كارثة جديدة تحل على اليمنيين خلال حرب ما زالت مستمرة منذ أكثر من7سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألفاً وبات 80% من بين 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، بعد أن توفي وأصيب العشرات في احتجاز في صنعاء.
وأفادت وسائل إعلام يمنية محلية بأن الحادث أدى إلى إصابة ووفاة عشرات المهاجرين الإثيوبيين.
ودعت منظمة العفو الدولية في تغريدة عبر تويتر إلى تحقيق مستقل قائلة: "يجب التحقيق بشكل مستقل في ملابسات الحريق المدمر في مركز احتجاز يمني للمهاجرين والذي أدى إلى إصابة 170شخصاً".
وأضافت: "يسلط الحادث الضوء على الحاجة المُلحة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإحالة ملف اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية"، دون تفاصيل أخرى.
وتشير جميع الأدلة المتوفرة إلى وقوع جريمة مروعة قُتل فيها مهاجرون أبرياء، وهو ما دفع العديد من المنظمات الحقوقية إلى الدعوة لفتح تحقيق دولي محايد ومستقل في الحادث لكشف تفاصيل الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وفق مقتضيات العدالة.
إضراب عن الطعام وسوء معاملة
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان عن قلقه البالغ إزاء ما يحدث في صنعاء، وبحسب المعلومات التي جمعتها المصادر الميدانية للأورومتوسطي، والتي تطابقت مع شهادات ناجين، فإن مئات المهاجرين من الجنسيات الإفريقية من"مرفق الهجرة التابع لسلطة الهجرة والجوازات والجنسية في صنعاء" دخلوا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجازهم و سوء المعاملة.
واحتج المعتقلون على دفع مبالغ طائلة لا يستطيع معظمهم تحملها مقابل حريتهم.
وقالت المصادر ، الأحد ،7مارس/آذار ، إن مسلحين من جماعة الحوثي حاولوا إنهاء إضراب المعتقلين بالقوة، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين. وفشلت تلك القوات في مهمتها وتراجعت بانتظار وصول قوات إضافية وسط حالة من الفزع والفوضى التي سادت.
اتهامات للحوثيين
وبعد فترة وجيزة وصلت تعزيزات إضافية وتقدم عدد من مسلحي الحوثي إلى المكان الذي كان يضم نحو 350 مهاجراً وأغلق جميع الأبواب، ثم بدؤوا في الإطلاق عبر النوافذ العلوية التي انبعث منها دخان كثيف، وبحسب التقارير الأولية، تسبب ذلك في اندلاع حريق كبير أدى إلى مقتل أكثر من 16مهاجراً وإصابة حوالي 200 آخرين بجروح خطيرة، حسب الأورومتوسطي.
وفرض الحوثيون طوقاً أمنياً مشدداً على المكان، ومنعوا عائلات المصابين من زيارة أبنائهم، وحتى الأهالي من التعرف على الجثث.
وقال المرصد إنه يجب على الحوثيين توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، وإنهاء الاحتجاز التعسفي لآلاف المهاجرين، وإغلاق جميع مراكز الاحتجاز التي لا تلبي المتطلبات الأساسية لحياة كريمة بموجب المعايير الدولية ذات الصلة.
مقابر جماعية
من جانبها، اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية وحقوقيون في صنعاء الحوثيين بمقتل عشرات اللاجئين الأفارقة بعدما أحرق عناصرهم مركزاً للاحتجاز في العاصمة الأحد الماضي عقب رفض الموجودين فيه الالتحاق بجبهات القتال.
وقدرت مصادر حقوقية في صنعاء أن عدد الوفيات والجرحى بلغ أكثر من 180شخصاً على الأقل.
وفي أول رد للحكومة الشرعية على الواقعة التي سرب ناشطون صوراً لها، ندد وزير الإعلام معمر الإرياني بأشد العبارات بهذه الجريمة، وقال"إن المليشيات دفنت القتلى في إحدى المقابر المستحدثة بشكل جماعي، في ظل تكتيم ومحاولات للتغطية على الجريمة".
وأوضح الإرياني في تصريحات له، أن المعلومات تؤكد أن الحادثة جاءت بعد أن شنت مليشيا الحوثي حملة اعتقالات للاجئين الأفارقة من الشوارع والأسواق، وتخييرهم بين الالتحاق بدورات ثقافية وعسكرية والزج بهم في جبهات القتال أو سجنهم وترحيلهم.
وأشار الوزير اليمني إلى أن التقارير تؤكد مساعي الحوثي لطمس أسباب ومعالم الجريمة التي كشفت الصور والفيديوهات المتداولة حجم بشاعتها، وإلى التقليل من أرقام الضحايا، في الوقت الذي كشفت فيه المنظمة الدولية للهجرة عن وجود 900 مهاجر في مراكز الاحتجاز، وأن أكثر من 350 كانوا موجودين في منطقة الحريق لحظة اندلاعه.
في غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الحوثيين واصلوا منع المنظمات الدولية من زيارة الضحايا المهاجرين الأفارقة وهم بالمئات جراء الحريق الذي اندلع بأحد مراكز الاحتجاز التابعة للجماعة جنوبي العاصمة صنعاء.
وفي سياق متصل، دعت منظمة الهجرة الدولية في بيان لها، إلى إتاحة الوصول العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين المصابين جراء الحريق، وكذا إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين في البلاد، وتجديد التزام توفير خيارات تنقّل آمنة ومُنظَّمة للمهاجرين.
وكشفت المصادر، عن أن الحريق نشب إثر رمي مسلحي الجماعة قنابل حارقة عقب احتجاج المهاجرين رفضاً لإجراءات الحوثيين التعسفية والقمعية المتكررة بحقهم.
إلى ذلك، قالت منظمة الهجرة الدولية، إنها تقوم بتقديم الرعاية الصحية الطارئة لأكثر من170جريحاً، بينهم أكثر من 90 في حالات خطيرة، مبينة أن فريقها يوزع أيضاً الطعام على المتضررين.
وقدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في وقت سابق عدد اللاجئين الأفارقة الموجودين في اليمن بأكثر من171ألف لاجئ، معظمهم صوماليون وإثيوبيون. وأشارت إلى أن العدد يفوق تعداد من كانوا موجودين من قبل.