صورة تجمع الرئيسين التركي والروسي  (AA)
تابعنا

ما المهم: تمر العلاقات التركية الأميركية بفترات صعود وهبوط على وقع الخلاف في طريقة إدارة مناطق شرق الفرات شمالي سوريا، وضرورة تطهيرها من التنظيمات التي تضر بالأمن القومي التركي، رغم العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

في حين تشهد العلاقات التركية الروسية تقدماً كبيراً على صعيد عدة ملفات على رأسها الأزمة السورية، التي تُنسق فيها أنقرة وموسكو بأعلى المستويات، وتحديداً في ملفي مصير إدلب، والحل السياسي للأزمة في سوريا عبر مسار المفاوضات في أستانا.

المشهد: قالت مصادر دبلوماسية في أنقرة لـTRT عربي، إن المباحثات بين رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد ورئيس هئية الأركان في الجيش التركي يشار غولار ستتناول المهل الزمنية للانسحاب الأميركي من سوريا، فضلاً عن ترتيبات المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في شمال سوريا.

جاء ذلك عقب تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تهديده بإلحاق الأذى بالاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة "الأكراد"، وقال في أعقاب اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان إن هناك إمكانية كبيرة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وكان الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بحث إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، وهو الاقتراح الذي تعتزم تركيا تنفيذه على طول الحدود مع سوريا بطول 460 كيلومتراً، وبعمق 32 كيلو متراً، ويشمل محافظات حلب والرقة والحسكة، حسب مسح أجرته وكالة الأناضول.

وكانت فكرة المنطقة الآمنة قد طُرحت لأول مرة من قبل تركيا، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى واشنطن في مايو/أيار 2013، لكن أنقرة اتهمت واشنطن بالتراجع عن تعهداتها في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كما أن العلاقة بين البلدين شهدت فترات توتر عقب صعود الرئيس ترمب للحكم.

الرئيس التركي أعرب عن حزنه من اختلاف المواقف مع واشنطن بشأن سوريا، وتابع في كلمة له أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" في البرلمان بالعاصمة أنقرة، الثلاثاء "لماذا حزنّا؟، لأننا حلفاء إستراتيجيون. تسممت علاقتنا لأسباب عدة وخاصة في فترة باراك أوباما (الرئيس السابق) بسبب عدم الوفاء بالوعود التي قُطعت لنا خلالها، إلى جانب دعم إقامة علاقات مع إرهابيي PKK/PYD".

وعلى النقيض كانت العلاقات مع روسيا في تقدم، حيث أكد الرئيس أردوغان أن روسيا بالنسبة لتركيا هي صديق موثوق ومورد مهم للغاز. كما اتفق الرئيسان التركي والروسي، في سبتمبر/أيلول 2018، على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب التي تُسيطر عليها المعارضة، في خطوة أدت إلى تجنيب المحافظة الواقعة شمالي غربي سوريا عملية عسكرية كبيرة من النظام وحلفائه، كانت قد تؤدي إلى كارثة إنسانية.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أن قيادة بلاده ستناقش ملف إنشاء المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشمال السوري، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حين يزور موسكو في 23 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأوضح لافروف أن بلاده ستبدي اهتماماً بأمن جميع دول جوار سوريا ومصالحها، إضافة إلى كل الأطراف المعنية بما في ذلك تركيا.

بين السطور: أوضحت مصادر دبلوماسية لـTRT عربي أن الجانب الأميركي كان قدم وعوداً للجانب التركي بمعالجة موضوع الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة الأميركية تنظيم YPG الإرهابي. ولفتت إلى أن أنقرة كانت طالبت الجانب الأميركي بسحب هذه الأسلحة، وبتقديم كشوفات بأنواع وعدد هذه الأسلحة المتطورة، إلا أن واشنطن لم تبت في هذا الأمر بعد.

وفيما يتعلق بصفقة صواريخ الباتريوت، قالت المصادر الدبلوماسية في أنقرة إنه رغم إقرار الكونغرس للصفقة البالغة قيمتها ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار فإن الجانب الأميركي لا يزال يماطل، ويتمنى تعليق صفقة صواريخ S-400 مع روسيا، مشيرة إلى أن أنقرة ماضية مع ذلك في تنفيذ الصفقة مع روسيا.

وفي ظل التوتر مع الجانب الأميركي كانت العلاقات مع روسيا تزداد متانة، حيث تحدث الرئيسان التركي والروسي في عام 2018 هاتفياً 18 مرة، والتقيا بشكل مباشر سبع مرات، من بينها ست قمم ثنائية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الرئيس أردوغان سيزور العاصمة الروسية موسكو في 23 يناير/كانون الثاني الجاري، وأضاف أن زيارة الرئيس التركي لروسيا تهدف إلى تنسيق الوضع الناجم عن قرار الانسحاب الأميركي من سوريا.

الخلفيات والدوافع: اعُتبرت التسوية التي توصلت إليها تركيا وروسيا خلال قمة سوتشي الماضية، والتي قضت بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، تهميشاً لدور الولايات المتحدة في سوريا، وقد جعلت هذه الخطوة أنقرة شريكاً قريباً لموسكو في الصراع السوري من منظور جيوسياسي.

وأكد آدم غاري رئيس تحرير موقع يوراسيا فيوتشر في مقال له، إن الاتفاق المنفرد بين بوتين وأردوغان عامل مقيد لجميع الأطراف، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

TRT عربي
الأكثر تداولاً