الرئيس الأميركي دونالد ترمب (AP)
تابعنا

ما المهم: بعد أيام من إعلانه رسمياً بدء انسحاب قوات بلاده من سوريا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنّ السعودية ستحضُر مالياً بدلاً من بلاده لإعادة الإعمار في سوريا.

المشهد: على حسابه في موقع تويتر، غرّد الرئيس الأميركي، الإثنين، بأنّ "المملكة العربية السعودية وافقت الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة".

وأضاف ترمب "أترون؟ أليس من الجيد أن تساعد الدول فاحشة الثراء في إعادة إعمار جيرانها بدلاً من دولة عظمى تبعد آلاف الأميال؟ شكراً للسعودية".

لم تعلّق الرياض على التصريح، إلا أنّها ليست المرة الأولى التي يُدلِي فيها الرئيس الأميركي بمثل هذه التصريحات، فإلى جانب أنّ سياسته الخارجية تسعى لدفع الحلفاء، عرباً أو أوروبيين، نحو دفع "مقابل ما تقدّمه الولايات المتحدة"، سبق له أن كشف علناً أمام مناصرين لحزبه في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن تفاصيل اتصال هاتفي بينه وبين الملك سلمان، وقال "ندافع عن دول غنية للغاية (مثل السعودية) لا تعوِّضنا". وكان هذا التصريح الثالث في غضون أسبوع، فقد سبقَت ذلك إشارة ترمب إلى أن الملك السعودي لن يبقى في السلطة لأسبوعين دون دعم الجيش الأميركي.

الخلفيات والدوافع: يأتي هذا التصريح بعد أيام قليلة من إعلان ترمب بدء سحب قواته العسكرية من سوريا، وهو قرار انتقده أبرز الكتاب في الصحف السعودية.

وفي حديث لـTRT عربي، يشرح الباحث في المركز العربي للأبحاث والدراسات في واشنطن جو معكرون، أنّ "ترمب يرى أنّ الدور الأميركي في سوريا بلا فوائد مالية أو استراتيجية، ولقد حاول مستشاروه في الأشهر الأخيرة إقناعه بإبقاء الجيش الأميركي هناك في ظل فكرة الناتو العربي مع تمويل من السعودية، لكن الرياض كانت مترددة".

وأضاف معكرون أنّ الرئيس الأميركي "ينطلق من فكرة أنّه إذا كان الجيش الأميركي في سوريا لردع إيران، فعلى خصوم طهران العرب دفع الفاتورة، وبالتالي فالتفكير مشابه لفكرة الحماية الأميركية (للسعودية)، ولكن في حالة سوريا هو حماية مصالح هذه الدول الخليجية في تنافسها مع الأتراك والإيرانيين هناك".

من جهة أخرى يرى الباحث في العلاقات الدولية عدلان محمدي، في حديث لـTRT عربي، أنّ تصريح الرئيس الأميركي "يرتبط بقرار سحب القوات، والتقارب الأخير مع أنقرة"، مضيفاً أنّه "حتى لو كانت السياسة الخارجية الأميركية في ظل إدارة ترمب تبدو غير واضحة، فعلينا أن نعترف بوجود تجانس هنا نظراً إلى الاعتماد على حليفين تاريخيين"، في إشارة إلى تركيا والسعودية.

الرئيس الأميركي ينطلق من فكرة أنّه إذا كان الجيش الأميركي في سوريا لردع إيران، فعلى خصوم طهران العرب دفع الفاتورة

جو معكرون - الباحث في المركز العربي للأبحاث والدراسات في واشنطن

ردود الأفعال: الكاتبة في صحيفة واشنطن بوست، كارين توموتلي، علّقت على تغريدة الرئيس الأميركي قائلة إنّ السعودية تدفع في مقابل "سكوت ترمب عن قتل جمال خاشقجي".

في السياق نفسه علّق الكاتب في مجلة نيوزويك الأميركية سيث أبرامسون قائلاً "من سيعيد الإعمار بالمال السعودي؟ ليس أميركا ولا المعارضة السورية ولا المرتزقة الإيرانيون، ولا الأكراد... ولا المقاولون السعوديون، بل الروس وألعوبتهم، الأسد".

على المستوى العربي غرّد الكاتب القطري جابر الحرمي بأنّ "السعودية تدفع لبقاء القوات الأميركية في سوريا، تدفع لخروج القوات الأميركية من سوريا، تدفع لما دمرته أميركا في سوريا، إضافة إلى 700 مليار دولار لشراء أسلحة وهمية، ثم يقول لهم ترمب: أنا أحميكم .. ودون حمايتي لا تبقون أسبوعين!".

TRT عربي
الأكثر تداولاً