وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، توقف شاحنات الإغاثة المحتجزة على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، حيث يعاني السكان من الجوع في صف طويل، بـ"تصرف مثير للغضب".
وقال غوتيريش، خلال زيارة إلى معبر رفح، السبت، إن الوقت حان كي تقدم إسرائيل "التزاماً صارماً" لإدخال السلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة دون قيود، مضيفاً: "حان الوقت لإغراق غزة بمساعدات حقيقية منقذة للحياة".
ودعا أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأضاف، في تصريحات للصحفيين أمام بوابة معبر رفح، وهو نقطة دخول المساعدات إلى غزة، إن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع مصر "لتسهيل" تدفق المساعدات إلى القطاع.
وقال: "هنا، من هذا المعبر، نرى كل ما يُفطر القلب، ونرى قسوة القلب على أشدها.. صَفٌّ طويل من شاحنات الإغاثة المحظور دخولها على أحد جانبي البوابات، وشبح المجاعة الممتد على الجانب الآخر".
وتابع: "هذا أكثر من مأساوي.. إنه تصرف مثير للغضب".
وتأتي زيارة غوتيريش في وقت تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمَّر بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر.
وتهدد إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر رغم المناشدات الدولية الرافضة لمثل هذا الهجوم.
ويلوذ غالبية سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بمحيط رفح. ورغم أن الظروف أسوأ في شمال القطاع، فإن محنة المدنيين في جميع أنحاء القطاع تفاقمت بشدة في ظل استمرار الحرب.
وقبل توقفه على الحدود، حيث التقى عاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، وصل غوتيريش إلى العريش في شمال سيناء بمصر، حيث يجري تسليم وتخزين كثير من مساعدات الإغاثة الدولية القادمة إلى قطاع غزة.
من جهته، قال محمد شوشة، محافظ شمال سيناء المصرية، خلال استقبال غوتيريش، إن نحو 7 آلاف شاحنة تنتظر في المحافظة لتوصيل المساعدات إلى غزة، لكن إجراءات التفتيش التي طالبت بها إسرائيل أعاقت تدفق الإغاثة.
كما زار غوتيريش مستشفى في العريش، حيث يُعالج فلسطينيون جرى إجلاؤهم من غزة.
ومع تضاؤل الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة خلال شهر رمضان وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، سعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى توصيل المساعدات عن طريق عمليات الإنزال الجوي والسفن.
لكن عاملين في المجال الإنساني يقولون إن نحو خُمس الكمية المطلوبة من الإمدادات فقط هي التي دخلت غزة، وإن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات هي تسريع عمليات الإمداد برّاً.
الجوع ينتشر
وحذرت هيئة عالمية معنية بمراقبة الغذاء، هذا الأسبوع، من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة، وقد تمتد إلى مناطق أخرى من القطاع إذا لم يجرِ التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "حان الوقت لتدفق المساعدات التي تنقذ الحياة إلى غزة بكميات كبيرة.. والخيار واضح: إما زيادة المساعدات أو المجاعة".
ويزور غوتيريش مصر والأردن في إطار "رحلة تضامن" سنوية للدول الإسلامية خلال شهر رمضان.. وكان قد زار الحدود المصرية مع غزة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
