أظهرت إيران حذراً شديداً في التعامل مع المرحلة الأخيرة من رئاسة ترمب بهدف عدم إعطاء الإدارة الأمريكية ذريعة (iran/AFP)
تابعنا

يبدو أن الولايات المتحدة تحاول استعراض قوتها أمام إيران في عدة بؤر ساخنة في نهاية عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، عبر الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان، إلا أن سياسة واشنطن في ظل إدارة ترمب الرئاسية لم تنجح في جر إيران إلى مربع "التهور" الذي يقود إلى مواجهة شاملة، بخاصة بعد اغتيال الجنرال الإيراني الأبرز قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، والعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

في المقابل تتوالى التهديدات الإيرانية، والردود المحسوبة على الاستفزازات الأمريكية، أملاً في مرور ما تَبقَّى من أيام في ولاية ترمب المنتهية بسلام وصولاً إلى عهد بايدن الذي ستكون له حسابات مختلفة، لتبقى السيناريوهات مفتوحة. فإلى متى ستظل اللعبة بين الإيرانيين وترمب في هذه المساحة؟

تهديداتإيرانيةمتوالية

تتوالى التهديدات والتحذيرات الإيرانية من أي "عمل استفزازي" تجاه البلاد، إذ حمّل المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، واشنطن وحلفاءها في المنطقة "مسؤولية أي عمل تخريبي ومستفز" ضد بلاده.

وأكّد المسؤول الإيراني عدم استبعاده "سعي أعداء السلام والاستقرار في المنطقة، الذين عارضوا الاتفاق النووي لسنوات، إلى تفخيخ طريق الإدارة الأمريكية المقبلة، لخوفهم من إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى المسار الدبلوماسي" بين طهران وواشنطن.

وأشار ربيعي إلى نهاية ولاية الرئيس دونالد ترمب في العشرين من الشهر المقبل قائلاً: "إننا سعداء لرحيل قاتل اللواء (قاسم) سليماني من المشهد السياسي الأمريكي، ومطمئنون أن العالم دون هذا القاتل سيكون أكثر أمناً لجميع الشعوب".

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني علّق مساء الاثنين، على استقدام الولايات المتحدة معدات حربية إلى الخليج في الآونة الأخيرة، قائلاً إن "زيادة تحركات الجيش الأمريكي في المنطقة استعراض دفاعي".

وعلى صعيد آخر تأتي رسالة أخرى إيرانية من العراق، ساحة المواجهة الخلفية مع واشنطن، بعدما صرّح سفير إيران لدى العراق إيراج مسجدي الثلاثاء، بأن طهران تحتفظ بحقّها في الانتقام من الولايات المتحدة لاغتيالها القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري.

لكنه عاد وأوضح أن انتقام طهران من واشنطن "ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً"، حسبما نقلت وكالة "تسنيم الدولية للأنباء" الإيرانية.

فيما نفى مسجدي أي تورُّط لطهران في الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد.

يأتي الحرص الإيراني في التصريحات دليلاً آخر على عدم رغبتهم في دخول أي صراع مفتوح الآن في الأيام القليلة المتبقية من ولاية ترمب.

مناكفات أخرى على الهامش

وسعت إيران من خلال تنفيذها الهجمات البحرية أو استفزاز السفن التجارية وناقلات النفط والقطع الحربية، لتخفيف العقوبات الأمريكية ضمن "حملة الضغط القصوى"، وعملت على تهديد المرور الآمن للطاقة وحركة الشحن التجارية الدولية في مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو ثلث الإنتاج النفطي العالمي.

لكن عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، بات الجميع ينتظر رداً حاسماً مع إيران، بمن فيهم ترمب وإسرائيل وبعض دول الخليج الذين حاولوا مؤخراً استثمار اللحظات الأخيرة في ولاية ترمب لتوجيه ضربة أكبر إلى طهران، إلا أن التصريحات الإيرانية والتعامل على الأرض فوّتا هذه الفرصة حتى الآن رغم وجود مناوشات دائمة.

والدليل على ذلك من البداية استهداف قاعدة عين الأسد التي تتمركز بها قوات أمريكية عقب مقتل سليماني، وتستمر هجمات مماثلة من حين إلى آخر، لكنها لا تكفي للذريعة التي تحتاج إليها واشنطن وتل أبيب من أجل إشعال حرب، حسب المراقبين.

وفي 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أطلق مجهولون صواريخ من نوع كاتيوشا على المنطقة الخضراء وسط بغداد، كانت تستهدف السفارة الأمريكية.

وتتهم واشنطن الفصائل العراقية المقرَّبة من إيران، وعلى رأسها كتائب حزب الله، بالوقوف وراء الهجمات.

وعقب فوز بايدن تحمست إيران لاستكمال هذه السياسة الحذرة من أجل تمرير آخر أيام ترمب وتفويت الفرصة على معسكره من أجل المواجهة الشاملة.

وتستغرق طهران الوقت في توضيح أن ردّها على استفزازات واشنطن ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً.

وهو ما أوضحته تصريحات سفيرها لدى العراق الذي قال: "لدينا حقّ الانتقام من الأمريكيين على جريمتهم التاريخية المتمثلة في اغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، والانتقام من هذا العمل الإجرامي لن يكون عسكرياً بالضرورة".

وشدّد على أن طرد القوات الأمريكية من المنطقة "بمثابة انتقام"، لافتاً إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق (في 8 يناير/كانون الثاني 2020) جاء رداً على اغتيال سليماني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً