أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع شهداء الغارات الإسرائيلية على القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 15 ألفاً و523 فلسطينيّاً.
ويأتي هذا الارتفاع في حصيلة الضحايا بالتوازي مع إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية شمال خان يونس جنوب قطاع غزة، حسبما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، إن حصيلة الإصابات خلال نفس الفترة ارتفعت إلى "41 ألفاً و316 مواطناً".
وعن حصيلة القطاع الصحي، أكد القدرة "استشهاد 281 من الكوادر الطبية، وإصابة المئات منهم، بالإضافة إلى تدمير 56 سيارة إسعاف، و56 مؤسسة صحية بالكامل، وخروج 20 مستشفى، و46 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة".
وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أمس السبت، 4 مسعفين رغم التنسيق لهم، وذهابهم من خان يونس (جنوب) إلى الشمال لإجلاء الجرحى، والمعتقلون هم مدير الإسعاف جنوب قطاع غزة، أنيس الأسطل، والمسعفون محمد أبو سمك وحمدان عنابة وعبد الكريم أبو غالي".
وأوضح القدرة أن "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 35 كادراً طبيّاً من قطاع غزة، على رأسهم محمد أبو سلمية، مدير عام مجمع الشفاء الطبي (غرب مدينة غزة)، في ظروف قاسية، واستجوابهم تحت التعذيب والجوع والعطش".
وأكد أن "عدد الذين غادروا القطاع للعلاج في الخارج عبر معبر رفح بلغ 403 جرحى ومرضى منذ بداية العدوان (7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، بالإضافة إلى أكثر من 1.5 مليون نازح في مراكز الإيواء".
وطالب بـ"العمل الفوري على توفير ممر إنساني يضمن تدفق الإمدادات الطبية والوقود والمستشفيات الميدانية والطواقم الطبية وخروج مئات الجرحى". كما دعا "الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالعمل الجاد للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن كوادرنا الطبية"، وشدد على أهمية "إيجاد آليات فاعلة وعاجلة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية لأكثر من 1.5 مليون نازح في مراكز الإيواء".
وحذر من أن "الجرحى ينزفون حتى الموت نتيجة عدم توفر الخدمة الصحية المطلوبة لهم شمال قطاع غزة، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي ما تبقى من مستشفيات لإخراجها من الخدمة، وإرغام السكان على النزوح".
وأشار القدرة إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يريد إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، إما بالقتل وإما التهجير القسري تحت القصف، ويوسع دائرة استهداف المدنيين بعد انتهاء الهدنة، ولم يترك شبراً في قطاع غزة بلا قصف".
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إنه أحصى 316 شهيداً جراء القصف الإسرائيلي على القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث ارتكب جيش الاحتلال 23 مجزرة، وفقاً للمكتب. وأضاف أنه لا يزال مئات الشهداء تحت الأنقاض جراء المجازر الإسرائيلية الأخيرة.
مجازر متتالية
وتستمر الغارات والمجازر الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، دون أن يأبه الاحتلال للمناطق المأهولة بالمدنيين، إذ ارتقى 7 شهداء مساء الأحد، على الأقل في قصف منزل لعائلة العرابيد في شارع النفق بمدينة غزة، كما استشهد عشرات وأصيب عديد من المواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال مربعاً سكنيّاً في حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
كما سقط شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مربع سكني بمنطقة أبو سكندر شرق حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة أن إسرائيل ارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا، وأكدت الوزارة الفلسطينية استشهاد عشرات فيها.
وقالت الخدمات الطبية في وزارة الداخلية بقطاع غزة إن 150 شهيداً وصلت جثامينهم إلى المستشفى المعمداني في حي الزيتون بمدينة غزة منذ فجر اليوم الأحد.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفاد المكتب الحكومي في قطاع غزة، باستشهاد أكثر من 700 شخص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة. وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة استشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرق رفح.
واستُشهد أيضاً 7 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم الأحد، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة، كما استُشهد 9 مواطنين على الأقل وجُرِح آخرون في قصف إسرائيلي مماثل استهدف منزلاً في حي الجنينة شرق رفح جنوب القطاع. وأوضحت مصادر صحفية بالقطاع أن الشهداء التسعة هم من المنزل المجاور للمنزل المستهدف، وأن القاطنين في المنزل الذي طاله التدمير ما زالوا تحت الأنقاض.
وشهد شرق دير البلح وسط قطاع غزة قصفاً مدفعيّاً إسرائيليّاً عنيفاً طال عديداً من منازل المواطنين، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن العملية العسكرية تتركز الآن على خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقال الجيش إنه ضرب خلال الليل "أكثر من 400 هدف" في غزة منذ أن استؤنف الجمعة القتال الذي خلّف ما لا يقلّ عن 700 شهيد، وفق وزارة الصحة في غزة. وكثّف جيش الاحتلال، المنتشر على الأرض في شمال غزة، غاراته الجوية في جنوب هذا القطاع، إلى حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين جراء العدوان.
صعوبة انتشال الضحايا
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة، الأحد، وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض ولم تتمكن طواقمه من انتشالهم بسبب قصف إسرائيلي متواصل على القطاع و"عجز كبير جدّاً" في الإمكانات والآليات.
وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني الرائد محمود بصل، في بيان نشرته وزارة الداخلية في غزة: "طواقمنا لم تَسْلم من القصف الإسرائيلي"، وأضاف: "لدينا عجز واضح وكبير في إمكاناتنا وآلياتنا، لا يمكننا التعامل مع الجثامين تحت الأنقاض في غزة وشمال القطاع".
وتابع: "ما زلنا نناشد ضرورة إدخال طواقم وآليات لدعم جهاز الدفاع المدني بغزة.. آلاف الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض ولا نستطيع انتشالهم".
إبادة جماعية وكارثة إنسانية
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، أن إسرائيل تُصعّد حرب "الإبادة الجماعية" في القطاع، وتستخدم قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل، وشدد على أن السكان يواجهون "كارثة إنسانية حقيقية على جميع المستويات".
وقال المكتب، في بيان عبر منصة "تليغرام": "جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمَّد إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا، جراء القصف العنيف لجميع المحافظات في آنٍ، وذلك من خلال القصف دون سابق إنذار، بالقنابل التي تزن الواحدة منها 2000 رطل من المتفجرات".
وعن التطورات الأخيرة، أضاف المكتب الإعلامي: "ارتكب الاحتلال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عديداً من المجازر في جميع محافظات قطاع غزة، من خلال القصف العنيف لمنازل المواطنين دون سابق إنذار".
يأتي ذلك، وفق البيان، "ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وكان أفظع هذه المجازر مجزرة الشجاعية، التي قصف خلالها 50 عمارة سكنية ومنزلاً، وخلفت مئات الشهداء والجرحى".
والسبت، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة انتشال أكثر من 300 فلسطيني، بينهم قتلى وجرحى، جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأكد المكتب الإعلامي أن "قطاع غزة يتعرض لكارثة إنسانية حقيقية على جميع المستويات"، ودعا "المجتمع الدولي وجميع المنظمات والهيئات الدولية إلى إنقاذ 2.4 مليون إنسان".
كما طالب "المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال ضد الأطفال والنساء، وإن استمرار هذه الحرب يعني وجود موافقة وضوء أخضر لاستمرار القتل الوحشي".
وفي وقت سابق الأحد، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، عبر منصة "إكس"، إن "الاستئناف الوحشي للأعمال العدائية في قطاع غزة والأثر المروّع على المدنيين يؤكدان الحاجة إلى إنهاء العنف".
وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، انتهت هدنة إنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وخلال جولة ما قبل الهدنة، تكررت رسائل للجيش، دعت سكان شمال القطاع إلى التوجه جنوب القطاع، لكنه استهدف النازحين في المناطق الجنوبية وعلى طرقات ادَّعى أنها "آمنة"، وارتكب "مجازر موثقة" بحق مدنيين قوبلت باستنكار أممي.
ويشنُّ الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.