كشفت الوثائق السرية الخاصة بحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي نشرتها وزارة الدفاع المصرية مؤخراً، عن جرائم إسرائيلية قتلت وأصابت عدداً كبيراً من المدنيين وهدمت منازل وأضرت بطرق في عدة محافظات.
وأوضحت الوزارة طبقاً للوثائق أن بعد اليوم الـ16 من بدء الحرب، صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءاً من 22 أكتوبر/تشرين الأول 1973، الذى قبلته مصر ونفذته، لكن إسرائيل خرقته كعادتها، مما أدى إلى صدور قرار آخر في 24 أكتوبر/تشرين الأول التزمته إسرائيل اعتباراً من 28 من نفس الشهر.
واضطرت بعدها إسرائيل إلى الدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 1973، وهي مباحثات الكيلو 101 التي جرى فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة، ثم بدأ تبادل الأسرى والجرحى، حسب الوثائق.
وتحت عنوان: "تقارير هامة"، أظهرت وثيقة بنداً حمل رقم 538/20051 بتاريخ 1 ديسمبر/كانون الأول 1973 يشير إلى تقرير بخصوص اعتداءات إسرائيلية على المدنيين والأهداف غير العسكرية.
كما نشرت الوزارة 13 وثيقة، إحداها بعنوان: "بيان بالاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والأهداف غير العسكرية التي تمثل خرقاً لنصوص الاتفاق الدولي".
ورصد البيان اعتداءات "العدو" على مختلف محافظات مصر بين 6 أكتوبر و6 نوفمبر/تشرين الثاني 1973، وتشمل غارات وإطلاق صواريخ ونيران وهدم منازل في محافظات بينها الدقهلية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط والقليوبية (شمال) والإسماعيلية والسويس وبورسعيد (شرق).
وأسفرت الاعتداءات، وفق الوثائق، عن استشهاد وإصابة أعداد كبيرة من المواطنين وتدمير عشرات المنازل وتلف طرق عامة وتضرر في شبكة الاتصالات واشتعال حرائق.
"الخطة سلامة".. كانت عنوان خطة الخداع الاستراتيجي والتعبوي للهجوم المصري المفاجئ، وبدأت قبل حرب 6 أكتوبر، وهدفت حسب الوثائق إلى "التمهيد لتنفيذ القوات المسلحة عمليات هجومية قريبة، مع التركيز على تضليل العدو".
ومن بين الوثائق تقرير رئيس هيئة العمليات في الجيش المصري آنذاك اللواء محمد عبد الغني الجمسي، الذي ألقى ملخصه أمام لجنة الأمن القومي في مصر خلال جلسة سرية.
وقال الجمسي، في التقرير المؤلف من 24 ورقة، إن مصر بدأت حرب استنزاف ضد اسرائيل في 28 سبتمبر/أيلول 1968 وتوقفت في 7 أغسطس/آب 1970، وهدفت إلى "إنزال أكبر قدر من الخسائر بصفوف العدو"، بموازاة الإعداد للحرب.
وفي 17 فبراير/شباط الجاري، رفعت وزارة الدفاع المصرية قيود السرية عن هذه الوثائق العسكرية بعد 50 عاماً من هجوم مفاجئ شنته مصر وسوريا ضد إسرائيل لاسترداد أراضٍ احتلتها في حرب 1967.
وسلط محللون الضوء على نشر الوثائق في وقت تتصاعد فيه توترات بين القاهرة وتل أبيب بشأن شبه جزيرة سيناء التي حررتها مصر خلال حرب 1973، وذلك على وقع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة المجاور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويتجاوز عدد الوثائق المصرية 200 وثيقة، وتتضمن مخاطبات عسكرية تكشف عن "جرائم" إسرائيلية، ومذكرات لقادة بخط اليد وتقارير وخرائط، وتفاصيل عن معركة "الثغرة" الشهيرة، وخطة الخداع الاستراتيجي في الحرب المعنونة باسم: "الخطة سلامة".