التحالف يهدف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن، لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية (Reuters)
تابعنا

بإعلان كل من السعودية والإمارات الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية في الخليج، تكون الولايات المتحدة ضمنت مشاركة ست دول من أصل 62 مدعوة للانضمام.

ففي الوقت الذي دفع فيه عددٌ من الهجمات على منشآت نفطية وناقلات نفط في المنطقة، دولاً خليجية إلى الانضمام، تأبى دول أخرى المشاركة في التحالف الذي تراه ممارسة لسياسة الضغط الأقصى على إيران، ومحاولة أمريكية للحفاظ على مصالحها المباشرة فقط.

الإمارات تلحق بالسعودية

قررت الإمارات الخميس، الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية.

وقال مدير إدارة التعاون الأمني في وزارة الخارجية والتعاون الدولي سالم الزعابي، إن انضمام الإمارات إلى هذا التحالف الدولي يهدف إلى "مساندة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية".

وأوضح الزعابي في بيان، أن الإمارات بانضمامها إلى التحالف، تسعى "لضمان أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفُّق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين"، حسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من قول مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية الأربعاء، إن بلاده قررت أيضاً الانضمام إلى مهمة بحرية دولية لحماية الملاحة التجارية في مضيق هرمز ومناطق أخرى، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وقال المصدر السعودي إن منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، تغطّي مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج.

وأشارت الوكالة السعودية إلى أن التحالف يهدف إلى "حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن، لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وحماية مصالح الدول المشاركة في التحالف، بما يعزّز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات".

تسريع تفعيل التحالف؟

تأتي الخطوتان السعودية والإماراتية في ظلّ التوتر المتصاعد في منطقة الخليج، وبعد أيام من الهجوم الذي استهدف موقعي بقيق وخريص النفطيين التابعين لشركة أرامكو السعودية.

ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الاتهامات لإيران بالوقوف وراء الهجوم، تخشى دول الخليج تهديد قطاع الطاقة الذي يُعتبر مصدر دخلها الأساسي.

ويشير التصريح الإماراتي بأن الهدف من الانضمام إلى التحالف هو "ضمان أمن الطاقة العالمي" إلى أن أبو ظبي والرياض صارتا أكثر توجُّساً من التهديد الإيراني، الذي انطلق منذ عدة أشهر باستهداف ناقلات نفط في منطقة الخليج.

وفي سياق تسريع انضمام البلدين الخليجيين إلى التحالف، أشارت جويس كرم، الأستاذة المشاركة في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، إلى أن السعودية بعد الهجوم على أرامكو، كما الإمارات بعد اعتداء الفجيرة، تذهب "باتجاه حصد دعم عسكري وسياسي لتقوية دفاعاتها الجوية وتحصين حقولها النفطية".

ما وراء التحالف

كانت الولايات المتحدة وراء فكرة تشكيل التحالف، بعد إعلان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد عن ذلك بداية يوليو/تموز الماضي.

وتريد واشنطن من خلال التحالف قيادة عمليات المراقبة البحرية والاستطلاع وتوفير سفن حربية لمهمات القيادة والسيطرة، على أن تسيِّر الدول المنضمة دوريات بحرية وتوفّر مرافقة السفن وناقلات النفط التي تحمل أعلامها عبر المنطقة.

وعرضت واشنطن فكرة تأسيس التحالف على 62 دولة بغية إقناعها بالانضمام، فيما لم ينضمّ حتى الآن سوى البحرين وأستراليا وبريطانيا وإسرائيل بالإضافة إلى السعودية والإمارات آخر المنضمّين.

ولم تتمكن واشنطن، على ما يبدو، من جذب كثير من الدول إلى تحالفها، لا سيّما وأنّ كثيراً من حلفائها يتوجّسون من جرّهم إلى نزاع مفتوح في هذه المنطقة، التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحراً.

لهذا السبب رفض الأوروبيون العرض الأمريكي، لأنهم لا يريدون المشاركة في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتمثلة في ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

علاوة على ذلك، تضع المشاركة الإسرائيلية في التحالف عدداً من الدول العربية في موقف محرج، وهو ما أشار إليه تصريح وزارة الخارجية العراقية بأن بغداد لن تنضم إلى التحالف، و"ترفض أي مشاركة إسرائيلية فيه".

من جهة أخرى يرى محلّلون أن واشنطن لا تسعى إلا إلى حماية مصالحها المباشرة في المنطقة، وستستخدم التحالف لهذا الغرض، بغضّ النظر عن أمن المنطقة وحلفائها هناك.

أمرٌ تشير إليه مباشرةً تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد، الذي قال إن الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج هدفه ردع أي استهداف للولايات المتحدة أو أي هجوم عليها بالوكالة مرتبط بإيران.

وأضاف دانفورد متحدثاً للمركز البحثي الأمريكي "مجلس العلاقات الخارجية": "لا نملك القدرة على ردع أي هجوم على شركائنا في المنطقة، وهذا بدا واضحاً في الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها الإمارات والسعودية".

جوزيف دانفورد: لا نملك القدرة على ردع أي هجوم على شركائنا في المنطقة (Reuters)
تخشى دول الخليج من تهديد قطاع الطاقة الذي يُعتبر مصدر دخلها الأساسي (AP)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً