لم تمر أيام قليلة على اقتراح السيسي حتى توالت ردود فعل حذرة أو رافضة له (Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي تتوالى فيه الهزائم التي توقِعها قوات حكومة الوفاق الوطني بمليشيات حفتر في الشرق الليبي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة لحل الأزمة في ليبيا، تتضمن وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات تشارك فيها الأطراف المتصارعة في ليبيا.

ولم تمر أيام قليلة على اقتراح السيسي حتى توالت ردود فعل حذرة أو رافضة له، غير أن رفض تركيا والولايات المتحدة كانا مهمّين وسيحكمان على المبادرة بالفشل، ومن ثم فشل مصر في إنقاذ حفتر والالتفاف على الوساطة الأممية.

رفض تركي أمريكي

اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، أن الدعوة لوقف إطلاق النار أو البيان المشترك بشأن ليبيا (المبادرة المصرية) وُلد ميتاً بالنسبة إلى تركيا.

وقال جاوش أوغلو في مقابلة على قناة NTV التركية، الخميس، رداً على سؤال حول دعوة وقف إطلاق النار التي أعلنت في مصر بحضور الجنرال الانقلابي خليفة حفتر: "الدعوة لوقف إطلاق النار أو البيان المشترك بشأن ليبيا ولد ميتاً بالنسبة لنا، وإنها دعوة ليست واقعية ولا صادقة".

وأوضح أن كلمة "وقف إطلاق النار" تستخدم قانوناً بين طرفين متنازعين وشرعيين، مضيفاً: أنه "ليس من الصحيح استخدام وقف إطلاق النار هنا، لأنه لايمكن إيقاف النار مع الإرهابيين والانقلابيين".

وأشار إلى أن حفتر وداعميه رفضوا وثيقة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، متسائلاً: "لماذا لم يوقفوا النار عقب اجتماع برلين؟".

وأكد جاوش أوغلو أن الجانب الشرعي في ليبيا هو جانب حكومة السراج المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والعالم، وأن حفتر خسر على الأرض عقب محاولة الانقلاب، ولفت إلى أن حفتر لم يكن صادقاً وأنه أثبت بتصرفاته أنه لا مكان له في مستقبل ليبيا.

من جهته أدلى ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بتصريحات للصحفيين الخميس، شكر فيها مصر لمبادرتها "البناءة"، وأضاف: "نعتقد أن ثمة جوانب مفيدة في المبادرة.. لكننا نرى أن العملية التي تقودها الأمم المتحدة وعملية برلين أكثر الأطر البناءة... لإحراز تقدم إزاء وقف إطلاق النار".

وطالب المسؤول الأمريكي أطراف الصراع الليبي كافة بحماية المدنيين، مضيفاً: "نواصل الدعوة إلى خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات السياسية".

يأتي ذلك في حين قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الأطراف المتحاربة بدأت جولة جديدة من محادثات السلام الأربعاء.

حل سياسي بعيداً عن حفتر

في هذا السياق أكد المستشار السياسي السابق في المجلس الأعلى للدولة الليبية أشرف الشح، "أهمية التوصل إلى حلول سياسية"، مستدركاً بأن ذلك يجب أن يحدث "دون مشاركة الأطراف التي قتلت وانقلبت وشاركت في العدوان وكان لها نصيب في دماء الأبرياء".

واعتبر الشح في كلمة له خلال ندوة نظمها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "التطورات الميدانية في الغرب الليبي وفرص التسوية السياسية"، أن "الحل يكون عبر تشارك الليبيين في رسم خارطة طريق للعودة إلى المسار الديمقراطي والمسار الدستوري، وللمحافظة على مكتسبات ثورة فبراير/شباط 2011" التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

ورأى أن "المبادرة التي قدمها السيسي ليست إلا محاولة لتأجيل الانهيار، وكسب الوقت حتى لا يفقدوا المشروع بشكل كامل".

من جهته قال المحلل السياسي محمد بوصير: إن "الدور التركي في ليبيا غيّر الميزان الاستراتيجي، وأضعف السيادة الجوية لمليشيات حفتر، ثم أصبح التفوق الجوي لصالح الحكومة الليبية".

وأضاف بوصير أن "التدخل التركي جاء بعد التشاور مع الولايات المتحدة، في مسعى لتحقيق الاستقرار في ليبيا، بعد أن فشلت الدول الأوروبية في ذلك، لا سيما بعد الدعم الخارجي لقوات حفتر من المرتزقة وفرنسا العضو في حلف الناتو".

وتابع: "أصبح التدخل التركي في ليبيا مشروعاً وطنياً تركياً، ولم يعد عبارة عن خطة مخابرات كما فعلت مصر والإمارات وفرنسا"، وجميعها دول متهمة بدعم حفتر في مواجهة الحكومة المعترف بها دولياً.

ولفت بوصير إلى أن "إرسال الطائرات الروسية (الداعمة لحفتر) إلى ليبيا لتكون على بعد نصف ساعة من قيادة الناتو في جنوب نابولي، أدّى إلى تحرك الأمريكيين".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً