الاجتماع الثلاثي انعقد في غزة مع استمرار مسيرات العودة والمواجهات على الحدود مع إسرائيل
تابعنا

ما المهم: اجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع وفد من جهاز المخابرات العامة المصرية بقيادة أحمد عبد الخالق، والمنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في قطاع غزة.

وللمرة الأولى تجلس هذه الأطراف الثلاثة مجتمعة منذ بداية جولات التفاهم بين حركة حماس والوسطاء الإقليميين والدوليين، إذ كان عنوانها الأبرز تثبيت الهدنة مع إسرائيل وتجنُّب التصعيد.

محاولة التوصل إلى الهدوء مجدداً تأتي بعد تهديد حماس باستمرار المظاهرات على الحدود مع إسرائيل، ورفضها المنحة القطرية، في ظلّ وضع داخلي إسرائيلي منشغل بالتحضير لانتخابات مارس/ آذار التي تحرّض الدعاية لها على قطاع غزة وتهديده.

تتمثل أهمية اللقاء كذلك في تزامنه مع تفاقم أزمة الوضع الإنساني الذي يعيشه القطاع بسبب العقوبات المفروضة عليه من السلطة الفلسطينية، وأزمة الرواتب، وهو ما يتطلب رزمة تسهيلات كبيرة من أجل تخطِّيها.

المشهد: وصف إسماعيل هنية اللقاء الثلاثي بأنه "غير مسبوق"، مضيفاً أنه تَطرَّق إلى أمرين اثنين، هما "المشروع الوطني والقضية الفلسطينية في بعدها السياسي، والأوضاع المتعلقة بغزة ومسيرات العودة وكسر الحصار".

وقال هنية إن انعقاد الاجتماع يشير إلى أن "المشهد الوطني العامّ في غزة والضفة والقدس في مفترق طرق ومرحلة حساسة ودقيقة، ويحيط بها كثير من التحديات، مع كثير من الفرص والآفاق".

وأفادت مصادر لصحيفة الأخبار اللبنانية، بأن اللقاء الذي عُقد في غزة خلص إلى نقاط، أبرزها تطوير العمل في معبر رفح لتسهيل حركة المسافرين في الاتجاهين، إلى جانب زيادة التبادل التجاري بما يلبّي حاجة القطاع اقتصادياً، ويوفر عائداً ضريبياً يمكّن الحركة من توفير رواتب لموظفيها بعيداً عن الضغوط الإسرائيلية بعد توقُّف المنحة القطرية.

وفي سياق التفاهمات، كشفت المصادر أن التطوير المصري للمعبر سيشمل بوابة صلاح الدين التجارية، إضافة إلى تقديم القاهرة تسهيلات للتجار القادمين من غزة، أو في إدخال بضائعهم إلى القطاع. من جهة أخرى أكّد الوفد المصري أن المعبر سيبقى مفتوحاً بصورة طبيعية بغضّ النظر عن موقف السلطة الفلسطينية.

في المقابل قالت المصادر إن المطلوب من حركة حماس هو الاستمرار في المحافظة على حالة الهدوء، وتطويق مسيرات العودة، وضبط الحوادث الأمنية مثل إطلاق النار على ضابط إسرائيلي الأسبوع الماضي.

أما الأمم المتحدة فقدّمت تعهداً ببدء مشاريع التشغيل المؤقت ليستفيد منها عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل قبل نهاية الشهر الجاري، بالتعاون مع وزارة العمل في غزة وعدد من المؤسسات الدولية، كما أكدت استمرار إدخال المنحة القطرية للأسر الفقيرة، مع وعود بزيادة عدد المستفيدين منها، حسب ذات المصادر.

من ناحية أخرى قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن وفداً من قيادة الحركة سيزور القاهرة الأسبوع القادم، لاستكمال سلسلة الحوارات واللقاءات التي جرت في قطاع غزة مع الوفد الأمني المصري ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط.

ويستمر الفلسطينيون في قطاع غزة، للجمعة الخامسة والأربعين، في مسيرات العودة، قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وشرقي غزة، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.

ما التالي: اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني عدنان أبو عامر، أن الاجتماع هو "محاولة جديدة لإعادة إدارة الأزمة لا لحلّّها"، مشيراً إلى "بوادر لفكّ بعض المعاناة عن أهل القطاع".

وقال أبو عامر لـTRT عربي، إن الدافع الأول له هو "الخشية من التصعيد الميداني على الحدود مع إسرائيل"، معللاً ذلك بعدم استجابة دول الإقليم للمسيرات السلمية الممتدة منذ أشهر.

وأشار أبو عامر إلى أن الأجندة الدولية والإقليمية لا تضع حصار غزة في أولوياتها، لأسباب تتعلق بالأوضاع في المنطقة، مضيفاً أن "المجتمع الدولي ودول الإقليم يلعبان مع حركة حماس لعبة العصا والجزرة".

الأجندة الدولية والإقليمية لا تضع حصار غزة في أولوياتها، لأسباب تتعلق بالأوضاع في المنطقة، والمجتمع الدولي ودول الإقليم يلعبان مع حركة حماس لعبة العصا والجزرة

عدنان أبو عامر - محلل سياسي فلسطيني

وأكد أنه ما من حلول كبرى تُرجى من هذا اللقاء سوى إعادة إحياء الملف ووضعه على الطاولة.

وعن زيارة هنية للقاهرة لفت أبو عامر إلى أن الوساطات المصرية كلها كانت وساطات تقريبية بين الأطراف لا وساطات حلول، مُرجِعاً ذلك إلى تمسُّك المصريين بـ"علاقاتهم الجيدة مع كل الأطراف من أجل إدارتهم الملف وحدهم".

TRT عربي
الأكثر تداولاً