انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وسيقضى ضيوف الرحمن على صعيد "مِنَى"، "يوم التروية"، أولى محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدار 6 أيام، اقتداءً بسنة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ارتوى بالمياه قبل أداء الحج.

وفي يوم التروية، سيقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". كما يُصلّون في "مِنَى" الصلوات الخمس قصراً من دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة.

ويُقال أيضاً إن "يوم التروية" سمي بهذا الاسم؛ لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى، استعداداً للوقوف بعرفة، منسك الحج الأعظم، في يوم التاسع من ذي الحجة الذي يوافق يوم غد السبت.

مشعر "مِنَى"

ويقع مشعر "مِنَى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام. وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج. ويقول المؤرخون إن تسميته مشتقة من الفعل "أَمنَى" بمعنى أراق الدماء؛ وذلك لكثرة ما يراق فيه من دماء الهدي.

ولمشعر "مِنَى" مكانة دينية خاصة عند المسلمين، إذ رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح فدي سيدنا إسماعيل عليه السلام. ثم أكد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هذا الفعل في حجة الوداع، إذ رمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة، وذبح الهدي بعد رمي الجمرات، وحلق شعره في اليوم ذاته، ومن بعده استنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر مشعر "مِنَى" بمعالم مهمة في الحج، منها الشواخص الثلاث التي يرمى فيها الحجاج الجمرات، والتي تتمثل في جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة في أيام 11 و12 و13 ذي الحجة.

كما يحتضن هذا المشعر مسجد "الخيف"، الذي ألقى فيه النبي المصطفى خطبة حجة الوداع، وشهد أحداثاً تاريخية في الإسلام، منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، والتي بايع فيهما مجموعةٌ من الأنصار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على نصرته.

استعدادات ضخمة

وأعدت السعودية ترتيبات ضخمة لاستقبال الحج في أولى محطات المناسك، منها تجهيز 4 مستشفيات تضم جميع التخصصات، وأقسام لمواجهة الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، الخميس.

كما أُنشئت أبراج سكنية متعددة الطوابق بمشعر "مِنَى" تستوعب أكثر من 30 ألف حاج بتصاميم حديثة مستوحاة من الهوية العمرانية للمشاعر المقدسة. بينما أنهى قطار المشاعر استعداداته لاستقبال الحجاج عبر 9 محطات تربط بين مناطق المشاعر المقدسة.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في اتجاه واحد، ويسير بسرعة تبلغ 80 كيلومتراً في الساعة، ما يمكنه من قطع المسافة بين منى وعرفات خلال نحو 20 دقيقة فقط.

واستقبلت السعودية ما يفوق 1.8 مليون حاج من أكثر من 150 دولة أدوا الحج عام 2023، الذي شهد عودة كاملة للحجاج منذ ظهور جائحة كورونا أواخر 2019.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً