قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي أنهى عملية هدم آلاف المنازل في غزة، ومن المقرر تنفيذ عمليات مماثلة في أجزاء أخرى من القطاع، بداعي توفير الأمن للبلدات الإسرائيلية في غلاف غزة.
وذكرت الصحيفة أن "قوات الجيش الإسرائيلي أنهت في الأيام الأخيرة عملية هدم آلاف المنازل الفلسطينية، التي وفّرت على مر السنين مواقع مكّنت من إطلاق النار ومراقبة المجتمعات الإسرائيلية".
واعتبرت أن عمليات الهدم الواسعة في الأحياء الفلسطينية "بداعي توفير الأمن للبلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "الهدم شمل المناطق الحضرية الشرقية لحي الشجاعية، الواقع على تلة منخفضة تُطل على كيبوتسات ناحال عوز وكفار عزة، والحي الشرقي لبيت حانون المواجه لبلدة سديروت، فضلاً عن الأجزاء الشمالية من بيت حانون، الواقعة مقابل موشاف (مستوطنة) نتيف هاسارا".
ولفتت إلى أن هذه العملية "ستُسهل العودة الآمنة لسكان المناطق المحيطة (بقطاع غزة إلى منازلهم، ما يُلغي الحاجة إلى مواجهة التهديدات القريبة".
ونشرت "يديعوت أحرونوت" صوراً جوية حديثة التقطها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُظهر أحياء الشجاعية وبيت حانون، وقد جرت تسوية أجزاء واسعة منها بالأرض إثر الهجمات.
وتُظهر الصور التي التُقطت في يناير/كانون الثاني الجاري، دماراً هائلاً، مقارنة بما كانت عليه الأحياء قبل الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر "تنفيذ عمليات مماثلة في أجزاء أخرى من غزة، بما في ذلك خزاعة جنوب غزة، مقابل مستوطنات المجلس الإقليمي أشكول".
وفي السياق، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن الجيش الإسرائيلي قوله إن "كل مبنى (في قطاع غزة) دُمّر عن طريق الهدم أو الغارات الجوية، فُحص وحُدّد باعتباره هدفاً عسكريّاً لحماس".
لكن الصور التي نشرتها الصحيفة العبرية تُظهر هدم أحياء فلسطينية كاملة وتسويتها بالأرض.
نائب إسرائيلي يدعو لـ"إحراق" غزة
في السياق، تمسك نيسيم فاتوري، النائب الإسرائيلي من حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدعوته لإحراق غزة عوضاً عن إلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها صباح الأربعاء، عبر إذاعة "كول باراما" العبرية، ونقلتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ونقلت هآرتس عن فاتوري قوله اليوم: "أقف وراء كلامي.. أن نحرق ونهدم المباني خيرٌ من أن يتأذّى الجنود".
وأضاف: "في شمال قطاع غزة، قمنا بإجلاء الجميع، وتمكنا من إجلاء مليون و900 ألف شخص بشكل منظم، وبقي 100 ألف، ولا أعتقد في وجود أي أبرياء هناك الآن".
وكان فاتوري أثار ضجة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على خلفية تدوينة كتبها عبر منصة "إكس" قال فيها إنه يجب "حرق غزة الآن".
وخلال مقابلته اليوم، استخفَّ فاتوري أيضاً بمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وفق الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا ضد تل أبيب.
وتابع: "نحن ممتنون لأننا حظينا بشرف محاكمتنا في لاهاي".
ومنذ بداية الحرب، صدر عديد من التصريحات على لسان وزراء ونواب إسرائيليين دعت إلى "إحراق غزة وإلقاء قنبلة نووية على القطاع وضرب المنازل وتدميرها".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنُّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الثلاثاء 23 ألفاً و210 شهداء و59 ألفاً و167 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، و"دماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.