بينما يؤكد الجيش السوداني عزمه على تسليم السلطة للمدنيين، تُشكك قوى معارضة في صدق نوايا العسكريين (AP)
تابعنا

على الرغم من تأكيدات رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان المتكررة عزم المؤسسة العسكرية على تسليم السلطة للمدنيين في أقرب وقت، لا تزال بعض فصائل المعارضة، على رأسها تجمع المهنيين السودانيين، متشككة في نية الجيش الوفاء بوعوده.

الجيش يؤكد التزامه تسليم السلطة للمدنيين ويدعو المعارضة للتوافق

أكّد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان التزام المؤسسة العسكرية نقل السلطة للمدنيين، مشيراً إلى أن توافق القوى السياسة من شأنه الإسراع بعملية تسليم السلطة.

وشدد البرهان، خلال حوار أجراه معه التليفزيون الرسمي، الأحد، على أن توافق القوى السياسية حول الحكومة المدنية القادمة سيساهم في الإسراع بتسليم المجلس العسكري للسلطة.

وأضاف "حتى الآن لم نتلقَّ أي أسماء من القوى السياسية بما فيها قوى إعلان الحرية والتغيير"، مشيراً إلى أن تشكيل مجلس عسكري مدني "مطروح للنقاش".

وقال البرهان إن المجلس العسكري الانتقالي سيردّ خلال الأسبوع على مطالب قادة الاحتجاجات.

المعارضة متشككة في نوايا العسكريين

تأتي تصريحات البرهان بعد ساعات من كلام قياديين في تجمع المهنيين السودانيين عن نيتهم الإعلان قريباً عن تشكيل مجلس انتقالي مدني به تمثيل عسكري ليدير البلاد خلال فترة انتقالية تمتد لأربع سنوات.

وكان محمد الأصم أحد أبرز قادة التجمع، قال السبت لوكالة أسوشييتد برس "مستعدون بخطة انتقالية واضحة بأسماء مؤهلة".

وأضاف الأصم الذي اعتقل لأكثر من ثلاثة أشهر قبل إطلاق سراحه بعد إقالة البشير "نريد مجلساً مدنياً على الفور بتمثيل عسكري. هذا مطلبنا".

وأعرب الأصم صراحة عن عدم ثقته في المجلس العسكري الذي "يزداد قوة كل يوم"، عادّاً ذلك "أمراً خطيراً على الثورة".

اللافت أن تصريحات رئيس المجلس العسكري أعقبها تصعيد جديد من قبل تجمع المهنيين وقوى معارضة أخرى منضوية معه تحت مظلة "قوى إعلان الحرية والتغيير"، إذ أعلن التحالف تعليق التعاون مع اللجنة السياسية للمجلس العسكري واتهموها بأنها تتألف من "بقايا" النظام السابق.

وقال قيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير "قررنا تعليق التعاون مع اللجنة السياسية للمجلس العسكرى ولدينا تحفظات عليها"، مضيفاً أن "هذه اللجنة تسيطر عليها بقايا النظام السابق"، وفقاً لوكالة رويترز

ونشر تجمع المهنيين على صفحته الرسمية على تويتر "نداءً عاجلاً"، تحدث فيه عن "محاولات الالتفاف لسرقة مكتسبات ثورتنا المجيدة التي قدمت قرابة الـ100 شهيد"، واتهم التجمع المجلس العسكري مباشرة بالقول إنه يعمل "للحيلولة دون تسليم السلطة للمدنيين والانفراد بالسلطة كممثل شرعي للثوار وإعادة إنتاج النظام السابق".

وأعلن المتحدث باسم تجمع المهنيين في السودان خلال مؤتمر جماهيري، مساء الأحد، عن إرجاء إعلان حكومة قوى التغيير إلى وقت آخر لمزيد من التشاور، مؤكداً تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي وعدم اعترافهم به، مع استمرار التظاهر والتصعيد، واستعداد المعارضة المدنية لملأ كل مناصب المجلس الرئاسي والحكومة.

السعودية والإمارات تدعمان العسكر فيما يطالب الاتحاد الإفريقي بتسليم السلطة

منذ تولي عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري خلفاً لعوض بن عوف الذي استقال بعد يوم واحد فقط، لم تتوان كل من السعودية والإمارات عن إعلان دعمهما المباشر للبرهان، الذي يُعرف بقربه من الرياض نظراً إلى أنه كان المسؤول المباشر عن القوات السودانية المنخرطة في حرب اليمن ضمن تحالف عسكري تقوده السعودية.

في آخر تطورٍ،قالت السعودية والإمارات، الأحد، إنهما وافقتا على تقديم حزمة مشتركة من المساعدات للسودان قيمتها ثلاثة مليارات دولار.

وذكرت وكالتا الأنباء السعودية والإماراتية الرسميتان أن البلدين سيودعان 500 مليون دولار من ذلك المبلغ في البنك المركزي السوداني وسيرسلان بقيته في صورة غذاء ودواء ومشتقات نفطية.

أما الاتحاد الأفريقي، الذي يعد أبرز الجهات الدولية التي لا تثق بالجيش في السودان، فقدأمهل المجلس العسكري 15 يوماً لتسليم السلطة إلى "هيئة سياسية يقودها مدنيون" أو مواجهة تعليق أنشطة الخرطوم في الاتحاد.

على الرغم من ذلك الموقف الحاد، فقد قالت وكالة أنباء السودان الرسمية إن رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الفريق عمر زين العابدين التقى، السبت، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في الخرطوم، في محاولات لإقناع الاتحاد الإفريقي لإبداء موقف أكثر تساهلاً على ما يبدو.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً