تتجه دول عدة نحو الاستقرار وسط إجراءات مستمرة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، في الوقت ذاته اكتشف الطب أعراضاً جديدة للفيروس، وكشفت اختبارات أجريت على فئران هامستر أن استخدام الكمامات على نطاق واسع يقلص خطر انتقال كورونا.
دول تتجه نحو الاستقرار
تعود كرة القدم في عدة دول عقب أسابيع من الحجر، إذ يواجه فريق بايرن ميونيخ، الأحد، فريق يونيون برلين، بعد أن صارت البوندسليغا السبت أولى دورات كرة القدم التي تستأنف نشاطها بدون جمهور.
وفي إسبانيا، جرى إعلام الأندية بإمكان الانتقال من التدريبات الفردية إلى حصص تدريب "في مجموعات صغيرة" اعتباراً من الاثنين، فيما يبدو خطوة إضافية في اتجاه استئناف الدوري.
أما في إنكلترا فيأمل البريميرليغ بإحراز تقدم الاثنين في اتجاه استئناف الدوري، لكن الفكرة لم تحظى بعد بإجماع.
وعلى صعيد آخر، أكدت السلطات الصحية الروسية أن الوضع الوبائي في البلاد يتجه "نحو الاستقرار"، ويأتي ذلك مع تسجيل 9709 إصابات جديدة خلال 24 ساعة.
للمرة الثالثة خلال أسبوع، سُجلت أقل من 10 آلاف إصابة يومية في روسيا، وتبلغ الحصيلة الإجمالية في البلاد 281 ألف إصابة منذ ظهور الوباء.
وفي أول نهاية أسبوع بعد رفع الحجر، خرج الفرنسيون من منازل وتوجهوا إلى المناطق الخضراء والبحر، لكن ذلك ترافق مع الالتزام بشروط وفي ظل مراقبة السلطات التي دعت إلى الحيطة.
كورونا.. أعراض جلدية
أكثر أعراض فيروس كورونا المستجد شيوعاً هي الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس، لكن بعض الأشخاص قد يكونون مصابين بكورونا دون أن تظهر عليهم أي أعراض. ولكن مع استمرار انتشار هذا الفيروس المحير، يتم الإبلاغ عن أعراض أقل شيوعاً بما في ذلك فقدان التذوق والقيء والإسهال، وبشكل متزايد، مع مجموعة متنوعة من مشاكل الجلد.
يُطلق على المشاكل الجلدية المصاحبة لفيروس كورونا "أصابع قدم كوفيد19"، حيث تعاني من تورم أحمر، مؤلم ومثير للحكة في بعض الأحيان على أصابع القدم التي تشبه داء الكلب، وهو أمر يراه الأطباء عادة على أقدام وأيدي الأشخاص الذين قضوا وقتاً طويلاً في الهواء الطلق في البرد.
وأصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض الجلدية، في وقت سابق من الشهر، نصيحة بأن فحص الطب عن بعد هو الخطوة الأولى للأشخاص الذين يتساءلون عما إذا كان لديهم "أصابع قدم كوفيد 19"وليس لديهم سبب آخر للرعاية العاجلة. وأنه يجب على الأطباء بعد ذلك أن يقرروا ما إذا كان يجب على المريض البقاء في عزلة منزلية أو الخضوع للفحص.
في أحد التقارير، قام أطباء الجلد بتقييم 88 مريضاً يعانون من مرض كوفيد 19 في مستشفى إيطالي ووجدوا أن 1 من كل 5 يعانون من نوع من أعراض الجلد، معظمهم بالطفح الجلدي الأحمر فوق الجذع.
في تقرير آخر، أفاد الأطباء الإسبان بوجود نحو 375 مريضاً مصاباً بالفيروس مع مجموعة من الشكاوى الجلدية.
الكمامات تمنع العدوى
أجرى فريق من جامعة هونغ كونغ أول بحث متعمق في دراسة قدرة الكمامات على منع انتقال العدوى بكوفيد 19، سواء كان الشخص المصاب يظهر عليه أعراض المرض أم لا، وأظهر البحث أن استخدام الكمامات على نطاق واسع يقلص خطر انتقال فيروس كورونا المستجد.
ووضع الفريق بقيادة الأستاذ الجامعي يوين كووك-يونغ وهو أحد أبرز الخبراء في البحوث بشأن كورونا حول العالم، فئران هامستر جرت إصابتها اصطناعياً بالمرض إلى جانب حيوانات سليمة، ووضعت كمامات بين قفصين مع ترك الهواء يتنقل من الحيوانات المصابة إلى تلك السليمة.
وخلص الباحثون إلى أن خطر انتقال الفيروس من دون احتكاك قد يتقلص بنسبة تزيد عن 60% عند استخدام الكمامات.
وقال يوين للصحافيين، الأحد، "من الواضح جداً أن أثر وضع الكمامة على جسم المصاب خصوصاً في حال عدم وجود أعراض، وأيضاً لدى وجودها، أكثر أهمية من أي أمر آخر".
وأضاف "هذا يفسر أيضاً أهمية تعميم استخدام الكمامات لأننا ندرك حالياً بأن الكثير من المصابين لا يُظهرون أي أعراض".
وقد كان يوين من علماء الأحياء المجهرية الذين اكتشفوا فيروس "سارس" وهو من أسلاف فيروس كورونا المنتشر حالياً، لدى ظهوره سنة 2003. وقد أدى الفيروس حينها إلى 300 وفاة في هونغ كونغ.
وبعد أربعة أشهر من تسجيل أولى الإصابات بوباء كورونا، نجحت هونغ كونغ في احتواء المرض على أراضيها مع حوالى ألف إصابة فقط وأربع وفيات.
وعزا الخبراء هذا الأداء إلى الاستخدام الكبير للكمامات والفعالية في إجراء الاختبارات وعمليات التعقب والعلاج في المدينة التي يسكنها 7,5 ملايين نسمة.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 311959 شخصاً على الأقل حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول، والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً بإجمالي 88754 وفاة من مليون و467 ألفاً و884 إصابة. وتأتي المملكة المتحدة في المرتبة الثانية (34466) تليها إيطاليا (31763) وإسبانيا (27650) وفرنسا (27625).
