منظمة الصحة العالمية: تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد سيستغرق عاماً على الأقل (AFP)
تابعنا

مع انتشار فيروس كورونا المستجد، يعوّل الناس على قدوم فصل الصيف بدرجات حرارة عالية كي تكون بيئة غير مناسبة لانتشاره، إلى أن يجد العلماء لقاحاً له، ولكن هل هذا ثبت علمياً؟

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نفسه وقع في فخ هذه الفرضية غير المثبتة علمياً، إذ دعا سابقاً في إحدى تغريداته إلى عدم الذعر من هذا الفيروس الذي سيختفي في شهر أبريل/نيسان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن الولايات المتحدة سجلت في هذا الشهر أعلى معدل للوفيات والإصابات حول العالم، متخطية بذلك الصين وإيطاليا وإسبانيا.

الصحة العالمية غير متفائلة بالصيف

وبعدما أعلن مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة في وقت سابق، عن فرضية محتملة تفيد بإمكانية أن يكون فيروس كورونا المستجد موسمياً، وبالتالي احتمال تراجع خطورته في الأجواء الحارة أو الدافئة، نفت منظمة الصحة العالمية صحة النظريات التي رجحت اختفاء المرض بحلول فصل الصيف.

وأوضح المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة الدكتور مايك ريان أن على الجميع افتراض أن الفيروس سيظل يتمتع بالقدرة على الانتشار، وأن من الخطأ الاعتقاد أنه سيكون موسمياً ويختفي في الصيف مثل الإنفلونزا، حسب تعبيره.

وتقول عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف "لا نزال نتعلم الكثير عن الفيروس ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيتصرف بشكل مختلف في بيئات مناخية مختلفة. يجب أن نرى ما يحدث مع تقدم هذا الأمر"، وفق صحيفة واشنطن بوست.

ويقول ستيفن مورس عالم الأوبئة بجامعة كولومبيا إن تحديد أبريل/نيسان المقبل كإطار زمني لاختفاء الفيروس ربما كان أشبه بالأمل والتمني أن يتشابه كورونا مع فيروسات الإنفلونزا الأخرى التي تتراجع حدتها في الصيف وتكون ذروتها في الشتاء، ولكننا لا نعلم مدى صحة هذا الأمر.

وناشدت منظمة الصحة العالمية العالم باتباع الإجراءات الاحترازية أينما يعيشون ومهما كان المناخ، ونصحت بمواظبة غسيل اليد وتغطية الفم والأنف والعين مع التخلص من المناديل لعدم نقل العدوى مع غسل اليد بعد العطس، واتخاذ الاحتياطات اللازمة وعدم تخفيف التدابير مع دخول فصل الصيف.

وتتعامل منظمة الصحة العالمية مع هذه الفرضية بأن الحرارة لن تقضي على فيروس كورونا، لكن الفيروس نفسه لم يستمر مع البشرية لفترات طويلة لإجراء التجارب الموسمية عليه للتأكد من تلك النقطة.

وحسب الإحصائيات الأخيرة لجامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية الخميس، فإن حصيلة الإصابات بكورونا في الولايات المتحدة، ارتفعت إلى 631 ألفاً و111.

وأشارت المعطيات إلى ارتفاع الوفيات جراء كورونا في البلاد إلى 30 ألفاً و844.

ويزيد إجمالي الإصابات بالولايات المتحدة عن مجموع إصابات الدول الثلاث التي تتبعها في الترتيب.

وتلي الولايات المتحدة في الترتيب إسبانيا التي يزيد عدد الإصابات فيها عن 180 ألفاً، وإيطاليا أكثر من 165 ألفاً وثم فرنسا عن 147 ألفاً.

وحتى صباح الخميس، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين و84 ألفاً، توفي منهم أكثر من 134 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 515 ألفاً، حسب موقع "Worldometer".

لقاح منتظر.. إلى أين وصلت التجارب العلمية؟

في نهاية شهر مارس/آذار الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إن تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد سيستغرق عاماً على الأقل، لافتة إلى أن الخطر يكمن في عودة المرض للانتشار أكثر بعد رفع العزل الصحي.

وتحدث مسؤول بمنظمة الصحة العالمية لوكالة رويترز عن لقاح كورونا، قائلاً إن تطويره سيستغرق عاماً على الأقل، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأمر "سيحدث".

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي لا تزال فيه شركات ودول تتسابق من أجل إنتاج لقاح لفيروس كورونا، إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن أكثر من 30 تجربة قيد التطوير حالياً.

وفي وقت سابق، قالت المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف إن "تسريع هذه العملية مثير حقاً من حيث ما يمكننا القيام به، بناء على العمل الذي بدأ مع فيروس سارس، وبدأ مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، ويُستخدَم الآن لفيروس كورونا".

ويؤكد علماء بارزون أن التجارب السريرية وموافقات السلامة اللازمة للحصول على لقاح عملي في السوق قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن العديد من الدول يقوم باختبارات حول علاجات ولقاحات لفيروس كورونا المستجد، وصرح تيدروس أدهانوم المدير العام للمنظمة بأن 47 دولة تخضع الآن لتجربة علاجات محتملة للفيروس.

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع العلماء في جميع أنحاء العالم، على تطوير ما لا يقل عن 20 لقاحاً مختلفاً ضد فيروسات كورونا، وبعضها دخل بالفعل مرحلة التجارب السريرية في وقت قياسي، وتحديداً بعد 60 يوماً فقط من التوصل إلى التسلسل الجيني للفيروس.

وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة في تصريحات صحفية إنه "لا ينبغي أن نتوقع لقاحاً قبل 12 شهراً أو أكثر".

وعلى صعيد آخر أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء، أنها ستنظم مؤتمراً عبر الإنترنت للجهات المانحة في 4 مايو/أيار، لجمع أموال تُخصص لأبحاث تطوير لقاح وعلاجات ضد وباء كورونا.

وأوضحت فون دير لايين خلال مؤتمر صحفي، أن "اللقاح أفضل فرصة جماعية للانتصار على الفيروس". وأضافت: "سيسمح المؤتمر بالتطرق إلى مسألة العجز في التمويلات الفورية وإيجاد حلول مبتكرة ومنصفة".

ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "وحده لقاح آمن وفعال يسمح للعالم بالشعور بعودة الحياة إلى طبيعتها" على صعيد فيروس كورونا، آملاً أن يتوافر قبل نهاية السنة.

وأوضح غوتيريش خلال مؤتمر عبر تقنية الفيديو شاركت فيه نحو 50 دولة إفريقية أعضاء في المنظمة أن لقاحاً كهذا "سينقذ ملايين الأرواح ومليارات لا تحصى من الدولارات".

ودعا إلى تسريع تطوير اللقاح وإتاحته للجميع، وشدد على أنه ينبغي أن يكون "عالمياً ويسمح بالسيطرة على الجائحة".

وأضاف "نحتاج إلى جهود طموحة لضمان... نهج منسق ومتكامل من أجل اعتماد السرعة القصوى وإتاحة هذا اللقاح للجميع بحلول نهاية 2020".

الصين تجري تجارب

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين وافقت على إجراء تجارب بشرية‭‭ ‬‬أولية على لقاحين تجريبيين لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

واللقاحان طورتهما شركة سينوفاك بايوتيك ومقرها بكين، ومعهد ووهان للمنتجات البيولوجية التابع لمجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية المملوكة للدولة.

وكانت الصين حصلت في مارس/آذار على الموافقة على إجراء تجربة سريرية أخرى للقاح ضد فيروس كورونا طورته الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية العسكرية وشركة كانسينو للتكنولوجيا الحيوية المدرجة في بورصة هونج كونج، وذلك بعد أن قالت شركة مودرنا الأمريكية لتطوير العقاقير إنها بدأت في إجراء تجارب على البشر للقاحها مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً