دمار هائل في منطقة أبراج المخابرات بغزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي / صورة: AA (AA)
تابعنا

دمرت صواريخ وقذائف الدبابات والطائرات الحربية لجيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة أبراج المخابرات شمالي قطاع غزة وحولتها إلى ركام وحطام شبيه بمخلفات زلزال مدمّر قوي.

كانت منطقة أبراج المخابرات بغزة قبل العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القطاع مند 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مأهولة بعديد من الأبراج السكنية والمنازل والبنايات التحتية من ملاعب رياضية وحدائق ومساحات زراعية ومرافق عامة.

ركام وأطلال

ويمكن رصد حجم الدمار الذي حلّ بـ"المخابرات" بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تحولت الأبراج والمنازل السكنية إلى ركام وأطلال.

وتشردت آلاف العائلات الفلسطينية بالمنطقة جراء الدمار الكبير الذي لحق بالمباني والممتلكات، واستُشهد وأصيب مئات المدنيين الأبرياء.

ويواجه الفلسطينيون الذين يعودون إلى منازلهم في المنطقة خطراً شديداً في كل خطوة، إذ تعجّ الطرقات بالحفر والأنقاض والمباني التي توشك على الانهيار.

كما يواجه العائدون تهديداً مستمراً لوجود الصواريخ الإسرائيلية غير المنفجرة، يُضاف إلى المشهد المأساوي الذي ارتكبته إسرائيل، حيث يتراوح الخطر بين الظاهر والمخفي، مما يجعل عودة السكان إلى المنطقة محفوفة بالمخاطر.

"زلزال مُدمّر"

يقول تحسين فكري (35 عاماً) إن "الدمار كان في كل مكان كأنَّ زلزالًا ضرب المنطقة"، وأضاف: "الاحتلال دمّر ذكرياتنا في هذه المنطقة وأتلف سنوات من العمل، لكن لدينا أملاً في أن نعود ونعيد بناء حياتنا".

وأوضح فكري أن "المنطقة أصبحت معدومة بلا بنية تحتية سليمة ولا مرافق عامة ولا منازل"، مضيفاً أن "هناك مخلفات للجيش وصواريخ لم تنفجر بعدُ أُطلِقَت على المباني".

أما يوسف أبو حسين (42 عاماً) فعبّر عن الوضع قائلاً: "كانت الحياة تزدهر هنا، حدائق وملاعب كرة قدم، أما اليوم فلم يبقَ للحياة أثر؛ الشوارع مليئة بالحطام والدمار ".

وتابع أبو حسين: "لم يرحم الاحتلال لا بشراً ولا حجراً، وقد غطى التخريب كل معالم المنطقة الجميلة التي عهدناها، فكل شيء تلاشى بسبب الدمار والخراب".

وكشف الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي غزة وشمال القطاع في 1 فبراير/شباط الجاري، لأول مرة منذ بدء عمليته البرية، عن حجم الدمار الذي طال المناطق السكنية والمعالم الدينية والبنى التحتية.

وانسحب جيش الاحتلال مطلع فبراير/شباط الجاري من مناطق شمال غرب محافظتَي غزة وشمال القطاع لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبعد الانسحاب بساعات تَوجَّه سكان تلك المناطق لتفقُّد منازلهم وممتلكاتهم التي نزحوا عنها مع بدء الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ التاريخ ذاته تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفَت حتى الاثنين 28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً