في ظل الهجمة الشرسة التي أدّت إلى مصرع مئات المدنيين، أقيم في منطقة حربنوش مخيم يضم نحو 200 خيمة لاستقبال النازحين الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم.
ويعيش النازحون في تلك الخيام في ظروف صعبة للغاية تواصل معها انهمار الأمطار التي غمرت خيامهم بالكامل، إضافة إلى حالة الطقس التي تزداد حدة وبرودة.
بين الجبال، يتنقل أطفال حفاة، يغامرون بأنفسهم لإنقاذ عائلاتهم، ويجمعون الحطب لإيقاد النار لعلها تقيهم ضراوة الطقس وشدة برودته.
ولكلٍّ دوره في المخيم المنكوب الذي يفتقر إلى أدنى أسباب الحياة الإنسانية والمرافق العامة والبنية التحتية، إذ تأخذ النساء والفتيات بزمام الأمور، يقصدن أعالي الجبال بحثاً عن عيون الماء، ويعُدن عند الغروب يحملن فوق رؤوسهن الأواني التي تكفي بالكاد للطهي وغسل الملابس.
تروي عزيزة الياسين، وهي نازحة من ريف معرة النعمان، لـTRT عربي شيئاً من حكايتها، تقول: "استُشهد ابني الاثنين في قصف للنظام، وخرجنا من ديارنا نتيجة القصف المتواصل".
وتضيف: "ليس لدينا أي معين، ولا واسطة نستعين بها، لا أحد لنا سوى الله، لقد تركنا من خلفنا كل شيء، منازلنا بقيت على حالها، ووضعنا هنا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم نتيجة هطول المطر وتدنِّي حرارة الطقس".
وأقيمت في منطقة الشمال السوري عدة مخيمات لاستقبال النازحين من منطقة أدلب على وجه الخصوص، إذ نزح مئات الآلاف من ديارهم خلال العام الماضي، فيما نزح قرابة 30 ألفاً منذ بداية العام الجاري.