الخيارات أمام غانتس ونتنياهو تضيق لتصل إلى مفترق طرق قد يؤدِّي إلى انتخابات رابعة حسب محللين (Reuters)
تابعنا

يستمر المشهد الإسرائيلي في التأزم حتى بعد اجتماع زعيم حزب الليكود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، دون اتفاق على تشكيل حكومة وحدة، أو إعلان أي نتائج سوى استئناف الاجتماع مساء الأربعاء.

ويأتي الاجتماع بعد تمديد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مهلة التفويض الممنوحة لغانتس لتشكيل حكومة إسرائيلية، وذلك في أعقاب طلب قدّمه نتنياهو، في محاولة أخيرة للتوصل إلى حكومة وحدة إسرائيلية.

واتُّفق على الموضوعين الأساسيين، أولهما لجنة تعيين القضاة، التي تقرر أن تخضع مناقشاتها لتوافق بين مندوب "أزرق أبيض" آفي نيسانكورين، الذي يفترض تعيينه وزيراً للقضاء في حال تشكيل الحكومة، ومندوب عن الليكود. ويتعلق الموضوع الثاني باحتمال أن تقرّر المحكمة العليا منع نتنياهو من تشكيل حكومة، واتُّفق على أنه في حال حصول ذلك، فإنه سيجري حل الحكومة والكنيست والتوجه إلى انتخابات رابعة للكنيست، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وتضيق الخيارات أمام غانتس ونتنياهو، لتصل إلى مفترق طرق قد يؤدّي إلى انتخابات رابعة أو تنازل جميع الأطراف لتشكيل الحكومة، في ظلّ حالة الطوارئ التي فرضتها أزمة كورونا كعامل ضغط إضافي على طرفي الاستقطاب السياسي الإسرائيلي.

وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية حصد الليكود وحلفائه من اليمين أغلبية في الكنيست حال حصول انتخابات مبكرة، يذهب عديد من المراقبين الإسرائيليين إلى اتهام نتنياهو بالمماطلة لإفشال غانتس ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وسواء نجح الطرفان في تشكيل حكومة ائتلافية أو فشلا، فإن المعضلة السياسية الإسرائيلية لا تزال قائمة، وتتمثل في الحاجة إلى ثلاث دورات انتخابية مبكّرة خلال أقلّ من سنة وانهيار أغلب الحكومات الائتلافية خلال العقدين الأخيرين.

ووصفت صحيفة هآرتسالإسرائيلية ما يمارسه نتنياهو بـ"الانقلاب"، قائلة: "بعد انقلاب نتنياهو، حتى حزبه ليس متأكداً إلى أين يتجه".

وأضافت: "الاحتيال وخيانة الثقة أكثر من مجرد اتهامات لنتنياهو، إنها أسلوب حياة، لكن بيني غانتس وأزرق أبيض ليسوا أكثر حكمة".

سيناريوهات الأزمة

وعن أسباب عدم توصل نتنياهو وغانتس إلى اتفاق لتشكيل حكومة، يقول الأكاديمي والباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد رفيق عوض لـTRT عربي، إنها تتمثل في ضعف غانتس وائتلاف "أزرق أبيض" بعد فكّ ارتباطه مع الحركات التي شكّلَته، وبالتالي لا يستطيع غانتس أن يفرض شروطه على نتنياهو، فيما يحاول الأخير الاستفادة من الوضع الجديد.

ويضيف: "تتمثل المسألة الثانية في حزب الليكود وشركائه المتدينين الذين يريدون فرض شروطهم، بما يصعّب الأمر على نتنياهو في إدارة العلاقات الداخلية في حزبه".

وأشار عوض إلى أن نتنياهو استطاع استدراج غانتس ليتخلى عن أنصاره في المعارضة، ليتخلى في ما بعد عنه، فقد استطاع نتنياهو استغلال أزمة كورونا لفرض أجندته وتفكيك خصومه، لذلك يمكن القول إن نتنياهو يمكن أن يشكّل حكومة بشروطه.

وتابع: "غانتس شريك ضعيف وليس لديه قدرة على أن يكون بديلاً سياسياً أو أمنياً، وهو ما يعزّز إمكانية فرض نتنياهو شروطه".

ورأى عوض عدة سناريوهات متوقعة، أولها الذهاب إلى انتخابات رابعة من أجل إضعاف موقف غانتس، وثانيها تشكيل حكومة يمينية مكونة من "أزرق أبيض" والليكود، وثالثها أن يشكّل نتنياهو حكومة من 61 صوتاً، أو أن يعيد الرئيس الإسرائيلي كل شيء إلى الكنيست ويطلب من الأعضاء التوصية بشخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة، مما يفتح الأبواب على الخيار الأول.

مخاوف من الضمّ

وعلى الرغم من أن مسألة ضمّ الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية لم تُطرَح مباشَرةً في المباحثات الأخيرة، فإنها ما زالت قائمة وتُستخدم كورقة تلوّح بها جميع الأطراف الإسرائيلية من أجل كسب المعركة.

ففي بداية أبريل/نيسان الجاري، اتفق غانتس ونتنياهو على فرض السيادة على غور الأردن والمستوطنات غير الشرعية بالضفة الغربية المحتلة في يوليو/تموز المقبل.

على العالم أن يتحرك الآن لمنع ضم المستوطنات والأغوار إلى إسرائيل قبل أن يكون ذلك متأخراً جدّاً

مدير مؤسسة مبادرة جنيف - غادي بيلتيانسكي

ووجهت مؤسسات "تحالف حلّ الدولتين" الفلسطينية-الإسرائيلية، رسالة إلى الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ومكتب الممثل الخاصّ للاتحاد وممثل المنظمة الدولية في القدس، ونائب وزير الخارجية الروسي، طالبوهم فيها بالتدخُّل الجدي لمنع ضمّ إسرائيل أي جزء من الضفة الغربية، والعمل على إعادة الطرفين إلى مفاوضات حقيقية.

وجاءت هذه الدعوة على ضوء تَسرُّب معلومات بشأن شروع لجنة خرائط أمريكية-إسرائيلية مشتركة في وضع خريطة مقترحة لتطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي تتضمن ضمّ المستوطنات والأغوار إلى جانب القدس إلى إسرائيل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً