تعتبر الخيوط والحبال واحدة من المواد التي تستخدم في الأعمال الفنية اليدوية، وهو ما يعتمد عليه أكاديمي تركي في تقديم أجمل الفنون اليدوية بغزل خيوط المكرمية لتشكيل أجمل اللوحات الفنية بعقد الخيوط مع بعضها لتشكيل رسمته.
ويعتبر فن المكرمية عملاً يدوياً يجري من خلال عقد الخيوط أو الحبال معاً لإنشاء أنماط وأشكال مختلفة، ويعود أصل الفن إلى الحضارات العربية والإسلامية والذي انتشر لاحقاً في الحضارات الآسيوية والأوروبية.

عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة "بيكنت" بإسطنبول، حمدي أونال، يتبع أسلوباً جميلاً بغزل خيوط المكرمية لرسم مختلف الأشكال والأنماط من الجداريات الجميلة، لتبدو كأنها مرسومة على لوحة ورقية.
يصنع البروفيسور أونال لوحات فنية أبهرت زوار معرض أعماله الذي أقامه بولاية طرابزون شمال شرقي البلاد، وخصوصاً تلك اللوحات التي تظهر شخصيات تعزف على آلات موسيقية.
وفي حديثه لوكالة الأناضول قال أونال إنه يقيم منذ 20 عاماً معارض لتصميم السجاد وإنتاجه داخل تركيا وخارجها إلا أنه قرر منذ فترة دمج المواد النسيجية والتعبيرات التصويرية معاً.

ولإبراز أهمية آلة العزف "هورون" المنتشرة في المناطق الشمالية لتركيا، قرر أونال رسم لوحه للآلة من خيوط المكرمية.
ولفت إلى أن تقنية عقد الخيوط مع بعضها تعود إلى عصر آشور وبابل، حيث استخدمت التقنية كعنصر زخرفي في الملابس الاحتفالية، ولا تزال تستخدم حتى اليوم لتعليق الأشياء عليها أو لأغراض التزيين والديكور.
وعن أعماله في المعرض، قال أونال إنه يحوي 11 عملاً فنياً، تختلف درجة صعوبة إنجاز كل لوحة حسب العُقد والأشكال المتبعة في العمل.

وأضاف البروفيسور: "أنجز كل عمل في فترة تتراوح من 15 يوماً وشهرين، وأستخدم خيوطاً ملونة وغير ملونة لإظهار الشكل الذي أريد".
وأوضح أن أكثر ما أخذ من جهده ووقته، هي لوحة الشخصيات الخمس التي ترقص على أنغام آلة الهورون، لأن حركات واتجاهات وديناميكية الأشكال في اللوحة يختلف بعضها عن بعض.
ووصف أونال عمله في رسم اللوحات الفنية قائلاً: "عادة ما يستخدم الرسام فرشاته وأقلامه وألوانه الزيتية في رسم لوحاته، إلا أنني لا أعتمد على أي واحدة منها، وإنما أستعمل يدي وأربط العُقد بين الخيوط لأحصل على الشكل والرسم الذي أريد".

وأكد أونال ضرورة مزج العاطفة بالأعمال الفنية، وأوضح أن كل عقدة من عقد الخيوط لديها هدف لإظهار حركة أو شكل معين.
وتابع: "يوجد عنصران أساسيان في طريقة عقد الخيوط، أحدهما هو الغزل المسطح الذي يعتمد على التفاف الخيوط من الداخل، والآخر هو الحياكة التي تعطي التأثير والبنية الحلزونية من الخارج".