المجزرة المروّعة التي جرت على الهواء مباشرة بقوّة نارية أمريكية لا يملكها إلا الاحتلال".
ولليوم الثاني عشر تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على غزة وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.