يعتبر عدد من الخبراء أن الكاظمي يسعى لتحسين علاقات بلاده مع جارتها تركيا، وإطلاق عهد جديد للعلاقات التركية العراقية (Murat Cetinmuhurdar/AFP)
تابعنا

في أول زيارة له إلى تركيا منذ تولي منصبه، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس، إلى أنقرة في إطار زيارة رسمية يبحث خلالها تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده وتركيا، إذ يعتبر عدد من الخبراء أن الكاظمي يسعى لتحسين علاقات بلاده مع جارتها تركيا، وإطلاق عهد جديد للعلاقات التركية العراقية.

هذه الزيارة غير معلنة المدة، تحمل في أجندتها عدداً من الملفات، إذ يقول أحمد رشدي، مستشار البرلمان العراقي سابقاً لـTRT عربي إنه توجد ملفات رئيسية بين العراق وتركيا أبرزها الإرهاب وتنظيم PKK، والنفط، والمياه، والتبادل التجاري.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقد مع الكاظمي مؤتمراً صحفياً مشتركاً في أنقرة، تلا مباحثاتهما الثنائية، وقالت مراسلة TRT عربي إن الكاظمي أثنى على العلاقات التركية العراقية وأكّد أهمية تركيا وشراكتها، كما لفت إلى بدء العمل لتفعيل اللجان المشتركة وتعزيز التعاون في مجالي الاقتصاد والأمن. فما أبرز الملفات التي طرحها الزعيمان؟

التوازن الإقليمي وملف الأمن ومكافحة الإرهاب

ملف الأمن ومكافحة الإرهاب كان أحد أبرز الملفات حضوراً خلال المؤتمر الصحفي، إذ أكد الكاظمي أن بلاده لن تنسى "دور تركيا في معالجة الجنود العراقيين الذين جُرِحوا في معارك ضد التنظيمات الإرهابية"، وأضاف: "موقف العراق واضح في إدانة كل ما يمس أمن تركيا ولن نسمح لأي تنظيم بتهديد الأمن التركي".

من جانبه، أشار أردوغان إلى أن بلاده تقف إلى جانب العراق "في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وPKK"، مضيفاً: "نثمّن وندعم جهود العراق في مواجهة التنظيمات الإرهابية".

وشدد أردوغان على أن المنطقة "لن تنعم بالسلام قبل أن يُسحق الإرهاب بالكامل"، مشيراً إلى أنه "لا مكان أبداً لتنظيم PKK الإرهابي في مستقبل تركيا والعراق وسوريا".

وأوضح أردوغان أن "تركيا تولي أهمية لحماية وحدة أراضي العراق وكيانه السياسي ومستعدة لتقديم جميع أشكال الدعم لعملية إعادة الإعمار"، وأضاف: "نعتبر جميع أطياف الشعب العراقي أشقاء لنا بغض النظر عن الطائفة أو العرق".

في هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية في "جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية"، مسعود أوزجان، إن تحسين العراق علاقاتها مع الجارة تركيا من شأنه المساعدة على تجاوز الصعوبات والمشاكل الحالية التي يعيشها.

وأضاف: "الكاظمي يعمل على تطوير العلاقات مع تركيا لأنه يرى أنها تساهم في إرساء الاستقرار في العراق"، وشدد على أن التعاون في الحرب ضد منظمة PKK الإرهابية سيؤدي إلى تطور إيجابي في العراق.

من جهته، أفاد الخبير في شؤون الشرق الأوسط، علي سمين، بأن الكاظمي يحاول تحرير العراق من النفوذ الإيراني تحت الضغط الأمريكي، وأنه يولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات مع دول الجوار لهذا الغرض.

بدوره، أفاد الخبير في مركز الدراسات الإيرانية (IRAM)، ومقره أنقرة، تايلان تشوكان أوغلو، بأن "الكاظمي بشكل عام سياسي مركزي ويولي أهمية لتطوير العلاقات مع دول الجوار بما يخدم مصالح العراق، وقال: "إنه يتبع سياسة خارجية متوازنة".

وأكد تشوكان أوغلو أن العراق هيكل مقسم سياسياً، مشيراً إلى أن الكاظمي بذل جهوداً لبناء هوية وطنية في هذه المرحلة.

التجارة والمياه والنفط

من جهة أخرى، أكد أردوغان ضرورة إصلاح وترميم أنبوب كركوك النفطي، لافتاً إلى رغبة تركيا "في ضخ نفط كركوك إلى الأسواق العالمية بكميات أكبر"، كما أشار إلى إمكانية تحقيق هدف رفع حجم التجارة بين تركيا والعراق إلى 20 مليار دولار سنوياً.

وبخصوص ملف المياه، قال الرئيس التركي: "نؤكد أن المياه لن تكون نقطة خلاف بين تركيا والعراق بل ستكون نقطة تعاون".

من جهته، قال الكاظمي إنه وقع مع الرئيس أردوغان عدداً من الاتفاقيات المشتركة، مؤكداً: "تركيا بلد مهم وتربطنا به علاقات تاريخية"، وقال: "نعمل على تفعيل المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين بلدَينا".

وتابع الكاظمي: "نريد مزيداً من التطور في العلاقات الاقتصادية والشراكة التجارية مع تركيا، وأبواب العراق مفتوحة أمام جميع رجال الأعمال الأتراك"، وقال إنه يتطلع إلى زيارة أردوغان إلى بغداد لتأكيد أهمية العلاقة بين البلدين.

في هذا الصدد، أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط، علي سمين، إلى أن العراق على وشك أن يواجه جفافاً خطيراً، قائلاً: "من أهم ما على أجندة الكاظمي قضية المياه. سيطلب الكاظمي تزويد تركيا بلاده بمزيد من المياه. هذه المسألة مهمة جداً للعراق".

من جهته، قال إحسان الشمري، رئيس مركز "تفكير" العراقي، إن "العراق يتطلع لتفهم تركي في قضية حاجته إلى المياه والوصول إلى تفاهمات أو إبرام اتفاق حول تنظيم الحصص المائية" بشأن نهري دجلة والفرات.

من جانب آخر، قال الشمري "إن تركيا من البلدان المهمة في المنطقة، ولديها حجم تبادل تجاري كبير مع العراق، لذلك فإن هذا الملف سيُبحث بصورة معمقة خلال زيارة الكاظمي"، وتوقع أن يتوصل البلدان إلى تفاهمات تصب في صالح تنمية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي.

وأضاف الشمري أن الكاظمي سيسعى إلى إقناع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال والشركات التركية للاستثمار في العراق، وبشكل خاص في ملف إعادة إعمار المدن المتضررة من الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

ورأى أن "موضوع النفط والطاقة قد يكون من الملفات الضاغطة، مع ضرورة أن تتفهم تركيا أن تصدير النفط يجب أن يكون عبر الحكومة الاتحادية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً