ترمب يعلن فرض عقوبات مالية على المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ومساعديه ووزير الخارجية الإيراني (AP)
تابعنا

على مدار أسابيع، تسيطر حالة من التوتر بسبب الشد والجذب في منطقة الخليج التي يخيّم عليها شبح الحرب كل يوم.

فبعد أيام من إعلانه تراجعه عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في اللحظة الأخيرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض عقوبات مالية على المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي ومساعديه، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في إطار الرد على إسقاط طهران، الخميس، طائرة أمريكية مسيَّرة فوق مضيق هرمز.

"نهاية الدبلوماسية"

عدّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي القرار الأمريكي بفرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين بمثابة "إغلاق كامل" للسبل الدبلوماسية.

وقال موسوي، في تغريدة نشرها الثلاثاء على تويتر، إن إدارة ترمب تدمر كل الآليات الدولية القائمة للحفاظ على السلام والأمن العالميين.

في السياق نفسه استنكر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، قرار العقوبات التي وصفها بـ"المخزية والسخيفة"، ووصف البيت الأبيض بأنه "متخلف عقلياً".

وقال روحاني في خطاب متلفز، إن هذا القرار يعني "فشل" جهود البيت الأبيض في التوصل إلى حوار مع طهران، كما تساءل مستنكراً "هل تعاقبون وزير الخارجية في نفس الوقت الذي تطلبون فيه إجراء مفاوضات؟".

ويرى الصحفي الإيراني صابر كول عنبري أن أثر القرار الاقتصادي ليس كبيراً، لا سيما وأن عديداً ممن فُرضت عليهم العقوبات، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، لا يمتلكون أرصدة بنكية في الخارج، وقلَما يغادرون البلاد، وبالتالي فإن "العقوبات رمزية في المقام الأول".

مع ذلك، يشير عنبري في حديث لـTRT عربي إلى أن "العقوبات المفروضة على وزير الخارجية جواد ظريف تستهدف الدبلوماسية الإيرانية في هذا الوقت الحساس، لا سيما إن فُرضت قيود على الدول التي تستقبل وزير الخارجية".

واشنطن تجدد دعوتها للحوار

على الرغم من قرار فرض العقوبات، جددت واشنطن، الإثنين، دعوتها إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل وأشارت إلى أن "الهدف من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة عليها هو تحقيق ذلك الغرض".

وأكد المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان كوهين أن بلاده تريد من إيران "مقابلة الدبلوماسية بالدبلوماسية".

وأضاف كوهين "يظلّ الهدف من مجهوداتنا الاقتصادية والدبلوماسية إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات"، واستدرك "إيران تصف الدعوة للحوار بأنها مثيرة للاشمئزاز".

التلويح بالخيار العسكري

على صعيد موازٍ للتحركات الأخيرة، أكد ترمب، في تصريحات أدلى بها لموقع The Hill الإخباري، أنه لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس كي يشنّ هجوماً ضد إيران.

ورداً على سؤال حول امتلاكه الصلاحية لشن أي هجوم على إيران دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، قال ترامب: نعم أمتلك هذه الصلاحية".

وأشار إلى أنه يرغب في إبقاء الكونغرس على اطلاع على جميع التطورات المتعلقة بالتوتر مع إيران، "ولكنني لست مجبراً على القيام بذلك من الناحية القانونية".

وفي تعليقه على تصريحات رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي أكدت فيها حاجة ترمب إلى موافقة المجلس، قال الرئيس الأمريكي: "لا أتفق مع هذا، وكثيرون أيضًا".

ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، يؤكد الديمقراطيون في الكونغرس ضرورة موافقة الكونغرس قبل اتخاذ أي عمل عسكري ضد طهران.

وتشهد منطقة الخليج توتراً متصاعداً بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران من جهة أخرى، منذ أن خفّضت طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، الذي أُبرم في 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.

وتفاقم التوتر عقب إعلان الحرس الثوري الإيراني، الخميس، إسقاط طائرة أمريكية مسيرة، بدعوى اختراقها مجال طهران الجوي، فيما يزعم الجيش الأمريكي أنها كانت تحلق فوق المياه الدولية لمضيق هرمز.

TRT عربي
الأكثر تداولاً