واشنطن فرضت حظراً على الدول التي قد تتعامل مع شركة هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس للاتصالات (Reuters)
تابعنا

انطلقت تحقيقات دولية على نطاق واسع عقب اتهام الولايات المتحدة شركة هواوي الصينية بالتجسس لصالح بكين من خلال بناء شبكات الجيل الخامس للاتصالات 5G.

واشنطن فرضت حظراً على الدول التي قد تتعامل مع الشركة لتنفيذ هذا المشروع من خلالها، وشنت حملة ضغط واسعة على الدول الأوروبية لتقف في صفها.

من ضمن هذه الدول كانت بريطانيا، التي كانت تتباحث بناء شبكات الجيل الخامس بالشراكة مع هواوي. ولكن تسريبات حول هذه الشراكة من داخل مجلس الأمن الوطني البريطاني، دفعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الأربعاء لإقالة وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون المتورط بهذه التسريبات، وتعيين بيني مورداونت خلفاً له.

لماذا أُقيل وزير الدفاع البريطاني؟

قبل إقالة ويليامسون بأسابيع نشرت صحيفة ديلي تلغراف تحقيقاً حول معلومات تم تسريبها من مجلس الأمن الوطني البريطاني بشأن الشراكة مع شركة هواوي لبناء الجيل الخامس، وحذرت الصحيفة من مخاطر محتملة قد تؤثر على أمن البلاد بسبب صفقة الاتصالات والإنترنت هذه.

تحقيق الصحيفة أثار مخاوف عدد من الوزراء في الحكومة البريطانية إزاء خطة قد تسمح بمشاركة الشركة الصينية في بناء شبكة الجيل الخامس للاتصالات والإنترنت في بريطانيا، وبالتالي ما سيهدد علاقاتها مع الولايات المتحدة التي فرضت حظراً على التعامل مع هواوي.

بعد هذه التسريبات والشكوك حول وزير الدفاع، أخبرت ماي ويليامسون في اجتماع مغلق بأن لديها معلومات وأدلة دامغة على أنه المسؤول عن تسريب معلومات، التي ينكرها غافن بالمطلق وينفي عنه كل هذه الاتهامات.

ماي قالت إن تسريب معلومات من الاجتماع الذي عُقد في 23 أبريل/نيسان 2019 كان "مسألة خطيرة للغاية وشكل خيبة أمل كبيرة".

من جانبها، نفت وهواوي وجود أي مخاطر بالتجسس أو التخريب أو خضوعها لسيطرة الحكومة الصينية.

هواوي والرعب الاستخباراتي

تعد شركة هواوي من أكبر شركات التكنولوجيا الصينية، وثاني أكبر شركات إنتاج أجهزة الهواتف المحمولة في العالم. تأسست هواوي عام 1987وتبلغ قيمتها السوقية 60 مليار دولار أمريكي.

مؤسس الشركة هو رن زتشنغفي، عمل مهندساً في الجيش الصيني، وهو عضو في الحزب الشيوعي الصيني، وأحد أغنى 500 شخصية في الصين.

اقتحمت شركة هواوي السوق بطرحها هواتف تمتلك مميزات مختلفة ومتطورة وأسعار منافسة عالمياً، وتعد شريكاً رئيسياً في سوق الاتصالات في العديد من الدول، كما يستخدم خدماتها اليوم حوالي ثلث سكان العالم، وهي أول من قدمت تقنية شبكات الجيل الرابع 4G في العالم.

وبناء على ذلك تقول واشنطن، وفقاً لما تمتلكه الشركة من قدرات تكنولوجية لإنشاء الجيل الخامس للاتصالات، إنه لو طلبت السلطات الصينية من شركة صينية ما تسليمها معلومات جمعتها في دول أخرى، لا يسع هذه الشركة إلا الامتثال لهذا الطلب وهذا ما قد يمكنّها من مساعدة بكين في جمع المعلومات الخاصة بالمواطنين الغربيين والمنظمات والحكومات الغربية بحسب BBC.

وباستغراب واستهجان أكدّ رين زينغفي أن شركته لم تُسأل أبداً من قبل الحكومة الصينية للادلاء "بمعلومات سرية" للسلطات الرسمية.

ولكن تقريراً بثته قناة CNN الأمريكية أشار إلى أن هواوي قد تتحكم عبر أبراج اتصال الهواتف المحمولة في ولاية مونتانا الأمريكية بالموجات الصوتية المحيطة في المنطقة، بهدف عرقلة عمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والموجودة في قاعدة قريبة تابعة للقوة الجوية.

ونقلت CNN عن جيمس لويس، الخبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله "نعرف أن الصينيين منخرطون في عملية تجسس كبرى ضد الولايات المتحدة. لذا علينا أن نسأل أنفسنا: هل نشعر بالاطمئنان لو سمحنا لهواوي بالسيطرة على أنظمة الهواتف المحيطة بأهم قواعدنا العسكرية؟"

خبراء في عالم الاتصالات والتكنولوجيا أكدوا أن عدداً من الهواتف التي تنتجها هواوي تتضمن تطبيقات تحتوي على خاصية "الأبواب الخلفية"، التي تمكّن المستخدم من تجاوز إجراءات أمنية في حالات الطوارئ، ما يتيح للشركة أن تستعيد سيطرتها على الأجهزة بسهولة واختراق المعلومات الموجودة بداخلها.

وبسبب هذه الاتهامات، أصدرت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأمريكي عام 2012 تقريراً قالت فيه إن شركتي هواوي وZTE يمكنهما اعتراض الاتصالات في حال السماح لهما بالعمل في الولايات المتحدة، كما يمكنهما شن هجمات إلكترونية على البنية التحتية الأمريكية كشبكة الكهرباء.

وفي استجوابات أمام الكونغرس العام الماضي، حذّر مديرو ست من وكالات الاستخبارات الرئيسية الأمريكية، منها وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكيين من استخدام منتجات وخدمات هواوي.

لذا قررت واشنطن اعتبار هواوي "تهديداً للأمن الوطني الأمريكي"، ومنعتها من التنافس للفوز بعقود حكومية أمريكية.

كما ضغطت واشنطن على حلفائها لاستثناء هواوي من المشاركة في شبكات الجيل الخامس فيها، مهددة بخفض مستوى تبادل المعلومات مع الدول التي تستخدم "شركات غير معتمد عليها" في خططها لاعتماد التقنية الجديدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً