روسيا: مقتل داريا دوغينا "جريمة مدبَّرة ومخطَّط لها مسبقاً (AFP)
تابعنا

في ليلة السبت في روسيا، انفجرت قنبلة قوية داخل سيارة تُقِلّ داريا دوغينا، البالغة من العمر 29 عاماً، ابنة ألكسندر دوغين المُنظّر السياسي القومي البارز الذي يوصف بأنه حليف للرئيس فلاديمير بوتين.

ووفق مجلة نيويورك الأمريكية، جاءت الحادثة بعد أن حضر كلاهما (دوغين وابنته) لتوّهما حدثاً في ضواحي موسكو، لكنهما غادرا في مركبتين منفصلتين، فيما يُعتقد أن القنبلة ربما كانت "مُعَدّة سلفاً"، حسب الادعاء الروسي.

وأذهل التفجير النخبة السياسية في موسكو، وأثار دهشة عديد من مراقبي الكرملين في الخارج أيضاً، في حين ألقت روسيا باللوم الآن على أوكرانيا في التفجير، فيما نفَت كييف أي تورط لها، وفق المجلة.

جاء ذلك وسط مخاوف من أن التفجير سيحفز روسيا على تصعيد حربها في أوكرانيا، فيما لا تزال التكهنات داخل وخارج روسيا تتزايد حول من يقف وراء الاغتيال ودوافعه.

وحسب ما نقلته السلطات الروسية وتقارير إعلامية، فقد حضر دوغينا ودوغين مساء السبت مهرجاناً قومياً في ضواحي موسكو، وعندما غادرا الحدث للعودة إلى موسكو، اتخذ دوغين قراراً في اللحظة الأخيرة بركوب مركبة أخرى.

وذكرت المجلة أنه في نحو الساعة 9 مساءً بالتوقيت المحلي، انفجرت سيارة التويوتا لاندكروزر التي كانت تقودها داريا دوغينا على طريق سريع بالقرب من قرية Bolshiye Vyazemy، على بعد نحو 12 ميلاً غرب موسكو، ولقيت دوغينا مصرعها على الفور.

وقالت السلطات الروسية إن سبب الانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت السيارة من جانب السائق، فيما قال مسؤول روسي إن القنبلة انفجرت من بُعد، ليتبيّن لاحقاً أنها قادت السيارة بدلاً من والدها.

عقب ذلك ألقت روسيا باللوم في التفجير على أوكرانيا التي نفت أي تورط لها، وقال مكتب الأمن الفيدرالي الروسي إن القنبلة زرعتها امرأة أوكرانية جاءت إلى موسكو في أواخر يوليو/تموز واستأجرت شقة في نفس المبنى الذي تعيش فيه دوغينا، للتخطيط لقتلها وجمع معلومات حول أسلوب حياتها.

وأشار إلى أن المرأة حضرت أيضاً المهرجان القومي يوم السبت، ثم فرت لاحقاً من البلاد بالسيارة عبر الحدود مع إستونيا، فيما نشرت لقطات أمنية مزعومة للمرأة في موسكو وعلى الحدود الروسية.

من ناحيته قال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد: "لا علاقة لأوكرانيا بهذا بالتأكيد، لأننا لسنا دولة إجرامية كما هو الحال في الاتحاد الروسي، والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية"، وفق نيويورك.

في المقابل قال إيليا بونوماريف النائب الروسي السابق، إن التفجير نفّذته جماعة مقاومة مسلحة تُسمَّى "الجيش الجمهوري الوطني"، وهي مجموعة سرية تعمل داخل روسيا لاستهداف وإسقاط بوتين وحلفائه، ولم تكن وراء تفجير السيارة فحسب، بل "نفّذت عديداً من الأعمال الأخرى على أراضي روسيا في الأشهر الأخيرة".

وكانت داريا دوغينا الصحافية والمحللة السياسية، التي أعربت كذلك علانية عن دعمها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تقود سيارة من طراز تويوتا لاندكروزر عندما انفجرت على طريق سريع بالقرب من قرية بولشي فيازيومي، على بعد 40 كيلومتراً من موسكو مساء السبت.

والصحافية والخبيرة السياسية الشابة المولودة عام 1992 ابنة المفكّر والكاتب القومي المتشدد ألكسندر دوغين (60 عاماً) الذي يروّج عقيدة توسعية، وهو مؤيّد قوي للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ومنذ 2014 يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مروّج "الحركة الأوراسيّة" (ائتلاف بين أوروبا وآسيا تحت القيادة الروسية) ألكسندر دوغين الذي يؤثّر في جزء من اليمين المتطرف الفرنسي، في أعقاب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، حسب المجلة الأمريكية.

وحظرت أوكرانيا في السنوات الأخيرة عديداً من كتبه، منها "أوكرانيا. معركتي. يوميات جيوسياسية"، و"انتقام روسيا الأوراسي".

كما تستهدف عقوبات بريطانية داريا دوغينا منذ يوليو/تموز، وتتهمها لندن بنشر "معلومات مضلّلة عن أوكرانيا" على الإنترنت.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً