جنود إسرائيليون إلى جانب المباني المدمَّرة شمالي قطاع غزة (Others)
تابعنا

وفقاً لقانون الدفاع الإسرائيلي، الخدمة العسكرية إلزامية لجميع الإسرائيليين حتى حَمَلة الجنسية المزدوجة منهم ولو كانوا بشكل دائم في الخارج، وأيضاً مَن يُسمَّون "الجنود الوحيدين" الذين ليست لهم عائلات.

ومع انطلاق الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استدعى الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من جنود الاحتياط، بمن فيهم المقيمون بالخارج بشكل دائم.

التجنيد واجب على الجميع

في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت السفارة الإسرائيلية في العاصمة البريطانية لندن، على موقعها الإلكتروني: "بموجب قانون جهاز الأمن الإسرائيلي يتعين على جميع المواطنين الإسرائيليين في إسرائيل والخارج التجنيد في الجيش، حتى لو كانوا يحملون جنسية مزدوجة ويقيمون بشكل دائم في الخارج".

وأضافت: "يحتاج الإسرائيليون الذين يعيشون في الخارج إلى تقديم طلب لتحديد وضعهم العسكري عند بلوغهم سن 16 سنة و4 أشهر، وقبل سن 19 عاماً".

وطلبت السفارة من الإسرائيليين الراغبين في التجنيد، التواصل مع ممثل الجيش الإسرائيلي في أوروبا عبر البريد الإلكتروني.

والخدمة العسكرية إلزامية للرجال والنساء في إسرائيل عند سن 18 عاماً، وبعد ذلك يصنَّف الجنود في وحدات الاحتياط.

أجانب يشاركون في الحرب على غزة

خلال الأيام الأخيرة، أثارت مشاركة مواطنين أجانب يحملون الجنسية الإسرائيلية في الحرب على قطاع غزة، ردود فعل في فرنسا وجنوب إفريقيا.

وقال النائب الفرنسي توماس بورتيه، في تغريدة عبر منصة إكس، الأربعاء: "بعثت رسمياً برسالة إلى وزير العدل إيريك دوبوند موريتي، أطلب منه استخدام سلطته في التوجيه، حتى يتمكن من فتح تحقيقات بشأن 4000 فرنسي موجودين على الجبهة في غزة، ضمن الجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "وفي حالة ارتكاب جرائم حرب، أطلب تقديمهم (الفرنسيين) أمام العدالة الفرنسية، كما سأحيل الأمر إلى المدعي العام عبر المادة 40".

وتابع النائب: "وفيما يتعلق بجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية على حد سواء، من غير المقبول أن يشارك بها المواطنون الفرنسيون".

أما في جنوب إفريقيا، فقالت وزارة الخارجية، الاثنين، إنها "قلقة للغاية" من التقارير التي تفيد بأن بعض الجنود الإسرائيليين الذين هم أيضاً من مواطني جنوب إفريقيا، قد انضموا إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة، أو يفكرون في فعل ذلك.

وتابعت الوزارة: "من المحتمل أن يسهم مثل هذا الإجراء في انتهاك القانون الدولي، وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، ما يجعلهم عُرضة للمقاضاة في البلاد".

وأوضحت الخارجية أن مواطني جنوب إفريقيا بحاجة إلى موافقة حكومية مسبقة للقتال بشكل قانوني في إسرائيل.

وأضافت أن المواطنين المُجنسين إسرائيلياً معرَّضون لخطر تجريدهم من جنسيتهم الجنوب إفريقية، بسبب انخراطهم في حرب "لا تدعمها البلاد أو تتفق معها".

ماذا عن "الجنود الوحيدين"؟

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء: "وفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، فإنه في عام 2021 انضم 2507 مهاجرين جدد إلى الجيش الإسرائيلي بصفتهم جنوداً وحيدين، أو جنوداً لا يعيشون مع عائلاتهم، بما في ذلك 59 من جنوب إفريقيا".

وأضافت: "هذا لا يشمل جميع الجنود الإسرائيليين الذين يحملون جنسية مزدوجة من جنوب إفريقيا" دون أن تحددهم.

ولا يوجد في القانون الإسرائيلي ما يُلزِم بالتخلي عن الجنسية الإسرائيلية عند الحصول على جنسية أخرى، إذ يُسمح للمواطنين بالحصول على جنسية مزدوجة، وحتى جنسيات متعددة.

كانت إسرائيل قد أعلنت استدعاء 360 ألف جندي احتياط مع بداية الحرب، دون أن توضح عدد القادمين من الخارج منهم.

وينضم إلى الجيش مَن يُسمَّون "الجنود الوحيدين" الذين يتبرعون بالانضمام للجيش الإسرائيلي، دون أن تكون لهم عائلات في إسرائيل.

وقال مركز الجنود الوحيدين في موقعه على الإنترنت: "الجندي الوحيد" هو جندي في الجيش ليست لديه عائلة في إسرائيل تدعمه: مهاجر جديد، أو متطوع من الخارج، أو يتيم، أو فرد من منزل مفكَّك".

كم عدد الجنود الوحيدين؟

وأضاف المركز أن "أكثر من 7000 جندي وحيد، يخدمون حالياً في الجيش الإسرائيلي، نحو 45% منهم من المهاجرين الجدد، القادمين من الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم، و50% من الإسرائيليين الأيتام، أو الذين يأتون من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة".

وأشار المركز إلى أن "هناك البعض الذين يأتون من الأحياء الدينية المتشددة، والذين تتجنبهم عائلاتهم ومجتمعاتهم لأنهم قرروا الذهاب إلى الجيش".

وتابع: "يجري وضع معظم الجنود الوحيدين في وحدات قتالية، ويكون لديهم دافع كبير للخدمة في الجيش الإسرائيلي، ويحرسون حدود إسرائيل براً وجواً وبحراً".

ولفت إلى أنه "بالنسبة للجنود الوحيدين، يصبح المال قضية رئيسية".

وقال: "الراتب الشهري للجندي الوحيد هو ضِعف ما يتقاضاه الجندي العادي في وحدته، لكنه لا يزال غير كافٍ في الغالب لدفع الفواتير، وغسيل الملابس، ودفع ثمن الأثاث والأجهزة المنزلية، وشراء الطعام ليوم السبت (العطلة الدينية لليهود)".

وأضاف: "يدعم الجيش الإيجار حتى 1048 شيكلاً شهرياً (283 دولاراً)، لكنه لا يكفي لإنشاء منزل في إسرائيل".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمِّرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.​​​​​​​

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً