في أول رحلة له خارج كوريا الشمالية منذ ما يقرب من أربع سنوات، عاد كيم جونغ أون إلى وسيلة نقله المفضلة: قطار فاخر، مصفّح وبطيء الحركة، كما تشير تقارير إعلامية غربية.
ووصل الزعيم الكوري إلى روسيا، الثلاثاء، في زيارة نادرة إلى الخارج حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تحذيرات من واشنطن بشأن صفقة أسلحة محتملة لحرب موسكو في أوكرانيا.
ومن المرجح أن يلتقي الزعيمان على هامش "المنتدى الاقتصادي الشرقي" في فلاديفوستوك، المدينة الواقعة في أقصى الشرق والأقرب مسافة إلى الحدود بين روسيا وكوريا الشمالية. وينعقد المنتدى حتى يوم الأربعاء.
وسيلة نقل غير عادية
ومثل والده كيم جونغ إيل، الذي كان يخشى الطيران، وجدّه، كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية، كان كيم يسافر عادةً إلى الخارج في قطار مطلي باللون الأخضر الداكن مع خطوط صفراء تمتد على جوانبه.
والقطار الأخضر هو القطار الخاص المصفّح الذي استخدمه كيم ووالده وجده لزيارة الصين أو روسيا أو الاتحاد السوفييتي في السابق، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وقيل إن عائلة كيم يعانون من هاجس في القيام برحلة آمنة لمسافات طويلة باستخدام إحدى طائرات الركاب في بلادهم التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وفقاً لتقرير إخباري لكوريا الجنوبية عام 2009 اعتمد على معلومات سرية، يُعتقد أن هناك ما لا يقل عن 90 عربة أمنية مصفحة تحت تصرف كيم. وتعمل ثلاثة قطارات في كل مرة يسافر فيها الزعيم: قطار أمني متقدم، وقطار الزعيم، وقطار ثالث يحمل حراساً شخصيين إضافيين وإمدادات.
كل عربة من القطار مضادة للرصاص، مما يجعلها أثقل بكثير من القطارات العادية، ويُترجم هذا الوزن الإضافي إلى رحلة بطيئة للغاية، حيث إنه من المقدَّر أن تصل سرعة القطارات إلى 37 ميلاً في الساعة فقط.
اضطرابات في أثناء السفر
يتسبب القطار في اضطراب واسع النطاق في أثناء سفره، غالباً بسبب المخاوف الأمنية.
وذكرت صحيفة "تشوسون إلبو" الكورية الجنوبية في تقرير، أنه يجري إرسال نحو 100 من عناصر الأمن إلى المحطات التي يمر القطار عبرها لتفتيشها للتأكد من عدم وجود أي تهديدات محتمَلة، فيما يُقطع التيار الكهربائي في المحطات لمنع القطارات الأخرى من التحرك.
وأضافت الصحيفة أن هناك أيضاً مجموعة دعم لوجيستي كبيرة ترافق القطار، تضم طائرات نقل جوية سوفييتية الصنع من طراز Il-76 ومروحيات من طراز Mi-17.
يُذكر أنه جرىبناء عشرين محطة قطار في جميع أنحاء كوريا الشمالية لتنقلات الزعيم الشخصية فقط.
وفي كتاب بعنوان "قطار الشرق السريع"، روى المسؤول الروسي كونستانتين بوليكوفسكي، رحلته بشكل تفصيلي مع كيم جونغ إيل على متن القطار الفاخر.
ووصف كتاب بوليكوفسكي قائمة طعام شهية تضم مجموعة واسعة من الأطعمة المعروضة، وفق ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وكتب بوليكوفسكي في كتابه: "كان من الممكن طلب أي طبق من المأكولات الروسية والصينية والكورية واليابانية والفرنسية".
خيار أفضل من الطائرات؟
كيم جونغ أون ليس الزعيم العالمي الوحيد الذي يفضل السفر عبر السكك الحديدية على السفر الجوي.
فمنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، يصل جميع زوار كييف تقريباً عبر خدمة السكك الحديدية في أوكرانيا.
ويشمل ذلك الرئيس بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب القادة الآخرين الذين يسافرون في قطارات كبار الشخصيات المصمَّمة خصيصاً.
ويشير بعض الصحفيين إلى أن بوتين يسافر بشكل أكثر انتظاماً بالسكك الحديدية منذ عام 2021 بسبب مخاوف بشأن أمنه الشخصي.
