رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري يعلن اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية (AP)
تابعنا

قطع عشرات المحتجّين اللبنانيين، الخميس، عدداً مِن الطرق في مناطق مختلفة من البلاد، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وعقب اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، إنّ "محتجين قطعوا طريق المدينة الرياضية بحاويات النفايات"، فيما وقعت مواجهات بين المحتجين وعناصر الجيش الذين رُشقوا بالحجارة، وردوا على ذلك بإطلاق الرصاص المطاطي في الهواء في محاولة لتفريق المحتجين، وفق ما قال شهود عيان للأناضول.

وجنوباً قالت الوكالة، إنّ "عدداً من الشبان قطعوا الطريق في جادة رئيس مجلس النواب نبيه بري البحرية بصور، وحطّموا محتويات المطاعم والمقاهي وطردوا الزبائن منها، بعد سماعهم اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة".

وشمالاً، "قطع محتجون على اعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة، طريق الضنية-طرابلس في بلدة مرياطة بالإطارات المشتعلة" بحسب الوكالة.

وفي صيدا ذكر شهود عيان لمراسل الأناضول، أن "شباناً قطعوا الطريق عند ساحة الشهداء بحاويات النفايات والعوائق، احتجاجاً على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، واحتجاجاً على تأزم الوضع السياسي والمعيشي في البلاد من دون إيجاد حلول للأزمة".

وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري، أعلن في مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، الخميس، اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، قائلا إنّ "موقف الرئيس عون لم يتغيّر والتعديلات التي طلبها جوهرية وتطال تسمية الوزراء المسيحيين".

وأضاف: "قال لي الرئيس عون إنّ من الصعب أن نصل إلى توافق فاعتذرت عن (عدم) تشكيل الحكومة، والله يعين البلد".

وتأتي هذه الخطوة بعد 9 أشهر على تسمية الحريري، والتي من شأنها أن تعمّق معاناة البلاد الغارقة في أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وردت الرئاسة اللبنانية، الخميس، في بيان لها، قائلة إن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري "رفض" كل التعديلات المتعلقة بتبديل الوزارات والتوزيع الطائفي لها والأسماء المرتبطة بها.

وذكر البيان أنّ "رئيس الجمهورية سيحدد موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن".

وبحسب البيان، رفض الحريري أيضاً "الأخذ بأي رأي للكتل النيابية لكي تحصل الحكومة على الثقة اللازمة من المجلس النيابي، وأصرّ على اختياره هو لأسماء الوزراء".

وأضاف أنّ "رفض الحريري لمبدأ الاتفاق مع رئيس الجمهورية ولفكرة التشاور معه لإجراء أي تغيير في الأسماء والحقائب يدلّ على أنه اتخذ قراراً مسبقاً بالاعتذار".

انتقادات دولية

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الأمم المتحدة أنّ اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة في لبنان يشكل "فصلاً مأسوياً إضافياً في عجز المسؤولين اللبنانيين عن إيجاد حل للأزمة، في ظل الواقع الاقتصادي والاجتماعي" في البلاد.

وقال لودريان "إنّ هذا التدمير الذاتي المستمر شهد للتو فصلاً جديداً ولكن لا يزال الوقت متاحاً للنهوض مجدداً. هذا الأمر يضع المسؤولين السياسيين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم"، مبدياً أسفه لاتخاذ الحريري قراره قبل أيام من الذكرى الأولى للانفجار المروع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة، عن أسفها إزاء عدم تمكّن القادة اللبنانيين من تشكيل حكومة جديدة.

وقالت ايري كانيكو، نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي: "نعرف أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري استقال مِن مهامه، ونأسف لأنّ قادة لبنان لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة جديدة".

وأضافت: "نكرر الدعوة للقيادة السياسية في لبنان للاتفاق بسرعة على تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات العديدة التي تواجه البلاد".

والأربعاء، أعلن الحريري تقديمه تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً اختصاصياً لرئيس البلاد منسجمة مع المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس البرلمان نبيه بري.

وخلال زيارته لبيروت عقب انفجار المرفأ، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبادرة لتشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تُجري إصلاحات مصرفية واقتصادية، بينما قدّم بري مطلع يونيو/حزيران الماضي، مبادرة لحل الأزمة تقوم على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيراً دون ثلث معطل لأي كان.

وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.

وتركّزت الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً