إسماعيل قآني خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس  (Reuters)
تابعنا

تتركز المخاوف الإسرائيلية بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على خليفته إسماعيل قآني، المعروف بمواقفه المناوئة بشدة لكل من أمريكا وإسرائيل، وقد شغل مناصب عدة في الحرس الثوري، وتَدرج فيه حتى بات قائداً لفيلق القدس.

وبعد تعيين قآني، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم كرمان الجنوبي غلام علي أبو حمزة السبت، أن بلاده حددت 35 موقعاً حيوياً لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط وتل أبيب، لتكون في مرمى النيران الإيرانية، بالإضافة إلى استهداف واشنطن في مضيق هرمز، وَفْقاً لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.

مخاوف إسرائيل

هذه التوعدات بـ"الانتقام المؤلم"، بين إيران والولايات المتحدة التي قالت إنها حددت 52 هدفاً إيرانيّاً إذا ما انتقمت طهران، أثارت قلق إسرائيل التي ظهرت مخاوفها، ليس فقط من احتمال توجيه ضربات إليها، بل من خليفة سليماني الذي قد يكون الآن بحاجة إلى إثبات نفسه أمام قيادته عن طريق الانتقام.

ودلّت تصريحات نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي في تصريحات للتليفزيون الرسمي الإيراني على هذا الأمر حين قال: "على الأمريكيين أن يتوقعوا انتقاماً شديداً، وهذا الانتقام لن يكون محصوراً في إيران"، في إشارة إلى حلفاء طهران في الشرق الأوسط.

وتحت عنوان"الانتقام الساحق لإيران قد يثبت تحدياً هائلاً لخليفة سليماني قال الكاتب الإسرائيلي زفي باريل في مقال له في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنه "سيتعين على الرئيس الجديد الذي كان في المنصب مع قوة القدس منذ عام 1997، ملء مكان سليماني الكبير بسرعة، سيكون عليه التخطيط للرد على الاغتيال والحفاظ على الأصول الاستراتيجية لإيران خارج حدود البلاد".

جبهة المقاومة على امتداد مساحتها الجغرافية الشاسعة على استعداد لتحقيق هذا الانتقام

نائبقائد الحرس الثوري الإيراني - علي فدوي

وأشار الكاتب إلى أن "المحللين في الغرب والدول العربية وإسرائيل، يعطون سيناريوهات مرعبة للاستجابة المتوقعة من إيران، تتراوح بين الصاروخية على أهداف أمريكية وسعودية وصواريخ على إسرائيل من لبنان، أو ربما إرسال فرق اغتيال إلى أوروبا والدول العربية لمهاجمة أهداف محدَّدة كما فعلت إيران في الماضي، أو قد يكون انسحاب كامل من الاتفاق النووي وتجديد اليورانيوم".

أما الكاتب انشيل فايفر فقد طرح "أربعة أسئلة حرجة" بعد اغتيال سليماني في مقال له على صحيفة هآرتس، وهي "هل ستتخلى إيران عن الحذر؟ ما الذي كان ترمب يحاول تحقيقه؟ هل لدى أي شخص خطة؟ وكيف ستؤثر خسارة سليماني على القوة الإيرانية؟".

وأضاف: "لن يكون أمام إيران خيار سوى الانتقام بقوة هائلة ومحاولة انتزاع العقاب المؤلم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة"، وينتقد الكاتب قرار ترمب قائلاً: "حتى أكثر مؤيدي دونالد ترمب يجب أن يندموا على عدم وجود موظفين متمرسين في الأمن القومي من حوله قادرين على تحدي قراراته وافتراضاته".

ورجح الكاتب أن اغتيال سليماني "قد يؤثر على حذر إيران الفطري"، مشيراً إلى وجود "مجموعة من الأهداف لإيران في المنطقة، من بينها ناقلات النفط الغربية في الخليج، الحلفاء الرئيسيين لأمريكا (السعودية وإسرائيل).

ترمب قد يحوِّل المنطقة إلى ساحة حرب شرسة معإيران دون خطة،وهذا التصعيد قد يُلحِقب مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الضرر

صحيفة هآرتس الإسرائيلية

من جهة أخرى تحاول إسرائيل الظهور بمظهر المتماسك من خلال تصدير تقديرات أمنية إيجابية أظهرت ما مفاده أن "الرد الإيراني على اغتيال قائد فيلق القدس لن يطال إسرائيل، وسيتركز الرد على أهداف أمريكية في العراق"، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت تلك الوسائل: "في الأيام والأسابيع وحتى الأشهر المقبلة، ستكون المنطقة على حافة الهاوية. ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة على تعزيز الأمن والدفاع، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية لمحاولة استباق وإحباط الردّ الإيراني".

من جانبها انفردت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بزاوية شرحت فيها عن حياته والمناصب التي تقلدها، ونوهت بقوله غير المباشر في يناير/كانون الثاني 2015، إن إيران ترسل صواريخ وأسلحة إلى الفلسطينيين لمحاربة إسرائيل، وإن "إسرائيل أصغر من أن تعتبر نفسها متفقة مع القوة العسكرية الإيرانية".

وناقشت الصحيفة تصريحات حزب الله اللبناني بأن إيران ستردّ وتل أبيب ستكون في مرمى اليد، مبدية تخوُّفها من الرد القادم من الشمال، موردة تبرير الإدارة الأمريكية التي ادّعت أن سليماني كان يخطط لسلسلة من الهجمات التي عرَّضَت القوات والمسؤولين الأمريكيين للخطر، منتقدة عدم تقديمه لأدلة.

وفي مقال آخر قالت الصحيفة إن "سليماني أصبح رمز إيران من خلال الاستهداف، وبالنسبة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل كان شخصية غامضة في إيران".

وليس القائد الجديد لفيلق القدس ببعيد عن سلفه سليماني، إذ يُعرف بمواقفه وتصريحاته المناوئة لأمريكا وإسرائيل، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنه قوله في 2017 إن "تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإيران ستضرّ بأمريكا، لقد دفنَّا كثيرين مثل ترمب، ونعرف كيف نحارب أمريكا"، وفق وكالة رويترز.

وتَقلَّد العميد إسماعيل قآني منصب قائد فيلق قدس الذي تَسلَّمه الجمعة بأمر من الزعيم الإيراني علي خامنئي، بعد مقتل قاسم سليماني مباشرة، بعدما كان قائداً "لفرقة الإمام الرضا 21" التابعة للحرس الثوري في منطقة خراسان خلال الفترة ما بين 1984 و1988.

وعُيّن قائداً لفرقة "النصر-5" عام 1988، فيما صار نائباً لرئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات حرس الثورة بين عامَي 2007 و2008، ليُعيَّن بعدها نائباً لقائد فيلق القدس.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً