أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستعمل بشكل أكثر نشاطاً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، توفر ضمانات أمنية لإسرائيل بعد انتهاء الحرب في غزة.
وذكّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في مؤتمره الصحفي اليومي، بأن الولايات المتحدة لديها سياسة للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة لسنوات عديدة. وأشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تتّبع أيضاً نفس السياسة "ولكن يجب عليهم ضمان الوضع الحالي في المنطقة وأمن إسرائيل".
وأضاف ميلر أن الإدارة الأمريكية "في الوضع الحالي، تعمل بشكل أكثر نشاطاً لوضع الخيارات والخطط اللازمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية"، لكنه لم يُفصح عن خطط محددة.
خيارات الاعتراف
وأفادت تقارير بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمر بدراسة الخيارات السياسية المتعلقة باعتراف واشنطن بفلسطين دولةً وعلى المستوى الدولي.
وأشار مسؤولان أمريكيان مطّلعان إلى أن بلينكن طلب من مسؤولي الوزارة مراجعة خيارات الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أن تُنهي إسرائيل هجماتها على غزة، وفق ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي.
وأكد المسؤولان اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما، أن "دولة فلسطينية منزوعة السلاح" كانت من بين الخيارات التي أراد بلينكن دراستها.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الغرض من مراجعة بلينكن التفصيلية للدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، هو استكشاف الخيارات حول كيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن أمن إسرائيل.
عباس يرفض مخطط الفصل
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه لن يسمح بتنفيذ مخطط إسرائيل لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية أو اقتطاع جزء منه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء، في اجتماع عقده بمقر الرئاسة في رام الله ضمّ أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤولين في هياكلها، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأردف الرئيس الفلسطيني: "لن نسمح بتمرير مخططات الاحتلال لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، أو اقتطاع أي جزء منها".
وأوضح عباس أن "موقفنا واضح، يتمثل في المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، والإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومنع تهجير أي فلسطيني من أرضه مهما كانت التضحيات".
وشدد على "وحدة الأرض الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، التي تقع تحت مسؤولية دولة فلسطين، التي لن تتخلى عن أبناء شعبنا في غزة، وسنتقاسم لقمة العيش، وصرف الرواتب والمخصصات في غزة والضفة الغربية".
وأوضح أن "جهوداً متواصلة بالتعاون مع دول عربية وغربية تُبذل لوقف العدوان، وتقديم أشكال المساعدة كافة التي يحتاج إليها قطاع غزة، ليعودوا إلى أماكن سكناهم التي دمّرها الاحتلال".
بلينكن في المنطقة
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى منطقة الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع لإجراء اتصالات دبلوماسية بشأن الوضع في غزة.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بلينكن سيُجري اتصالات مختلفة مع الأطراف في نطاق التقييمات بشأن الوضع في المنطقة بعد انتهاء الحرب في غزة.
كما سيناقش كيفية إدارة غزة في هذه المرحلة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة المحتملة.
ومن المنتظر أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل زيارة بلينكن الجديدة، الذي زار المنطقة 4 مرات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ هذا التاريخ، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمِّرة على قطاع غزة خلَّفت حتى الأربعاء "26 ألفاً و900 شهيد و65 ألفاً و949 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب الأمم المتحدة.
