الكتاب الجديد يعزز "يهودية الدولة" في إسرائيل  (AFP)
تابعنا

من المُقرر أن تطرح وزارة التعليم الإسرائيلية، مع بداية العام الدراسي المُقبل كتاباً جديداً لتعليم منهاج التربية المدنية للمدارس الثانوية في المدارس العربية التابعة لفلسطينيي 48، ويحمل اسم "النظام والسياسة في إسرائيل"، وهو كتاب يتوقع محللون أن يثير جدلاً واسعاً.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ الكتاب المذكور تمت المصادقة عليه من قبل وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بعد أن تُرجم من اللغة العبرية إلى العربية على نفقة مركز أبحاث إسرائيلي مستقل.

تاريخ مٌحرّف

وأشار الموقع إلى أن الكتاب قد يثير جدلاً بسبب تغيير وزارة التعليم الإسرائيلية بعض المصطلحات الدالة على مناطق، وأخرى تاريخية، حيث بُدل اسم مدينة القدس إلى "أورشليم القدس"، في حين تم تبديل مصطلح "البلاد" الدال على الأراضي الفلسطينية ما قبل النكبة إلى "أرض إسرائيل"، إلى جانب إطلاق اسم "بلستينا" للإشارة إلى فلسطين.

إضافة إلى ذلك، سعت الوزارة الإسرائيلية إلى حذف بعض الوقائع التاريخية الواردة في النسخة العبرية من الكتاب، لتقديمه بشكل مغاير للطلاب من فلسطينيي ٫48، حيث عملت على إضافة جملة "المنطقة كانت خالية عند قدوم اليهود"، إلى جانب حذف الجيش السعودي من قائمة الجيوش العربية التي دخلت أرض فلسطين لمواجهة العصابات الصهيونية عام 1948.

أجندة يمينية

وقال مصدر في وزارة التعليم الإسرائيلية إن ترجمة الكتاب مُولت من قبل "فوروم كيهلات"، وهو مركز أبحاث مستقل، "لكنه يطرح أجندة يمينية مُحافظة".

ويُعرف المركز نفسه على موقعه الإلكتروني بأنّه "مركز أبحاث مستقل، يعمل في القدس، ويهدف إلى تأمين مستقبل دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، ودعم الديمقراطية وحرية الأفراد".

الكتاب الجديد ألّفه البروفيسور الإسرائيلي إبراهام ديسكين، وطُرح قبل سنوات للتدريس في المدارس اليهودية، وقد أبدت وزارة التعليم الإسرائيلية تشدداً لتغيير بعض مصطلحاته عقب ترجمته حرفياً.

ونقل الموقع عن مصدر مطلع على خطوات ترجمة الكتاب قوله إن "المصطلحات المُستخدمة بعيدة عن الواقع وغير مهنية، هذه الترجمة تبدو مثل القنبلة من شأنها أن تثير جدلاً وغضباً واسعَين في صفوف الطلاب العرب الذين سيدرسون هذا الكتاب".

وأشار مصدر مطلع على مراحل الترجمة لـTRT عربي، إلى إن النسخة التي تتحدث "يديعوت" عنها، تؤكد أن حكومة إسرائيل "تسعى إلى تنفيذ أجندتها اليمينية".

وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن "تغيير المصطلحات والتحريف الذي يدور الحديث عنه، هدفه تشويه الذاكرة الوطنية للطلاب الفلسطينيين، وتعزيز يهودية الدولة".

في السياق ذاته، قال كمال عطيلة الناطق باسم وزارة التعليم الإسرائيلية لـTRT عربي، إن "الكتاب مجرد كتاب شخصي ألّفه إبراهام ديسكين، ولم تؤلفه الوزارة"، وأشار إلى أن وزارة التعليم "ستقوم بنشر الكتاب واعتماده بشكل نهائي وطرحه في المدارس بعد أن تنتهي ترجمته بشكل كامل".

كواليس التحريف

لفتت مصادر إسرائيلية إلى أن "طاقم الترجمة كان مؤلفاً من عدد من الخبراء العرب واليهود، لكن عند المصادقة على النسخة النهائية، والتي تمّ تغيير المصطلحات خلالها لدى الوزارة، لم يُسمح للعرب بالمشاركة، وتم اعتماد النسخة المُعدلة بشكل مباشر"، وفق مصدر في الوزارة.

من جانبه، قال رئيس طاقم المترجمين هدار ليفشيتس إن "الكتاب يبدو للوهلة الأولى مُوجهاً ضد العرب، لكنه ليس كذلك، لقد شاركنا العرب بالترجمة"، وأضاف "لكنني لا أستطيع أن أزعم أيضاً أن تعليمات وزارة التعليم لم تؤثر في سياق عملنا".

وقال مصدر في الوزارة إن عملية الترجمة استغرقت وقتاً طويلاً بسبب المصطلحات والاختلاف حولها، وتابع "وزارة التعليم لطالما كانت ترفض تحمل مسؤولية ترجمة مثل هذا الكتاب وطرحه للطلاب العرب، وهذا فتح الأبواب أمام مركز أبحاث مستقل لتحمل أعباء الترجمة من ناحية، وتنفيذ أجندته من ناحية أخرى".

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فقد رفضت وزارة التعليم الإسرائيلية الإجابة على أسئلة متعلقة بالنسخة المطروحة، خاصة حول عدم مشاركة "مترجمين عرب" عند اعتماد النسخة النهائية للكتاب.

TRT عربي
الأكثر تداولاً