طائرة شحن عسكرية بريطانية محمَّلة بالمساعدات الطبية تتوجه من إسطنبول إلى المملكة المتحدة (AA)
تابعنا

في الوقت الذي يواصل فيه فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) انتشاره السريع في مختلف أنحاء العالم، تقدِّم تركيا معدات ومستلزمات طبية إلى دول عدة، على رأسها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

مساعدات إلى بريطانيا

وصلت فجر الأربعاء، طائرة شحن عسكرية بريطانية إلى مطار منطقة "برايز نورتون" جنوبي بريطانيا، قادمة من من مطار إسطنبول الدولي، وعلى متنها معدات ومستلزمات طبية مقدّمة من تركيا، في إطار مكافحة كورونا.

وكانت طائرة الشحن، وهي من طراز "إيرباص A400" وتتبع القوات الجوية الملكية، أقلعت من مطار إسطنبول الدولي الذي وصلت إليه الثلاثاء، متجهة إلى المملكة المتحدة، بعد تحميلها بمعدات ومستلزمات طبية مقدمة من الحكومة التركية.

ويُتوقع أن تُرسَل هذه المساعدات إلى مستشفيات بريطانية تعاني نقصاً كبيراً في المعدات، لا سيما أن أكثر من 100 شخص من العاملين بالكوادر الطبية لقوا حتفهم متأثرين بإصابتهم بالفيروس.

وكان وزير الإسكان البريطاني روبرت جنريك قال في وقت سابق، إنهم في انتظار شحنة كبيرة من معدات الحماية الشخصية تبلغ حمولتها 84 طنّاً تقريباً من تركيا.

وسجّلت بريطانيا حتى مساء الثلاثاء أكثر من 129 ألف إصابة بكورونا، وما يزيد على 17 ألفاً و300 وفاة.

ليست المرة الأولى

لم تكُن تلك المرة الأولى التي تقدّم فيها تركيا مساعدات طبية لدول أعضاء في الناتو، ففضلاً عن أن شحنة المساعدات الأخيرة التي أُرسِلت إلى بريطانيا تُعَدّ الثالثة من نوعها، كانت تركيا في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري، قدّمت مساعدات لكل من إسبانيا وإيطاليا ودول البلقان.

في مطلع أبريل/نيسان الجاري، أقلعت طائرة شحن عسكرية تركية محملة بمساعدات طبية من مطار "أتيمسكوت" العسكري في العاصمة أنقرة متجهة نحو إسبانيا وإيطاليا اللتين تُعَدّان من أكثر الدول تضرراً من انتشار وباء كورونا.

وتضمّنت المساعدات وفقاً لوكالة الأناضول، أقنعة واقية وملابس خاصة، وموادّ تعقيم سائلة مضادة للجراثيم، أُنتجت في مصانع وزارة الدفاع التركية، ومؤسسة تصنيع الآلات والمواد الكيمياوية.

كما أرسلت تركيا في 8 أبريل/نيسان الجاري، مساعدات طبية إلى خمس دول في منطقة البلقان، هي شمال مقدونيا، والجبل الأسود، وصربيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو.

الناتو يشكر تركيا

ردّاً على الخطوات التي اتخذتها أنقرة بتقديم يد العون للدول المتضررة من انتشار كورونا، أعرب حلف الناتو في أكثر من مناسبة عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها تركيا.

وفي 8 أبريل/نيسان الجاري أصدر الحلف بياناً أعرب فيه عن "بالغ امتنانه من دعم تركيا لدول في منطقة البلقان"، معتبراً أن المبادرة التركية "مثال رائع على معركة الحلفاء ضد الجائحة كورونا".

وقبل ذلك بأيام كان الأمين العامّ للحلف ينس ستولتنبرغ، صرّح بأن إرسال القوات المسلحة التركية مساعدات طبية إلى إيطاليا وإسبانيا "يُعتبر مؤشراً واضحاً على تضامن الحلف".

وأضاف ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر، أن "الناتو يعيش حالة تضامن، أنا فخور بمساعدة حلفائنا في الناتو بعضهم بعضاً. نحن أقوياء معاً".

عضوية راسخة

تأتي الخطوات التركية الأخيرة في سياق عضوية أنقرة الراسخة في حلف الناتو، الذي احتفلت تركيا في فبراير/شباط الماضي، بمرور 68 عاماً على انضمامها إليه.

وبهذه المناسبة أعرب ستولتنبرغ في تصريحات إعلامية، عن شكره أنقرة على "الإسهامات التي قدمتها للناتو طوال هذه الفترة كعضو له قيمة كبيرة"، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول.

وقال ستولتنبرغ إن "تركيا على مدار 68 عاماً، عضو له قيمة كبيرة داخل عائلة حلف الأطلسي"، مشيراً إلى أنها تعتبر واحدة من أكثر الأعضاء إسهاماً في بعثات وعمليات الحلف بعدد كبير من الدول مثل أفغانستان وكوسوفو والعراق.

وأشار أيضاً إلى أن تركيا تُعَدّ "الحليف الأكثر تضررًا من الفوضى والعنف وعدم الاستقرار بالشرق الأوسط، والأكثر تعرضاً لهجمات إرهابية"، مضيفاً: "في الذكرى السنوية الـ68 لانضمام تركيا إلى الحلف، أودّ أن أعبر لها عن عميق شكري لدعمها المستمر والمهمّ لتحالفنا. ولا شك أنها ستواصل دورها كعضو قوي وله قيمة كبيرة داخل هذا الكيان".

تركيا أرسلت مساعدات طبية إلى إسبانيا وإيطاليا اللتين تعدان من أكثر الدول تضرراً من انتشار كورونا (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً