أمام حالة الاستقطاب والاختناق السياسيين في البلاد، تتأرجح السيناريوهات المحتملة ما بين خروجٍ دون اتفاق، أو التخلي عن الفكرة برمتها (Reuters)
تابعنا

يسعى البرلمان البريطاني إلى تكبيل يدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو ما بدأ يتحقّق بتصويت مجلس العموم بمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وإخفاق جونسون في الحصول على موافقة العدد الكافي من النواب لإجراء انتخابات مبكرة.

وأصبحت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمراً يزداد صعوبة يوماً بعد يوم. فأمام حالة الاستقطاب والاختناق السياسيين في البلاد، تتأرجح السيناريوهات المحتملة ما بين خروجٍ دون اتفاق، أو التخلي عن الفكرة برمتها. نتيجتان لن تقبل بهما قطاعات واسعة من الناخبين البريطانيين، حسب وكالة رويترز.

هزيمتان في يوم واحد

أخفق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، في الحصول على موافقة العدد الكافي من النواب للمضي قدماً في خطته لإجراء انتخابات مبكرة.

جاء ذلك بعد أن صوّت مجلس العموم، في اليوم نفسه، لصالح منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، لكن جونسون سعى لإجراء انتخابات قبل أسابيع من موعد الخروج.

وعقب انتزاع السيطرة على جدول أعمال البرلمان من جونسون، بعد ستة أسابيع على توليه رئاسة الوزراء، أيّد مجلس العموم مشروع قانون سيلزم الحكومة بطلب تأخير موعد الخروج من التكتل ثلاثة أشهر بدلاً من الخروج دون اتفاق.

وكان من المنتظر أن يسعى مؤيدو جونسون إلى عرقلة مشروع القانون في مجلس اللوردات (المجلس الأعلى للبرلمان)، غير أن الحكومة تخلت، الخميس، عن مساعيها في المجلس الأعلى للبرلمان لعرقلة القانون.

ومهدت هذه الخطوة الطريق لإلزام جونسون بأن يطلب من الاتحاد الأوروبي تمديد الموعد النهائي لخروج بريطانيا لمدة ثلاثة أشهر، إذا فشل في التوصل إلى اتفاق انتقالي عبر المفاوضات مع التكتل بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

في هذا الصدد، قالت شبكة BBC البريطانية، إن جونسون تلقى "ضربة مزدوجة" في مجلس العموم، و"مُني بهزيمتين في يوم واحد".

وقال جونسون إنه يعارض التمديد وإنه مستعد لإتمام الخروج من الاتحاد دون اتفاق إذا لزم الأمر، وأضاف أن مشروع القانون أفسد مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى عدم الامتثال لنتيجة استفتاء عام 2016 التي قضت بالانسحاب من التكتل.

وأضاف أمام نواب البرلمان "هذا مشروع قانون ليس له مثيل في تاريخ هذا المجلس، ويسعى لإجبار رئيس الوزراء على الاستسلام في المفاوضات الدولية"، وتابع "لن أفعل هذا".

وقال "لم يدع هذا المجلس أي خيار سوى ترك الأمر للشعب ليقول من هو الشخص الذي يريده ليكون رئيساً للوزراء".

من جهته، قال زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن، إنه يريد إجراء انتخابات لكنه لن يصوت بنعم إلا بعد أن يحصل مشروع القانون على موافقة الملكة، وهي خطوة قد تتم يوم الاثنين.

سيناريوهات محدودة

أجمع عدد من الصحف البريطانية الصادرة الخميس على أن جونسون أصبح أمام باب مسدود، وقالت صحيفة الغارديان إنه اليوم محصور "في الزاوية" بعد خسارة ثلاثية: مشروع القانون، ورفض الانتخابات، وتصويت عدد من المحافظين المتشددين ضده.

بدورها عدّدت شبكة BBC البريطانية مجموع السيناريوهات المتاحة، بعد تصويت مجلس العموم، الأربعاء. وقالت الشبكة إنه في حالة مرور القانون الذي يمنع الخروج دون اتفاق فسيكون أمام الحكومة خياران، إما الذهاب إلى مفاوضات جديدة مع الاتحاد الأوروبي، أو تجاهل القانون والدخول في تحدّ قانوني وتشريعي مع النواب.

أما في حالة عدم مرور القانون من مجلس اللوردات، فإن الحكومة ستمضي في خيار الخروج دون اتفاق بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أو لجوء المعارضة إلى تصويت بعدم الثقة في الحكومة الحالية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً